2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo السنوار يحدد 3 مطالب تقف عندها صفقة وقف إطلاق النار logo "لمساتٌ أخيرة"... السعودية وأميركا تقتربان من "صفقة كبرى" في الشرق الأوسط logo "غارات وقنابل مضيئة"... كيف يبدو المشهد عند الحدود صباحًا؟ logo عناوين الصحف logo اسرار الصحف logo مانشيت “الجمهورية”: مليار يورو ثمناً لسكوت لبنان.. logo احتمالات عدة... نقاشٌ بين كبار وزراء إسرائيل حول مقترح الهدنة في غزة logo بِالفيديو: استهداف هدفين حيويين في بئر السبع وتل أبيب بِـ"الأرقب"
من فوضى النكيشة إلى كباش أولاد الحرام
2022-09-02 10:56:08

لا توحي الإشارات المتناثرة من أكثر من اتجاه أن الأيام المقبلة ستحمل معها مؤشرات، ولو بسيطة أو ضعيفة، على انفراجات أو احتمال سلوك مسالك سهلة العبور، على المستويات السياسية المسيطرة والمؤثرة على حياة اللبنانيين.
بل إن المعطيات التي تراكمت خلال الأيام والساعات الماضية، أكدت على المخاوف التي طالما توقعها كثر، من أن الانتقال إلى مرحلة استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية ستكون صعبة ومعقدة ومتداخلة.والذي جرى ويجري أكد أن الإدارة السياسية الراهنة أفشل من أن تتصدى لأبسط المشكلات، والتي لا تتعدى السيطرة وإدارة مكب للنفايات. أي أن الإدارة الراهنة عاجزة عن إدارة "مزبلة" قبل البحث بالدولة والسلطة القادرة والعادلة. والدليل ما شهدته شوارع مدينة بيروت بداية الأسبوع الحالي من تراكم النفايات في شوارع العاصمة، بسبب توقف الشركة الملتزمة جمع النفايات عن عملها، احتجاجاً على التسيب الحاصل في مطمر الجديدة، بعد مقتل أحد "النكيشة" إثر دهسه من قبل إحدى الجرافات العاملة في المطمر.
وتعبير "نكيشة" المستحدث مؤخراً، والداخل في معجم اللغة السياسية والخدماتية اللبنانية، بدأ حياته اللغوية مع الانهيار الاقتصادي والمالي، وتنامي ظاهرة تراكم النفايات في لبنان، وإقدام عمال أغلبيتهم من النازحين السوريين على العمل في أماكن تجميع النفايات، وتحديداً في مطمر نفايات الجديدة، عبر بحثهم في هذه البقعة عن ما هو قابل لإعادة التدوير والبيع من مخلفات معادن أو زجاج أو كرتون، وكل ما يصنف من بقايا الخردة، لإعادة تجميعها وتسليمها إلى تجار يمتهنون هذه المهنة، لإعادة تجميعها وتصديرها خارج لبنان.المشكلة التي انفجرت الأسبوع الماضي لم تكن جديدة، أو انها مشكلة تظهر للمرة الأولى. فهي حادثة سبق أن تكررت حيث تقع المواجهة بين رفوف ومجموعات النكيشة وآليات الشركة العاملة على الطمر ونقل النفايات، حيث باتت مشكلة أمنية متفاقمة تعجز السلطات أمامها، بسبب حجج واهية أو تشعب مصالح واستفادات مادية متوارية خلف فساد مستشر يطال أكثر من مؤسسة ولم يعد خافياً.
