خاص tayyar.org
علّق مرجع سياسي رفيع على إصرار استهداف فريق سنّي وازن علاقة القربى الحاصلة بين القوات اللبنانية من جهة والرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي من جهة ثانية، بأنها رسالة واضحة الى من يعنيه الأمر بأن:
١-المرجعية الداخلية لأهل السنّة والجماعة مستمرة على معاداتها رئيس الحزب سمير جعجع ولن تعدم جهدا لضربه انتخابيا نتيجة ما تراكم من ضغينة منذ أزمة الرئيس سعد الحريري في خريف ٢٠١٧.
ولا يُخفى أن الحريري كما جمهوره يحمّلان جعجع جزءا من مسؤولية تلك الأزمة، من جهة نتيجة ما تردد عن دور له أدى الى ما أدى اليه، ومن جهة أخرى بفعل تيقّن زعيم تيار المستقبل أن جعجع سار في مشروع اقصائه منذ صيف 2017. وهذا اليقين متأتٍ تأسيسا على مجموعة معطيات كشف عنها الحريري لمقربين منه، لكنه لم يكاشف الرأي العام بها. والجميع يذكرون عبارته الشهير بأنه في صدد "بق البحصة" المتعلقة بدور قيادة القوات اللبنانية في ما مرّ به، لكنه لم يفعل.
تبدّى كل هذا الغضب على شاكلة رفض القاعدة الحريرية أي تحالف أو حتى تعاون إنتخابي مع معراب في مجمل دوائر التأثير السنّي- المستقبلي، وخصوصا في عكار وطرابلس- المنية والضنية، الشمال الثالثة، بيروت الأولى والثانية، صيدا - جزين والبقاع الغربي.
ومن أجل تخطي الفيتو على أي تعاون معها، إضطرت قيادة القوات اللبنانية الى ضخّ أموال ضخمة بغرض إقناع مرشحين بالتعاون معها، على صورة ما حصل في عكار ومبلغ المليوني دولار الذي أقنع مرشحا بالإنضواء في لائحة واحدة معها.
٢-المرجعية الخارجية لأهل السنّة والجماعة لا تزال على موقفها الرافض لأي زعامة يسعى ريفي الى تكوينها. وهذه المرجعية على موقفها القاضي بتفريع القيادية السنية وتوزيعها مناطقيا، وليس بالضرورة عائليا، خلافا لما كان الوضع قبل العام 1992، وبالتأكيد خلافا لما درج عليه بعد العام 1992 من حصرية للزعامة.
ويختم المرجع السياسي الرفيع: لا يخفى في هذا السياق أن الرئيس فؤاد السنيورة بذل جهدا كبيرا من أجل تثبيت لوائح له في عدد من المناطق، لكنه تراجع عن توسيع النفوذ إدراكا منه بقرار تفكيك الحصريات الزعماتية، ولكي لا يأتي تحركه في مواجهة القرار الخارجي الكبير. لذا هو قرر حصر نشاطه الإنتخابي، تأليفا وتجييشا، في دائرة بيروت الثانية، مع عين يلقيها بين الفينة والأخرى على عكار وطربلس -المنية الضنية وصيدا.