حكم محكمة الجنايات في باريس على المدير السابق لمكتب الأمن الوطني عل مملوك ومسؤولين آخرين في النظام السوري الجمعة، بالسجن مدى الحياة، إثر محاكمتهم غيابياً في فرنسا بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.كذلك، أمرت المحكمة بإبقاء مفاعيل مذكرات التوقيف الدولية التي تستهدف كلا من مملوك، والمدير السابق للمخابرات الجوية جميل حسن، والمدير السابق لفرع التحقيق في المخابرات الجوية عبد السلام محمود.
وكانت النيابة العامة في العاصمة الفرنسية باريس قد طالبت الجمعة، بالحكم المؤبد على مملوك وحسن ومحمود، بتهم التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وجاءت مطالبة النيابة العامة لمحكمة الجنايات في باريس، بعد انتهاء اليوم الأخير من محاكمة المسؤولين الثلاثة، كما طالب بتنفيذ أوامر القبض الموجهة ضد المسؤولين الثلاثة.
وبدأ القضاء الفرنسي الثلاثاء، محاكمة المسؤولين الثلاثة بتهم التواطؤ بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وذلك عن قضية اختفاء المواطنين الفرنسيين-السوريين مازن وباتريك دباغ اللذين لقيا مصرعهما في سجون النظام السوري بعد اعتقالهما في 2013.
وشهدت الجلسة الأخيرة مرافعات الطرف المدني وطلبات المحامي العام. ويُتهم هؤلاء المسؤولين بالضلوع في أعمال جنائية خطيرة.
وبحسب موقع منظمة " الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان"، فإن مجموعة من ضابطين وجنديين وخبير في مجال الكمبيوتر قاموا منتصف 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، باعتقال باتريك الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والسورية من منزله في حي المزة في دمشق، مشيراً إلى أن باتريك كان طالباً في كلية الآداب في العاصمة السورية، ومن اعتقلوه زعموا بأنهم من المخابرات الجوية من دون الإفصاح عن أسباب اعتقاله.
وأضاف الموقع أنه في اليوم التالي على اعتقال باتريك، عاد الأشخاص أنفسهم إلى منزل عائلة الدباغ برفقة نحو 12 جندياً مسلحاً، واتهموا والده مازن الدباغ بالفشل في تربية ابنه بشكل صحيح وألقوا القبض عليه، زاعمين أن هذا سيعلمه كيفية تنشئة ابنه بشكل صحيح. وكان مازن حينها يعمل موجهاً تربوياً في المدرسة الثانوية الفرنسية في دمشق.
فيما أشار الموقع إلى أن مازن وباتريك لم يعرف مصيرهما منذ تاريخ اعتقالهما، لفت إلى أن عائلتهما تلقت في 2018، إخطاراً رسمياً من النظام السوري بوفاتهما داخل المعتقل. ووفقًا للوثائق فقد توفي باتريك في 21 كانون الثاني/يناير 2014، بعد فترة وجيزة من اعتقاله، فيما توفي والده مازن بعد نحو أربع سنوات، في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.