إن ما يسمى الدولة اللبنانية باتت عاجزة عن حماية ليس فقط مؤسساتها وسلطتها، أو ما تبقى منها، بل باتت أعجز من السيطرة ليس على أرضها بل على مكب للنفايات، والذي وقع تحت قبضة وسلطة "النكيشة" ومن هم خلفهم من متعهدي جمع الخردة.إشارات التدهور المتسارع لم تقف أمام الفشل في المواجهة مع "نكيشة المطمر"، بل تفرعت إلى المواضيع السياسة الفعلية، وتحديداً في الموضوع الجدي والأصلي في البلاد، حيث افتتح الأسبوع ببيان شن فيه مكتب إعلام رئاسة الجمهورية هجوماً عنيفاً عبر إطلالة فريدة من نوعها على وسائل إعلامية كما قال، تحاول "أن تنسب لرئيس الجمهورية أفعالاً ونوايا وتصرفات لا يمكن أن يقوم بها"، إضافة إلى "مواقف وخطوات وإجراءات هي في الواقع ادّعاء في قراءة النوايا، وضرب في الغيب من جهة، ومحض اختلاق وافتراء من جهة ثانية. وكل ذلك في إطار مخطط لاستهداف موقع رئاسة الجمهوريّة وشخص الرئيس"!
وكل ذلك لمحاولة -حسب إعلام الرئاسة- "افتعال فتنة خدمة لأهدافهم المعروفة، وتسديداً لفواتير للجهّات التي تقف وراءهم داخل لبنان وخارجه، والتي تستخدمهم لضرب الاستقرار والإمعان في إضعاف وحدة الدولة وطنيّاً وأمنيّاً".
وقد نفى البيان كل الاتهامات التي تساق ضد رئيس الجمهورية ليختم بالقول: "إنّ أولاد الحرام هم الذين يُقّوِّلونّ الرئيس ما لم يقله، ويحمّلونه وزر أفعال لم يفعلها".
إذاً، في المحصلة حسب بيان مكتب الرئاسة، إن المؤامرة هي من نسج أولاد الحرام الذين يقوّلون الرئيس ما لم يقله.في موضوع النكيشة تبين أن بلدية بيروت التي طافت شوارع مدينتها بالنفايات والمعنية بالنتائج والمعالجة، لم تتدخل عبر المحافظ في حجة أقبح من ذنب، لأن مطمر الجديدة يقع خارج نطاق البلدية وليس ضمن صلاحياتها أو صلاحيات محافظ المدينة. مع أن المشكلة كادت أن تتحول إلى مشكلة وطنية ضربت العاصمة وسكانها بالتلوث على كل أنواعه.
لكن في المقابل تناسى مكتب إعلام الرئاسة أن أغلب السيناريوهات التي تهجّم المكتب عليها واتهم بها أولاد الحرام، إنما خرجت من مكاتب ومطابخ غرف قوى سياسية ووسائل إعلام محسوبة على العهد أو تعمل رديفة له وللدفاع عنه، إن كانت ورقية أو مرئية أو مسموعة.
بل إن أقوى السيناريوهات المروجة انطلقت بعد كلام علني لرئيس التيار الوطني الحر، الذي هدد بخطوات ومواقف ومشكلة كبيرة على كل المستويات إذا فكر أحد بتحويل سلطة رئيس الجمهورية إلى حكومة مستقيلة، مما أطلق العنان للمخيلات الخصبة وأتاح المجال لكل الأقاويل التي أصابت الرئاسة والرئيس.إلا أن الأمر، وبعد ساعات على بيان مكتب الرئاسة، تشعب وخرج عن السيطرة حين دخل الرئيس نفسه إلى المواجهة بالعلن، مشيراً إلى الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي باتهامات بالعرقلة نتيجة "وجود رغبة لدى البعض في لبنان في عدم إنجاز الملف، يقصد ملف الترسيم، إلا بعد انتهاء ولايته".
الأمر لم يقف عند رشقات القنص وبعض قذائف المدفعية التي أطلقها الرئيس، بل انتقلت إلى توسيع الاشتباك وتعميمه، بعد دخول رئيس مجلس النواب من مدينة صور واصطفافه إلى جانب الرئيس المكلف.
رئيس مجلس النواب الممسك بمقود التشريع وانتخاب الرئيس، نال في موقف جديد وعلني من العهد وصهره وأسلوبه ومنهجه، وتجاوزهم ليحدد مواصفات الرئيس المقبل.
كل ذلك التشويق، ليس إلا إعلان افتتاح مرحلة جديدة عنوانها حرب النكيشة مع أولاد الحرام في مكب يدعى لبنان.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top