يواصل حزب الله شن عملياته التصعيدية ضد إسرائيل، فيما يستمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتكرار تهديداته للبنان، وآخرها ما أعلنه عن اقتراب لحظة الحسم بين الوصول إلى اتفاق ديبلوماسي حول الوضع على الجبهة الشمالية مع حزب الله، أو اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية. وأكد غالانت أنه يجب إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. هجوم جوّي للحزبفي المقابل، نفذ حزب الله عملية نوعية جديدة، وفي منطقة عميقة لم يستهدفها من قبل غرب طبريا. إذ أعلن في بيان، أنه "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على الاغتيالات التي قام بها العدو الإسرائيلي، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بعدد من الطائرات المسيّرة الإنقضاضيّة على قاعدة إيلانية، غرب مدينة طبريا، مستهدفةً جزءًا من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو، وأصابت أهدافها المحددة لها بدقّة، وحققت ما أرادت من هذه العملية المحدودة.
وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، باندلاع حريق على بعد 30 كم من الحدود الشمالية مع لبنان بعد سقوط طائرة مسيرة مفخخة قرب مفرق الجولاني، أطلقت من لبنان. وفي السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله ضربت منطقة مفرق جولاني وأوقعت أضراراً.
من جهته كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأربعاء، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "هاجمت قوات جيش الدفاع هدفًا تابعًا لحزب الله في جنوب لبنان، منها مبنى عسكري تابع لقوة الرضوان، ومنصة أُطلِقت من خلالها الصواريخ باتجاه منطقة ميرون". وتابع، "بالإضافة إلى ذلك، أغارت طائرات حربية في وقت سابق من اليوم على مبنى عسكري تابع لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة جبل رزلان، إلى جانب مبنى عسكري تابع لحزب الله في منطقة بليدا في جنوب لبنان". وختم، "وخلال ساعات النهار من اليوم تم تنفيذ عدة عمليات إطلاق باتجاه عدة مناطق في شمال البلاد. فردًا على ذلك، هاجم جيش الدفاع مصادر النيران".نحو توسيع الضربات؟ونشر موقع "واللا" الإسرائيليّ تقريراً جديداً كشف فيه أنّ مسؤولين في الجيش الإسرائيليّ باتوا يطالبون بتوسيع الضربات ضدّ حزب الله في جنوب لبنان. وينقلُ التقرير عن ضُباط احتياط إسرائيليين قولهم إنّ الجيش الإسرائيليّ قد تقبل حقيقة أن حزب الله يُطلق صواريخ مُضادة للدروع يومياً، مشيرين إلى أنه يجب إيجاد حلّ أكثر فعالية لردع هذه الصواريخ، واتخاذ إجراءات أكثر قساوة وعدوانية ضد حزب الله، من أجل ردعه عن مهاجمة إسرائيل. ويدّعي الضباط، بحسب "واللا"، أنه على الرغم من أنّ المُستوى السياسي الإسرائيلي حدد الساحة الشمالية مع لبنان على أنها "ثانوية"، إلا أنهُ من الضروريّ تنفيذ عمليات أكثر تأثيراً ضدّ البنية التحتية للحزب وعناصره.
وينقل الموقع عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله إن "حزب الله يهدف لتدمير المنازل والبنى التحتية في إسرائيل، وبالتالي لن تكون هناك إمكانية لعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى منازلهم حتى بعد الحرب، وذلك نظراً للدمار الذي لحق الكثير من الوحدات السكنيّة".
من جانبه، دعا ضابط إسرائيلي آخر إلى تكثيف ضرب الأماكن التي يعملُ منها حزب الله ضد البنية التحتية المدنية على الجانب الإسرائيلي. مشيراً إلى أنّ القصف الإسرائيلي الذي يطالُ جنوب لبنان، أدّى إلى دفع "قوة الرّضوان" التابعة لحزب الله بعيداً عن الحدود، لكنه في الوقت نفسه لم يُقلل من هجم الضربات التي ينفذها الحزبُ يومياً باتجاه إسرائيل.