ذكرت وسائل إعلام حكومية في وقت مبكر صباح الجمعة أن السلطات الإيرانية اعتقلت ما لا يقل عن 22 متظاهراً كانوا يحتجون على ارتفاع مفاجئ في أسعار المواد الغذائية الأساسية المدعومة في مدينتين جنوبيتين.
تأتي الاعتقالات في أعقاب إعلان إيران هذا الأسبوع أن كلفة زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب سترتفع بنسبة تصل إلى 300%، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء الشرق الأوسط بسبب اضطراب سلاسل التوريد العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، وهي مُصدّر رئيسي للمواد الغذائية.ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن وكالة أنباء "إرنا" الحكومية بأن 15 شخصاً اعتقلوا خلال الليل في مدينة دزفول بجنوب غرب محافظة خوزستان، فضلاً عن سبعة آخرين في مدينة ياسوج بمحافظة كوهغيلويه وبوير أحمد في الجنوب، علماً أن 200 شخص تجمعوا بمدينة أخرى في إقليم خوزستان - أنديمشك - حيث أصيب أحد رجال الإطفاء بعد أن رشق المتظاهرون الشرطة ورجال الإطفاء بالحجارة. وأضافت الوكالة أن الوضع هدأ في جميع المناطق بحلول يوم الجمعة.وبحسب المعلومات المتداولة فإن الوضع هدأ في جميع المناطق بحلول يوم الجمعة، ونشرت وسائل الإعلام الحكومية صوراً للرئيس إبراهيم رئيسي وهو يلتقي بمتسوقين في محلات سوبر ماركت بطهران للاستماع إلى مخاوفهم، بينما قالت وسائل إعلام معارضة تبث من الخارج أن المتظاهرين رفعوا شعارات "الموت لخامنئي".وقبل التظاهرات، قالت مجموعة "نت بلوكس" المدافعة عن الوصول إلى الإنترنت، أنه تم الإبلاغ عن تعطل في خدمة الإنترنت في أنحاء البلاد حيث تستعد الحكومة للاضطرابات المحتملة. وأظهرت لقطات انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات أخرى في خوزستان، تحول بعضها إلى العنف حيث أحرق المتظاهرون إطارات السيارات في الشارع، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.وتستورد إيران نصف استهلاكها من زيت الطهي من أوكرانيا، حيث أدى القتال إلى إبعاد العديد من المزارعين عن الحقول، كما تستورد حوالى نصف قمحها من روسيا. وتصاعد تهريب الخبز الإيراني المدعوم، إلى العراق وأفغانستان المجاورتين، مع انتشار الجوع في أنحاء المنطقة.ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني بالفعل، وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في صعوبات إضافية. وارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40%، وهو أعلى مستوى له منذ العام 1994. وما زالت بطالة الشباب مرتفعة أيضاً، وحوالى 30% من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر وفقاً لمركز الإحصاء الإيراني.ومازالت ذكريات ارتفاع أسعار الوقود في إيران في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 حاضرة أيضاً. وقتها هزت البلاد احتجاجات واسعة النطاق، هي الأكثر عنفاً منذ قيام الجمهورية الإسلامية العام 1979.