ارتفع عدد النازحين من شرق رفح الى ما يقارب الـ300 ألف نازح، حسبما قالت قوات الاحتلال الاسرائيلي التي أمرت السكان في مناطق إضافية في رفح بالإخلاء والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي"، وسط المضي في مخطط تنفيذ عملية عسكرية على مراحل في المدينة الحدودية مع مصر.
ووسّع الاحتلال عملياته في رفح، وطالب الأهالي بإخلاء الجنينة وخربة العدس والحي الإداري والشابورة، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "ما يناهز 300 ألف" شخص نزحوا من الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، منذ إصدار أوامر بإخلائها في السادس من أيار/مايو مع بدئه عمليات برية.
وقال الجيش في بيان: "إلى الآن، نزح ما يناهز 300 ألف شخص إلى المنطقة الإنسانية في المواصي" إلى الشمال الغربي من رفح المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى منذ اندلاع الحرب على غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي السبت، أوامر للسكان في المزيد من مناطق مدينة رفح بقطاع غزة بالإخلاء والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي" في إشارة أخرى إلى أن الجيش يمضي قدما في خططه لشن هجوم بري على رفح، وفقا لـ"رويترز".
وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح، الجمعة، وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى إرجاء تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.
وفي السياق، طلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، من السكان والنازحين في جباليا بشمال غزة و11 حيا في القطاع التوجه على الفور إلى ملاذات غربي مدينة غزة. وقال "نداء إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور - توجهوا فورا إلى المآوي غرب مدينة غزة".
إغلاق المعابر
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري رفح البري عبر الحدود مع جمهورية مصر العربية، وكرم أبو سالم التجاري الوحيد في قطاع غزة، مما ينذر بكارثة إنسانية.
ولليوم الخامس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق معبر رفح، ما أدى إلى توقف كامل لحركة تنقل المسافرين، خصوصا المرضى والجرحى، ودخول المساعدات الإنسانية، أو نقل المساعدات المتكدسة لأهالي القطاع في المناطق الجنوبية والشمالية، وتسبب بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور، وسط تخوفات من مجاعة حقيقية.
ويُعتبر معبر رفح البري شريان الحياة لأبناء قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وهذا التوغل وإحكام السيطرة عليه، يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية. كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم التاسع على التوالي، مع وقف تام لدخول المساعدات.
وأكدت حركة "حماس" أن استمرار سيطرة الاحتلال على معبر رفح وتعطيل وصول المساعدات ينذران بكارثة إنسانية وبتفاقم المجاعة. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحرك عاجل لوقف الكارثة الإنسانية في ظل تصاعد الهجوم على رفح.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد طالب قبل أيام، سلطات الاحتلال بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم "على الفور"، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعاها إلى "وقف التصعيد".