2024- 05 - 17   |   بحث في الموقع  
logo سفراء الخماسية: لمشاورات بين الكتل السياسية اللبنانية إنهاءً للجمود السياسي logo ريابكوف: لا نستبعد خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة logo سفراء الخماسية: لمشاورات بين الكتل السياسية اللبنانية إنهاءً للجمود السياسي logo أسئلة حول الثراء وكتابة الشعر! logo نيقولاي غوغول بائساً حزيناً في بيروت logo "هويّات مهاجرة"... خضر عبد الكريم في متحفه الصغير logo "في البدء كانت الكلمة-السيناريو" لـقيس الزبيدي... فرصة للتعلّم! logo بصاروخ سطح-جو... إسقاط مسيّرة أميركية في محافظة مأرب
عون ربح المفاوضات وحزب الله "انتصر" بالاتفاق.. بشروط واشنطن
2022-10-13 01:56:01

نجح ميشال عون في إقرار اتفاق الترسيم. أراد اختتام عهده به. الرجل يحبّ الرمزيات، التواريخ ومصادفاتها. هو الذي كان لاجئاً في فرنسا وزارها رئيساً فيما بعد، يختار توقيت توقيعه للموافقة على اتفاق ترسيم الحدود. 13 تشرين، الذكرى الأليمة بالنسبة إليه، والتي أخرجه فيها الجيش السوري من قصر بعبدا، يعود إليها عون مجدداً بإنجاز اتفاق ترسيم الحدود. هو الذي حول ذكرى 13 تشرين 1990 إلى انطلاقة سياسية له ولحزبه، وأعلن في 13 تشرين 2016 أنه سيحقق الحلم بالوصول إلى الرئاسة بعد أسبوعين من ذلك التاريخ. ها هو يستعد لمغادرة القصر بذكرى معاكسة يريد من خلالها الاستمرار فيما بعد انتهاء الولاية. فهذا الاتفاق ثم انتظار بداية العمل والتنقيب والإستخراج بعد سنوات، كلها ستكون مترافقة مع اسمه، لا سيما أن تياره سيقرن ذلك في بياناته ومواقفه وخطاباته ويومياته.أسئلة ما بعد الترسيمانتزع عون الاتفاق من دون حلّ بعض النقاط الأساسية العالقة. هذا ما سيقوّي موقفه. سيطرح شروطه على الطاولة في استحقاقات متعددة، أولها تشكيل الحكومة أو ما يليها. وثانيها استعداداته لحركة سياسية لمرحلة ما بعد الخروج من القصر الجمهوري. بهذا المعنى، لن يكون الاتفاق محصوراً بمجاله التقني. سيكون له أبعاد وتداعيات سياسية، على عون والعونيين، وعلى أفق إمكانية إبرام تفاهمات أخرى، أو لعب أدوار متجددة.
السؤال الأساسي هو إلى أين سيؤدي الترسيم؟ لا مجال لتقديم الإجابات حالياً، إنما طرح أسئلة متفرعة، فهل سيكون ذلك متطابقاً فعلياً مع ما قالته السفيرة الأميركية، دوروثي شيا، حول تحقيق الازدهار في لبنان، وتدفق استثمارات وتوفير مقومات الطاقة وغيرها؟ لا يمكن للأمر وحده أن يرتبط بإنجاز اتفاق الترسيم، بل يحتاج إلى خطة داخلية أولاً، وتوافق سياسي ثانياً، وتوفر ظروف إقليمية ثالثاً. وهذه كلها لا تزال غير متوفرة على وقع التصعيد الإقليمي والدولي.التوقيت المناسبمرّت المفاوضات في حقب متعددة، عاد عون ونسب إنجاز الترسيم إلى نفسه في نهاية عهده، بغض النظر عن موعد توقيعه من قبل الإسرائيليين، الذي قد يطول إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس. من قبل، أراد عون انتزاع الملف من نبيه برّي. وبعد اتفاق الإطار ذهب إلى فرض الخط 29 كمقوم من مقومات التفاوض لتحسين الشروط. فاوض على الترسيم وغيره، وفُتحت آفاق كثيرة، لرئيس تياره جبران باسيل، من اللقاءين اللذين عقدهما مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، إلى التخلي عن الخط 29 وما بينهما، وما سيلي الاتفاق.
عملياً، على الحدود، وفي الخارج وحتى في اللعبة السياسية الداخلية، حقق حزب الله وعون وباسيل انتصاراً ديبلوماسياً في ملف الترسيم، بغض النظر عن تفاصيل الاتفاق ومضامينه أو عن انتظار استكماله وضمان آلية تنفيذه، حيث سيكون المرجع في ذلك الولايات المتحدة الأميركية. إلا أن ثمة نقاط لا يمكن إغفالها أو القفز فوقها. بعيد تخلي عون عن الخطّ 29 كان هناك من يصر على تبني هذا الخط، ويهاجمه مع حزب الله على هذا التنازل. لم يكن هذا إلا بدافع استمرار المزيد من العبث. عبث غايته عدم تحقيق أي هدف أو منع الوصول إلى أي صيغة، إنما ترك الأمور على حالها من الضياع. نجح حزب الله باختيار التوقيت المناسب للدخول إلى الملعب، بسلاح المناورات والمسيّرات، وعلى وقع توقيت معقدّ دولياً وإقليمياً. لعبة التوقيت أكثر من يتقن فنونها هو الحزب. ولذا تحقق الهدف، الذي بإمكانه أن ينسبه إلى نفسه كإنجاز ضمن معادلة الردع. وهي معادلة لن يتخلى عنها الحزب مستقبلاً، حتى وإن قضى الاتفاق بتوفير الضمانات الأمنية لإسرائيل. فهناك دوماً مسوغات أخرى ستكون قائمة للاحتفاظ بالسلاح.انقلاب الأدوارأما أميركا، فهي تعلم أن حزب الله هو من حقق الانتصار، ومن أمامه عون وجبران باسيل. لكنه انتصار سيؤسس إلى فراق بدل الجمع. وهذا ما سيعزز منطق العبث المستمر، سواء من قبل ناشطين ومعارضين أو تغييريين، أو من قبل قوى سياسية وجدت نفسها بعيدة عن المشاركة في هذا الاتفاق. إذ أنه ينسب إلى تحالف قوى الثامن من آذار، على طريقة ما كان عليه اتفاق 17 أيار الذي تمثل به طرف لبناني واحد. هنا انقلبت الأدوار، لكن الانقلاب لن يكون دراماتيكياً.
آخر ما يمكن أن يكرسه هذا الاتفاق، ولا بد من التعاطي معه بواقعية، أن واشنطن بإمكانها التفاهم مع من يتوافق أو يتقاطع معها، بغض النظر عن الوجهة الإيديولوجية، وأن المجتمع الدولي أو بناه القوية تلجأ إلى إبرام الاتفاقات مع من يحجز لنفسه موقعاً، يمسك من خلاله بالقرار أو يكون منطلقاً فيه بدافع القوة والقدرة، لا بدافع الاعتراض أو الارتكاس إلى وجهة نظر جامدة، وتنظر إلى مصالح الدول أو مناهجها بأنها ثابتة ولا تتغير.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top