يستعد اللواء أشرف ريفي لخوض المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثانية، بالتحالف مع حزب القوات اللبنانية، ويرفعان للائحتهما شعار "إنقاذ وطن". ويتحدث ريفي لـ"المدن" عن لقاء جمعه بشخصية سعودية بارزة في فرنسا الشهر الفائت، وأثمرت برأيه عن دعم سياسي معنوي، قد ينعكس إيجابًا لصالح لائحته، خصوصًا بعد عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت! كيف ستخوض لائحة ريفي–القوات الانتخابات؟ شكليًا، يقارب ريفي انتخابات 2022 بطريقة مختلفة عن تجربته المخيبة في انتخابات 2018. حينها، وسّع وزير العدل الأسبق دائرة طموحاته عبر تشكيل لوائح بأكثر من دائرة، فأدت إلى خسارة كل لوائحه، وعجز عن توفير حاصل يتيح دخوله البرلمان ولو وحيدًا.
في هذه الانتخابات، ربما أدرك الرجل أن سقف معركته لا يمكن أن يتجاوز مدينته طرابلس، ويحتاج لسند يدعمه كالقوات، خصوصًا في ظل حالة التخبط والضياع اللذين تعيشهما البيئة السنية في الشمال ولبنان عمومًا.
يقول ريفي في حديث مع "المدن"، أن لائحته شُكِّلت بوصفها رأس حربة لمواجهة ما يصفه بـ"الاحتلال الإيراني للبنان"، الذي أوصل للبنانيين برأيه لما هم عليه اليوم.
ولدى سؤاله عن واقعية هذه الشعارات والمواجهة بعد انسحاب تيار "المستقبل" من الانتخابات، وحظوظ حزب الله بكسب مقاعد سنية إضافية، يجيب ريفي: "هذا تحد أمام الناخب السني، إن تقاعس أو انكفئ أو قاطع، سيساهم فعلًا بتمكين حزب الله من الحصول على أكبر قدر من المقاعد".
ويراهن ريفي على ما يسميه "الوعي السني" لمخاطر انكفائه، ويدعو بيئة تيار المستقبل للاقتراع، "حفظًا على المكون السيادي للطائفة". الدعم السعوديلكن في المقابل، ثمة أكثر من لائحة في الشمال الثانية ترفع عناوين مشابهة، وفي طليعتها لائحة النائب السابق مصطفى علوش. فكيف سيخوضون المعركة بالأدوات والعناوين نفسها؟
يشير ريفي إلى أنه تواصل مع علوش سابقًا لتشكيل لائحة موحدة، ولكن المصلحة اقتضت الانفصال.
ويربط كثيرون الأمر أن علوش لا يريد استفزاز بيئة "المستقبل" بتشكيل لائحة بالتحالف مع القوات.
وعن تحالفه مع القوات، يعتبر ريفي أنه غير معني إطلاقًا بموقف المستقبل منها، "لأننا نراها مكون سيادي أساسي لا يمكن مخاصمته، ونتوافق معها بالمقاربات الداخلية والعربية والإقليمية".
وفيما تشير معطيات "المدن" عن امكانية حصول لائحة ريفي-القوات على دعم مالي خليجي، ينفي ريفي الأمر بالمرحلة الراهنة. لكنه يكشف عن لقاء جمعه بشخصية سعودية بارزة، بدعوة خاصة وجهت إليه إلى فرنسا مع رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وأنها أثمرت عن دعم سياسي لهما بالمعركة الانتخابية.
وقال إن بعض استطلاعات الرأي دفعته للارتياح لجهة حظوظ لائحته، "خصوصًا أننا نجسد امتدادًا أساسيًا لتحالف القوات والحزب التقدمي الاشتراكي والرئيس السنيورة". موقف القوات إذن، تعد لائحة ريفي-القوات واحدة من بين 11 لائحة تتنافس في دائرة الشمال الثانية. ويتحالف حزب القوات مع ريفي باللائحة عبر المرشح عن المقعد الماروني إيلي خوري، وهو مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية للعلاقات الخارجية.
والمفارقة كانت بتمكّن اللائحة من ضم نائب تيار المستقبل في المنية عثمان علم الدين إليها، الذي قد يشكل ثقلًا إضافيًا لها هناك. وإلى جانب ريفي وخوري وعلم الدين، تضم اللائحة كلاً من: ديانا درنيقة كمالي، أمين بشير، فوزي الفري، صالح المقدم (عن طرابلس)، محمد شمسين (مقعد علوي)، جميل عبود (روم أرثوذكس)، وعن الضنية بلال هرموش وأحمد الكرمة .
وفي حديث لـ"المدن" يعبّر إيلي خوري عن موقف القوات، واصفًا لائحتهم في الشمال الثانية بـ"لائحة الأقوياء" والمدافعين الشرسين عما يسميه الخط السيادي. وقال إن الجديد باللائحة هو ضمها وجوهًا جديدة من المستقلين، ومن المجتمع المدني والناشطين، وأنها انعكاس لروح 14 آذار.
لكن، كيف تواجه القوات في الشمال الثانية، معضلة خلافها الكبير مع تيار المستقبل وقاعدته الشعبية؟
يجد خوري أن ثمة مبالغة بتوصيف موقف جمهور المستقبل من القوات، ويتحدث عن تأييد وتعاطف كبير لمشاركتهم ترشحًا واقتراعًا في الشمال الثانية. وقال: "بعد إعلان انسحاب الحريري، أخذنا المبادرة والتقينا بالرئيس السنيورة للتعاون والتنسيق بكل الدوائر بما فيها طرابلس".
وفي طرابلس، يكشف خوري عن تنسيق بدأ سابقًا مع علوش والنائب سامي فتفت، وعن اجتماعات عدة عقدت بينهم بلجان مشتركة لمقاربة المعركة الانتخابية.
وأوضح خوري: "المصلحة المشتركة أفضت أن نكون في لائحتين منفصلتين غير متخاصمتين، وهذا يصب بمصلحتنا ويشكل رافعة لمشروعنا بلائحتين، ونحن على تنسيق وتفاهم مستمر". وأضاف مرشح القوات، أن انضمام عثمان علم الدين للائحتهم، جاء بالتعاون والتنسيق مع الرئيس السنيورة، لافتًا أن الأسبوعين المقبلين يحددان قدرة اللائحة على الاستقطاب، وهي بصدد مهرجان شعبي الأسبوع المقبل.