في اليوم الرابع على عودة أهالي الجنوب إلى منازلهم، المشهد يتكرر، إذ أُفيد عن إصابة 5 أشخاص بينهم طفل، جراء إلقاء محلقة اسرائيلية قنابل صوتية على تجمع المواطنين عند مثلث شقراء - مجدل سلم- حولا، خلال محاولة الدخول إلى بلداتهم. فيما لا تزال ثماني بلدات تتمركز فيها القوات الإسرائيلية في القطاعين الأوسط والغربي، بإنتظار استكمال تحريرها، توازياً مع مواصلة التحذيرات الإسرائيلية والخروقات المتكررة، وتقارير جديدة تحدثت اليوم عن أنّ الجيش الإسرائيلي يخطط لاستهداف مجمعات لحزب الله قريبة من بلدات الجليل، وما صدر عن قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوردي غوردين، الذي أشار إلى أنّه "إذا حاول حزب الله العودة للقتال فسيتعرض لضربة أكبر بما في ذلك قيادته"، معتبراً أنّه "تم إزالة التهديد للشمال في المستقبل القريب، ونحن بحاجة إلى التأكد من ذلك لسنوات مقبلة".رعد: لإفشال اهداف العدوفي المقابل، برز تعليق لافت لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة النائب" محمد رعد، الذي أعاد الحديث عن معادلة "الزمان والتوقيت المناسبين". ولفت في تصريح إلى أنّ "العدوان الصهيوني الغادر والمُدَان على بلدتي النبطية الفوقا وزوطر الجنوبيَّتين ليلَ أمس، هو مصداقٌ جديدٌ للتهديد الدائم والمتواصل الذي يمثله الكيان الاسرائيلي"، لافتاً إلى أنّ "غض الطرف الدولي المزمن عن تجاوزات هذا الكيان الغاصب وتماديه في الاعتداءات، أوصله إلى ما هو عليه اليوم من تنمُّرٍ وعربدةٍ وتجاوز لكل القواعد والمعايير والقوانين الدولية والإنسانية".
وأضاف رعد "إن حق شعبنا في لبنان بالتصدي للاحتلال وللإعتداءات الإسرائيلية هو حق مشروع ومقدس يمارسه في التوقيت والمكان اللذين يراهما مناسبين لإفشال أهداف العدو وحفظ أمن لبنان وسيادته ومصالحه. ومن الطبيعي أن تتضافر عزيمة شعبنا المقاوم مع جهود الدولة ومؤسساتها المعنية حين تتصدى للقيام بواجباتها في حماية الشعب والبلاد وهو ما نصبو إليه في لبنان وندعو إليه بترقب وأمل وواقعية".خروقات إسرائيلية ميدانياً، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف جديدة في بلدة كفركلا سمع صداها في أنحاء المنطقة. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنابل على بلدة بني حيان. كما تقدمت آلية إسرائيلية في اتجاه طريق الطيبة - القنطرة قرب مقهى الشلال، وأطلقت النار في الهواء ترهيباً.
وإلى ميس الجبل، حيث حاولت دبابات اسرائيلية التقدم في منطقة المفيلحة غرب البلدة وعملت آليات الجيش اللبناني وعناصره على مواجهتها. في وقت لا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الاملاك العامة والخاصة في بلدة ميس الجبل منذ ساعات الصباح الباكر، حيث يقوم بجرف وهدم البيوت والمباني والاراضي والاشجار، ويعمل على رفع السواتر الترابية في منطقة المفيلحة ومحيط مسجد الامام علي الهادي غرب البلدة.جرف المنازلولليوم الثالث استكمل الجيش الاسرائيلي أعمال جرف المنازل والبنى التحتية في حولا وميس الجبل ومركبا وقام بإزالة عدد من الأشجار بين كفركلا وبرج الملوك.
في المقابل، أُفيد عن انطلاق مهمة انتشال رفات شهداء من داخل بلدة يارون من قبل الصليب الأحمر اللبناني وقوة من الجيش اللبناني وفوج الهندسة. وتعمل هذه القوى على استكمال انتشال الشهداء من عشرات القرى والبلدات الجنوبية، على الرغم من صعوبة الوصول إلى الرفات بسبب حجم الدمار الهائل والركام الذي يحيط بكل شبر من أنحاء هذه البلدات بفعل الغارات الإسرائيلية والاستهدافات المباشرة للمنازل.وذكرت معلومات أنّه للمرة الأولى منذ عدة أشهر جابت طائرة هليكوبتر تابعة لقوات اليونيفل الدولية سماء القرى الحدودية وحلقت فوق مجرى وادي السلوقي- الحجير.حصيلة الغارتينإلى ذلك، صدرت عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة الحصيلة الإجمالية للاعتداء الإسرائيلي يوم امس وذلك وفق التالي، يارون: ستة جرحى خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلدتهم. الغارة على النبطية الفوقا: عشرون جريحا، الغارة على زوطر: عشرة جرحى.
استهداف الحزبعلى الجانب الأخر، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول عسكري إسرائيلي، قوله "إننا لا ننصح بنقل السيطرة للجيش اللبناني حتى يسيطر بشكل أفضل على الأرض". وأضاف المصدر أنّ "الجيش الإسرائيلي يخطط لاستهداف مجمعات لحزب الله قريبة من بلدات الجليل"، مشيرًا إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي مسؤول عن حماية سكان الشمال وليس الجيش اللبناني أو أي قوة أجنبية أخرى".
وقال مسؤول للصحيفة إنّ "مسؤولية ضمان عدم إعادة حزب الله تأسيس بنيته التحتية تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي"، مشيرًا إلى "أننا سنعمل على إزالة أي بنية تحتية في لبنان تهدد أو قد تشكل تهديدا في المستقبل".