أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن بلاده تواصل مع جميع شركائها العمل على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان. وأكدّ أن فرنسا إلى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها من قبل الأطراف في أقرب وقت ممكن، بهدف استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه.
وجاء في البيان: "تعرب فرنسا عن قلقها البالغ إزاء الأحداث التي وقعت يوم الأحد 26 كانون الثاني، والتي أسفرت عن مقتل 22 لبنانياً نتيجة العمليات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وتطالب القوات الإسرائيلية بالانسحاب جنوب الخط الأزرق وتسليم مسؤولية السيطرة على المنطقة الشمالية للقوات المسلحة اللبنانية، بدعم من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) وآلية مراقبة وقف إطلاق النار".وأضاف: "تم تحقيق تقدم ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، بفضل المشاركة المكثفة للقوات المسلحة اللبنانية في تطبيق وقف إطلاق النار. وقد أعادت القوات المسلحة اللبنانية السيطرة على المواقع التي أخلتها القوات الإسرائيلية في جزء كبير من المنطقة الجنوبية، وتواصل إعادة انتشارها بحزم، مع الحفاظ على مستوى أمني عالٍ".وأكدّ بالمقابل، أن "فرنسا تشيد بالعمل الذي يتم داخل آلية مراقبة وقف إطلاق النار بالتعاون مع الولايات المتحدة واليونيفيل، لضمان حوار دائم بين الأطراف المعنية. كما تدعو القوات المسلحة اللبنانية إلى تعزيز تعاونها مع قوات اليونيفيل لتعزيز السيطرة على المناطق الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق. وأخيراً، تدعو فرنسا إلى بدء المفاوضات حول الحدود البرية في أقرب وقت ممكن لتعزيز استقرار المنطقة الحدودية".برّي: لوقف فوريّواستمر تمديد وجود القوات الإسرائيلية لوقت إضافي موضع جدل ونقاش حول تفاصيليه وخلفياته، ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري على تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، بعد لقائه الوفد الأميركي، حيث أشار الأخير إلى أنه تم التشاور حول تمديد الاتفاق إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط على إسرائيل لوقف الخروقات والاعتداءات. وقال بري إن الحقيقة هي أنه اشترط "وقفًا فوريًا لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل، بالإضافة إلى التعهد بموضوع الأسرى". وأضاف بري أنه كان قد اتصل برئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح.إسرائيل ستبقىوفي ما يشير إلى أن التمديد قد يتجاوز الأيام التي أعلن عنها، أكد الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر رفض إعادة انتشار قوات حزب الله على الحدود، مضيفًا: "أنّ قواتنا ستبقى على الحدود مع لبنان لأن الطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق." وأوضح أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني.يوم العودة الثانيوفي اليوم الثاني لعودة الجنوبيين إلى بلداتهم الحدوديّة، وبعد تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، استمرت المواجهات والصدامات بين المواطنين العُزّل وقوات الجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيانٍ رسمي أن الحصيلة غير النهائية للاعتداءات الإسرائيلية، خلال محاولة المواطنين العودة إلى بلداتهم التي لا تزال تحت الاحتلال، أسفرت عن استشهاد شخصين وجرح 17 آخرين، من بينهم طفل ومسعف من جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" أثناء قيامه بواجبه الإنقاذي.
مستجدات الميدانوفي وقتٍ لاحق، دخل الجيش اللبناني بلدة مروحين الحدودية، ليواصل انتشاره في المناطق الحدودية التي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي انتشاره في عدد من القرى اللبنانية، رغم انقضاء مهلة وقف إطلاق النار.
وفي تطور ميداني آخر، أفادت تقارير عن قيام مسيّرة إسرائيلية بإلقاء قنبلة قرب الأهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون، دون أن تُسجل إصابات. كما استمرت القوات الإسرائيلية في إطلاق النار على أهالي بلدة عديسة، بينما واصل الجيش اللبناني دعم محاولات أهالي بلدة عيترون للعودة إلى قراهم. وفي بلدة صور، تعرض فريق من "كشافة الرسالة الإسلامية" لإطلاق نار أثناء محاولته انتشال جثامين شهيدين من بلدة كفرا، استشهدا برصاص الاحتلال. ورغم خطورة الموقف، تمكن الفريق من إخلاء الجثمانين بسلام.
من جهتها، أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيانًا أعلنت فيه عن انتشار وحدات عسكرية في بلدة دير ميماس - مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في جنوب الليطاني، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف البيان أن الجيش اللبناني يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لضمان استقرار الوضع في المنطقة، وفقًا للقرار 1701.