أوعز وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إلى الجيش بوضع خطة تهدف إلى "توفير إمكانية المغادرة الطوعية لسكان غزة"، وذلك عبر ترتيبات تشمل المعابر البرية والمنافذ البحرية والجوية، وذلك في خطوة تعكس توجهاً واضحاً نحو ترانسفير جماعي للفلسطينيين.
جاء ذلك، فيما أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن دعمه الكامل والعلني لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى.
دعم خطة ترامب
ووفقاً لبيان، صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، قال كاتس إنه يدعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفاً إياها بـ"الجريئة"، والتي تتيح "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من القطاع "إلى أماكن مختلفة"، زاعماً أن حركة حماس "تمنع السكان من المغادرة، وتستغلهم كدروع بشرية".
وأعلن أنه أوعز للجيش الإسرائيلي بـ"إعداد خطة تسمح لأي شخص في غزة يرغب في المغادرة إلى أي مكان في العالم يوافق على استقباله". وأضاف أن الخطة "ستتضمن خيارات الخروج عند المعابر البرية بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو".
وادعى أن "حماس استخدمت سكان غزة كدروع بشرية، وأقامت بنى تحتية إرهابية في قلب المجتمع، وهي الآن تحتجزهم كرهائن، وتبتز الأموال منهم باستخدام المساعدات الإنسانية، وتمنعهم من مغادرة غزة"، علمًا بأن إسرائيل تفرض حصارًا على القطاع منذ عام 2007، واستهدفت منذ ذلك الحين بعدة عمليات عسكرية خلفت آلاف الضحايا ودمرت البنية التحتية.
ووفقاً لكاتس فإن دولًا مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج، التي انتقدت السياسات الإسرائيلية في غزة، "ملزمة" باستقبال الفلسطينيين، زاعماً أن رفضها سيكشف "نفاقها"، على حد تعبيره، وقال إن بعض الدول، مثل كندا، لديها برامج هجرة منظمة وسبق أن أعربت عن استعدادها لاستقبال سكان من غزة.
وتابع كاتس أنه "يجب إتاحة الفرصة لسكان غزة للتمتع بحرية الخروج والهجرة كما هو معمول به في كل مكان في العالم"، وقال: "أرحب بخطة الرئيس ترامب الجريئة، التي يمكن أن تخلق فرصاً واسعة لخروج السكان من غزة"، معتبراً أن ذلك يمكن أن "يساعد الغزيين على الاندماج بشكل أمثل في دول المقصد".
نتنياهو يمدح الفكرة
وتعليقاً على فكرة ترامب، قال نتنياهو، لقناة "فوكس نيوز"، إن "السماح لسكان غزة بالمغادرة، ما الخطأ في ذلك؟، هذه أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق، وهي فكرة رائعة يجب دراستها وترويجها وتنفيذها، لأنها ستخلق مستقبلاً مختلفاً للجميع".
وأضاف "نحن نغير الشرق الأوسط وقد فعلت إسرائيل ذلك بالفعل خلال العام الماضي. الفكرة الفعلية هي السماح لسكان غزة الذين يريدون المغادرة بالمغادرة. يمكنهم المغادرة، ثم يمكنهم العودة بعد ذلك، ويمكنهم الانتقال والعودة. لكن عليك إعادة بناء غزة".
وكرر نتنياهو هجومه على الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قائلاً إن ترامب هو "أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق"، مؤكدا "سنواصل الحرب حتى نحقق النصر على أعدائنا الذين هم أعداؤكم".
كما كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية الرسالة التي سبق أن نقلها خلال زيارته لواشنطن ومنذ اندلاع الحرب، ومفادها "نحن الشيطان الصغير وأنتم الشيطان الكبير، نحن نهزمهم وانتصارنا هو انتصاركم".
وأشاد نتنياهو بترامب، قائلا: "انظروا إلى ما فعله في الأيام الأخيرة، أشياء عظيمة. لقد صادق على شحنات الأسلحة، واتخذ خطوات ضد الأونروا ووكالات الأمم المتحدة التي تكره أميركا وإسرائيل".
ورداً على سؤال عن وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى، وإمكانية عودة جميع الأسرى ضمن الصفقة. قال نتنياهو: "حددنا ثلاثة أهداف، وهي القضاء على القدرات العسكرية لحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا". وأضاف "حتى الآن قمنا بالقضاء على معظم القوة العسكرية، وليس كلها، وسوف نتأكد من عدم بقائها هناك، عندما تنتهي الحرب، وقد تنتهي بسرعة".
وتابع: "حتى الآن أطلقنا سراح 70% من الرهائن الأحياء، وحماس تحتجز الجثث كرهائن، وهذا أمر لا يصدق، نحن ملتزمون بإطلاق سراح جميع الرهائن، والرئيس ترامب وأنا لن نتخلى عن هذه القضية".
وتطرق نتنياهو أيضا إلى التهديد الإيراني قائلاً: "لا خلاف على أن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية". وقال: "كانوا ليكونوا هناك قبل عشر سنوات لو لم نتمكن من إيقافهم. لقد تحدثنا عن ذلك وقال الرئيس ترامب إنه لا ينبغي السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. الأمر بسيط للغاية". وأضاف أن معظم الدول العربية انتقلت من رؤية إسرائيل كأعظم عدو لها إلى رؤية إيران كأعظم عدو لها.