لسنوات كان "القاشوش" الذي غنى بصوته أهازيج الثورة السورية في سنواتهاالأولى، أسطورة حية/ حتى عند إعلان جيش النظام السوري قتله بصورة وحشية تضمنت اقتلاع حنجرته ورمي جثته في نهر العاصي. واليوم عادت تلك الأسطورة للظهور، مع تحرير مدينة حماة قبل أيام من سقوط نظام الأسد كلياً، مع انباء عن أن صاحب الصوت الذي عرفه السوريون، حي يرزق.
ويبدو أن الشخص الذي قتله نظام الأسد بوحشية العام 2012 لم يكن الشخص نفسه الذي كان يؤدي أشهر أغنيات الثورة بل تم قتل شخص آخر، فيما بقي عبد الرحمن فرهود أو رحماني، المؤدي الحقيقي على قيد الحياة، ما فاجأ العديد من رواد التواصل الاجتماعي عشية سقوط حماة بيد الفصائل الثورية، رغم أن الحكاية قديمة نسبياً.وفي تسجيل قصير ظهر فرهود في منصة "إكس" مغنياً لحماة التي يبدو أنه غادرها بعد انتشار خبر مقتل القاشوش نحو مصر وغنى في مظاهرات عديدة، لينتهي به المطاف في أوروبا، ما أثار ردود أفعال واسعة بين التصديق والإنكار، حيث عقد ناشطون مقارنات بين صوت فرهود الحالي وصوت "القاشوش" القديم.
#حماة pic.twitter.com/0MvnaYpvAk
— عبدالرحمن فرهود (@rahmanifarhood) December 5, 2024
وفي صفحة فرهود، أبدى معلقون ذهولهم من أن "بلبل الثورة" مازال حياً، بينما طالب بعضهم فرهود بأغنية حول سقوط الأسد مؤكدين أنهم ينتظرونه مجدداً في ساحة العاصي، فيما ألمح معلقون إلى أنهم سبق والتقوا بالمنشد في تركيا في السنوات الأولى للثورة، وشكك آخرون بالقول أن هنالك محاولة لإعادة اختلاق الأسطورة.وبحسب المعلومات المتداولة، وقع ناشطون سوريون طوال سنوات في خطأ لم يستطيعوا تصحيحه بشان شخصية القاشوش، توازى مع خطأ آخر يتمثل في تداول صورة شخص آخر يدعى أحمد شريقي على أنه إبراهيم القاشوش، وهو منشد حموي غنى للثورة ثم غادرها بعد ذلك. وقال ناشطون أن انتشار صورة شريقي ساهمت في حماية فرهود من عيون النظام الذي كان يبحث عن صاحب الصورة بوصفه المنشد الشهير الذي غنى يالله ارحل يا بشار.
View this post on Instagram
A post shared by أرشيف الثورة السورية (@syrian_revolution_archive)
وسبق أن حاول بعض المدونين إظهار القصة الحقيقية لأسطورة القاشوش لرد الاعتبار لفرهود الذي يعتبر المؤدي الحقيقي للأهازيج الشهيرة، بينما نفوا علاقة الشخص الذي قتل باسم إبراهيم القاشوش بأي من هذه الأناشيد ذائعة الصيت.القصة الحقيقية لأسطورة القاشوش نشرتها مجلة "جي كيو" البريطانية العام 2016، حيث فند تحقيق المجلة مزاعم أن يكون مغني الثورة السورية هو إبراهيم القاشوش الشاب الذي تم قتله واقتلاع حنجرته في حماة منتصف العام 2011.وأشارت المجلة إلى أن المغني الحقيقي يدعى عبد الرحمن فرهود الذي قيل أنه كتب بعض القصائد على ورق لحملها في المظاهرات الليلية وغنائها، وكان أولها "يلا ارحل يا بشار" واستمر ذلك منذ نهاية شهر شباط /فبراير إلى تموز/يوليو 2011. وأشار فرهود للمجلة إلى أنه شاهد في ذلك الشهر أنباء في التلفزيون تتحدث عن مقتله وعرضت أغانيه، فشعر بالخوف وخلال ربع ساعة انتشر الخبر على جميع القنوات العالمية، ليقرر الهرب ومغادرة البلاد. ووجهت المجلة سؤالاً لفرهود :"إذن من هو إبراهيم القاشوش؟" وأجاب على ذلك بالقول أنه "غير معروف بتاتاً، ولا أحد يعرف قصته". وحتى بعد مضي 13 عاماً على مقتله المزعوم، تبقى قصة إبراهيم القاشوش مثيرة للجدل حيث شكك ناشطون سوريون في قصة المجلة البريطانية طوال سنوات، مكررين اعتقادهم بأن من قُتل هو المغني الحقيقي وأن فرهود أو رحماني هو مجرد كاتب للأغنيات يحاول الاستفادة من الأسطورة وإعادة تعويمها.