بعد انتهاء الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، تستعد بلدات وقرى منطقة البترون لمعارك انتخابية تتفاوت شراستها بين بلدة وأخرى، الا أن ما بات واضحا هو أن التنافس على أشده في معظم البلدات حيث تتداخل العائلية مع الحسابات السياسة في ظل محاولة واضحة لتلطي الاحزاب والتيارات خلف العائلات على ان يصار الى تبني الفوز بعد اعلان النتائج.
منتصف ليل امس انتهت مهلة التراجع عن الترشيحات وسجلت تزكية ٣ بلديات بترونية: بلدة راشكيدا المستحدثة وبلديتي بيت شلالا ودوما فيما فاز ٢٩ مختارا بالتزكية.
بلديا، تستعد ٢٨ بلدة لخوض الاستحقاق الانتخابي بعد ٩ سنوات على آخر انتخابات، وتشهد البلدات البترونية حماسة بعد انتظار طال وترقبه البترونيون لإحداث تغيير في المشهد البلدي.
وتتجه الأنظار إلى قضاء البترون حيث تشهد الساحة البترونية استعدادات مكثفة للانتخابات. فعلى خط التحالفات نسج حزب القوات اللبنانية تحالفا مع حزب الكتائب اللبنانية والمحامي مجد حرب ونجح هذا التوافق في معظم البلدات وفشل في عدد منها نتيجة تداخل الطابع العائلي مع الحسابات السياسية. ومن جهة أخرى، جمعت بعض اللوائح الاحزاب المتخاصمة في لوائح واحدة وتبقى العين على النتائج.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى المشهد السياسي في البترون في حالة ترقب، وتبدو الصورة ضبابية لجهة التوقعات في ظل تعقيد المشهد السياسي.
من جهة أخرى، تسجل تحالفات غير معلنة وتفاهمات من تحت الطاولة تزيد من ضبابية المعركة، الا ان مما لا شك فيه هو ان نتائج هذه الانتخابات تشكل مرآة للتوازنات السياسية ونتائجها قد تُستخدم كمؤشر على الأرضية الشعبية تمهيداً للاستحقاقات النيابية المقبلة علما ان حيثيات الانتخابات البلدية مختلفة عما هي عليه في الانتخابات النيابية.
يشار الى المزاج الشعبي يتأرجح بين الولاء التقليدي والمطالبة بإدارة إنمائية جديدة، وفيما تعتبر المعارك في بعض البلدات محسومة لصالح لائحة معينة، يسود حذر من مفاجآت وخروقات في بعض اللوائح.
وتتجه الانظار الى المعركة المنتظرة في عاصمة القضاء مدينة البترون، مسقط رأس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يسعى الى تثبيت حضوره وتأثيره مرورا ببلدات عبرين وشبطين وزان وآسيا وصولا الى تنورين وحامات وشكا وغيرها من البلدات.
الاستحقاق البلدي في قضاء البترون لهذا العام، هو بمثابة اختبار لكنه يحمل في كواليسه مؤشرات سياسية لا يمكن تجاهلها. هي معركة بين التجديد والاستمرارية، بين النفوذ الحزبي والواقع العائلي، في منطقة تُعد من الأكثر تنوعًا وحيوية سياسيًا في محافظة الشمال.