كشف منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقرير الثلاثاء، عن قيام روسيا بنقل مئات المقاتلين السوريين من قاعدة حميميم في اللاذقية للمشاركة في عمليات القتال إلى جانبها في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، حيث خضع هؤلاء إلى دورات تدريبية بإشراف ضباط روس، بعد تجنيدهم للقتال تحت مسمى "التطوع والدفاع مع الجيش الروسي".
وقال التقرير إن روسيا قامت بنقل ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري بينهم جنود سوريون إلى أوكرانيا للقتال ك"مرتزقة" إلى جانبها. وبنت المنظمة معلوماتها على شهادات حصلت عليها من أقرباء ذهبوا بالفعل إلى كييف، إضافة إلى شهادات أخرى من ضباط درجة ثانية يعملون لدى النظام السوري.
وأوضح التقرير أن المقاتلين أبدوا رغبتهم للقتال إلى جانب موسكو في وقت سابق عبر تسجيل أسمائهم لدى وسطاء وشركات أمنية، أبرزها شركة "الصياد" الأمنية، لافتاً إلى وجود جنود نظاميين بينهم عناصر من "الفرقة 25" التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب ب"النمر"، إضافة إلى آخرين من الفيلق الثامن الذي شكّلته روسيا في محافظة درعا من مقاتلين كانوا سابقاً في صفوف المعارضة المسلحة.
وذكر التقرير أن عملية نقل المقاتلين تمت عبر قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية في شهري آذار/مارس وأيار/مايو 2022، كما تزامنت العملية مع نقل مقاتلين سوريين من ليبيا إلى القاعدة تمهيداً لإرسالهم إلى اوكرانيا للهدف ذاته، مبيناً أن المنظمة قاطعت معلومات تواريخ السفر التي حصلت عليها من المصادر مع موقع (فلاي تردر 24) للرحلات الجوية، الذي أثبت وجود رحلات جوية بالتوقيت عينه.
رواتب ومهام
وقالت المنظمة إن موسكو وعدت عبر وسطائها 100 مقاتل تم تطويعهم عبر شركة الصياد الأمنية، وينحدر غالبيتهم من المنطقة الوسطى، براتب يصل إلى 1500 دولار أميركي للشهر الواحد، علاوة على حصولهم على مميزات ومكافآت إضافية بعد الانتهاء من المهمة والعودة الى القطعة العسكرية التي جاء منها المقاتل. كما قامت بالامر ذاته مع 50 مقاتلاً من اللواء الثامن تم إرسالهم إلى القاعدة الروسية من محافظة درعا.
وتتلخص مهام المقاتلين العسكرية بحسب المنظمة، بخوض معارك مع الجيش الأوكراني في شرقي البلاد أولاً، ثم الانتقال إلى حماية المدن التي تسيطر عليها القوات الروسية، لافتة إلى أنه لا توجد فترة محددة للمهمة الموكلة إليهم.
و"الفرقة 25" التي يقودها "النمر" المقرب والمدعوم من روسيا خصصت 530 مقاتلاً تم نقلهم إلى أوكرانيا لهذا الغرض، حيث خضع هؤلاء إلى دورة تدريبية مدتها 15 يوماً بإشراف ضباط روس في مدينتي كفرنيل وخان شيخون في محافظة إدلب، بهدف نقل الخبرات القتالية وخاصة الإنزال الجوي قبل إرسالهم، بحسب المنظمة.
وسبق عملية إرسال المقاتلين إلى شرقي أوكرانيا، قيام روسيا بنقل ضباط من النظام السوري عبر قاعدة حميميم أيضاً إلى موسكو؛ من أجل توزيع وتنسيق مهام المقاتلين القادمين من سوريا، حيث تم تقسيمهم إلى كتائب تضم الواحدة 25 مقاتلاً يرافقها ضابط ومترجم.