قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سليمة الجمعة، إنه لا يوجد سوى الجثث والموت والحصار الإسرائيلي في المجمع وخارجه، وأضاف: "ان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحرك بحرية داخل المجمع، نحن نتعرض للإبادة وسقوط شهداء كل دقيقة".وأشار أبو سليمة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصيدلية المركزية للمجمع الذي تحول إلى سجن كبير يتعرض من فيه لإبادة جماعية.وفي ما خص الأطفال الخدّج قال أبو سليمة: "كل يوم يمر على هؤلاء الأطفال يمثل خطراً على حياتهم، ونبذل كل ما بوسعنا لإبقائهم على قيد الحياة"، وشدد على أن الحضانات التي أحضرها الاحتلال لا قيمة لها من دون كهرباء، لا سيما بعد تجاهل السلطات الإسرائيلية الطلب بتوفير وقود وإخراج الجرحى من المجمع.ووصف مدير مجمع الشفاء الطبي اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المجمع ومن فيه ب "جرائم الحرب التي لم يسبق لها مثيل ويجب عدم السكوت عليها"، وأفاد بأن قوات الاحتلال خرّبت أجهزة حيوية عند دخولها المجمع. وشدد أبو سلمية على أن ما يدّعيه الاحتلال بوجود أسلحة في المجمع الطبي محض تلفيق، وطالب إسرائيل بعدم إيذاء المرضى والنازحين والأطقم الطبية.من جهته، أكد رئيس قسم جراحة العظام في مجمع الشفاء الدكتور عدنان البرش الجمعة، وجود أكثر من 200 جريح في قسم العظام معرّضون للموت، وأضاف أن كل من في المجمع مهددون بالموت، بسبب نقص الدواء والماء والغذاء واستمرار حصار قوات الاحتلال.ويعتبر مجمع الشفاء الطبي أكبر مؤسسة صحية طبية داخل قطاع غزة المحاصر، ويضم ثلاثة مستشفيات تخصصية هي مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنة ومستشفى النساء والتوليد، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 564 سريراً.حصار بلا طعام أو كهرباءعلى صعيد متصل، أشار رئيس قسم الحروق في مجمع الشفاء أحمد مخللاتي الجمعة، إلى أن الوضع العام في المجمع غير آمن ولا يمكن إجراء عمليات لعدم توفر الكهرباء، وأعلن عن "وفاة أغلب الجرحى والمرضى بقسم العناية المكثفة لانقطاع الأكسجين والوقود، بالاضافة الى وفاة عدد كبير من الأطفال الخدّج بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على المجمع"، وأضاف:"من بقي من الأطفال الخدّج لن يتمكنوا من الصمود طويلا في هذه الظروف".وأكد مخللاتي أن "الطعام الذي وصل لا يكفي لنحو 40 في المئة من الموجودين داخل المستشفى، والأطفال يعانون التهابات معوية شديدة لعدم توفر مياه نظيفة"، وكشف أن "الجيش الاسرائيلي اقتحم مبنيين داخل المجمع والدبابات لا تزال موجودة والقناصة ينتشرون في كل أنحاء المنطقة المحيطة بالمستشفى، كما سرق الجيش الاسرائيلي عدداً من الجثث من داخل المجمع الطبي".وبعد أن حوّله لهدف عسكري وحاصره بالدبابات لأيام، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الأربعاء، وكرر ذلك الخميس، بزعم وجود مقر لقيادة حماس بطابقه الأسفل، وهو ما تنفيه الحركة مراراً.مؤشرات قوية دون نتائجوكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الخميس، إنه كانت لديهم "مؤشرات قوية" بشأن وجود عدد من المحتجزين في مجمع الشفاء الطبي، ولكنه اعترف بأن القوات الإسرائيلية لم تعثر على أي محتجز، بعد اقتحامها للمستشفى خلال هذا الأسبوع.وقال نتنياهو في مقابلة مع محطة "سي بي إس" الأميركية: "كان لدينا مؤشرات قوية بأن المحتجزين موجودون في مجمع الشفاء، وهذا أحد أسباب دخولنا المستشفى"، وأضاف "لو كانوا هناك لتم إخراجهم".ولفت نتنياهو إلى أن حكومته تملك "معلومات استخباراتية بشأن المحتجزين"، ولكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن ذلك.