باتت جميع القوى أمام محك العمل، والتنفيذ. الوعود البراقة أصبحت وراءنا، وهنا الإمتحان الحقيقي، للحكومة، وكذلك للمعارضة، بعد تبدّل الأدوار. وهذا ما بدأَ اليوم الثلثاء تحديداً، فبعدما اتخذت الحكومة صورتها التذكارية، كرَّس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الإنتقال إلى نوع جديد من المعارضة التي غالباً ما تغيب عن قوى النكَد السياسي، أي الإتجاه إلى المعارضة الإيجابية، والبناءة.
باسيل وفي المؤتمر الصحفي كشف كل المعلومات التي سبقت تشكيل الحكومة، من وعود لم يتم الوفاء بها، ومن كلامٍ معسول، وصولاً إلى بداية التملص غير الجديد في مسيرة التيار السياسية، منذ العام 2005 ومروراً بمحطاتٍ كثيرة. ولم ينس باسيل تحديد الأسباب التي أوصلت الوضع الحكومي وخروج "التيار"، وتحديداً تفضيلهع الوحدة الوطنية على الفتنة الداخلية.
وقد حدّد باسيل أبرز الملفات التي سيتابعها التيار والتي ناضل من أجلها في الأساس، وفي طليعتها اللامركزية الإدارية، إلى تنفيذ القرار 1701 كاملاً واتفاقية وقف اطلاق النار، بالإضافة إلى الاصلاح المالي والاقتصادي واموال المودعين والتدقيق الجنائي، وصولاً إلى حقيقة انفجار المرفأ.
وقد عبر عن هذا الواقع بالقول: "نحن حوصرنا داخلياً وخارجياً ومُنِعنا من انجاز كل ما كنّا نريده. هم مفتوحة الدنيا أمامهم خارجياً، و داخلياً يجلسون مع بعضهم كلّهم بالمحاصصة على الطاولة وتحت الطاولة".
على الخط الحكومي، عقدت جلسة للحكومة الجديدة في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزف عون، الذي شدد على أهمية الإنتماء للدولة. من جهته، اوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكداً على ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
هذا وستجتمع لجنة البيان الوزاري الخميس، والذي سيكون محكاً للمعادلات الجديدة ولمدى التوافق بين مكونات الحكومة، تحديداً حول ملف المقاومة وحصرية السلاح.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع