الأحد تنتهي مهلة الـ 60 يومًا لسحب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. وهو نفس اليوم الذي من المقرر أن يشهد عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، بعدمت قام الجيش الإسرائيلي بتفكيك بنيته التحتية في محور نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى نصفين. هذه التوليفة قدمتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير حمل عنوان "هل يستطيع الجيش الإسرائيلي فعلاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان؟".
الصحيفة إعتبرت أنّ "كل هذا قد ينفجر في لحظة"، وقد تعود الحرب إلى "إحدى الجبهتين أو كلتيهما فجأة"، موضحة أن مجلس الوزراء الإسرائيلي يحاول تمديد بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في بعض أجزاء جنوب لبنان أو استكمال الانسحاب. وأشارت الصحيفة إلى أن "أنباء تسربت من مسؤول إسرائيلي تفيد بأنه على الأقل لن يكون هناك انسحاب كامل يوم الأحد نفسه، لكن هذا يترك مجالًا واسعًا للتفسير".أسلحة للحزبوبحسب الصحيفة فإنّه "من الناحية النظرية، قد لا يهتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثيرًا إذا تجاوزت إسرائيل الاتفاق إلى حد ما، لكن إذا أدى ذلك إلى إطلاق حزب الله للصواريخ وتجدد الحرب على الحدود الشمالية، فمن المحتمل أن يغضب ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو".
وفي حين سألت: "هل يستطيع الجيش الإسرائيلي فعلاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان؟ وهل سيعود الحزب بشكل تدريجي وبطرق مختلفة للعمل في جنوب لبنان؟ إلى أي مدى سيذهب الجيش الإسرائيلي في الهجوم المحتمل من الجو؟"، اعتبرت أن "جميع هذه الأسئلة، بالإضافة إلى الجهود الإسرائيلية لإقناع ترامب بأنها تستطيع الاحتفاظ بموطئ قدم أطول في لبنان، هي السبب وراء بدء إسرائيل في إصدار بيان صحافي تلو الآخر، بما في ذلك يوم الخميس، حول العثور على أسلحة جديدة لحزب الله على الحدود".
وأضافت الصحيفة: "ماذا سيفعل نتانياهو عندما يوضح له ترامب أنه لا يريد إعادة إشعال الحرب؟ وإذا رفضت حماس إعادة الرهائن المتبقين، هل سيقاوم نتانياهو غضب عائلات الرهائن؟". كما تساءلت: "هل سيعود نتانياهو إلى الحرب في غزة إذا هدده بتسلئيل سموتريتش بإسقاط حكومته إذا لم يفعل ذلك؟". واعتبرت أن "كل هذه الأسئلة قد تؤدي إلى أيام وأسابيع متفجرة في المستقبل، حيث تعود العديد من الأسئلة المصيرية التي أرجأ نتانياهو الإجابة عنها لمدة 15 شهرًا لتطارده أخيرًا".خوف المستوطنينفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن خشية من عودة حزب الله للتواجد في منطقة السياج الحدودي. ونقلت "القناة الـ14 الإسرائيلية" عن رئيس منتدى بلدات خط المواجهة في الشمال موشيه دافيدوفيتش، أنّ "هناك خشية من اليوم التالي"، الذي قال "نعتقد أنّ الجيش الإسرائيلي سيبقى في نفس النقاط التي يتواجد فيها حالياً داخل لبنان على الأقل لمدة سنة"، مضيفاً أنّه إلى جانب الاستعدادات للعودة إلى المنازل، الكثير من السكان لا تزال لديهم حالياً خشية من عودة حزب الله إلى السياج الحدودي ويضعضع أمنهم.
بدوره، أكد رئيس المجلس المحلي في الجولان أور كالنر، الاستعداد لجولة لنهاية وقف إطلاق النار، مطالباً الحكومة الإسرائيلية "القيام بكل شيء من أجل أن يفهم الطرف الثاني بصورة قاطعة أنهم غير مستعدين للعودة إلى الوراء"، مشيراً إلى أنّه "إذا قام حزب الله بأمور نابعة من ارتباك سنجبي ثمناً باهظاً جداً".
وقال رئيس مجلس شلومي غابي نعمان، إنّ كل موضوع المنطقة الأمنية داخل الأراضي اللبنانية هو "أمر واجب ومطلوب، وأنتظر وأؤمن أنّ الجيش الإسرائيلي لن ينسحب إلى الحدود الإسرائيلية، خاصة في البلدات المحاذية للسياج الحدودي".