يبدو أن النظام السوري يتجه إلى حل مجموعة من المنظمات البعثية التي سيطرت على حياة السوريين لعقود، مع حديث مسؤولين رسميين عن مسودة قرار لإلغاء منظمتي "طلائع البعث" و"شبيبة الثورة" في البلاد.
ونقلت وسائل إعلام موالية عن مصادر لم تسمها، أنه تم إعداد مسودة قرار يقضي بإلغاء اتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع البعث، وهما منظمتان أسستا في سبعينيات القرن الماضي بالتوازي مع إقرار دستور يمنح حزب البعث قيادة الدولة والمجتمع في البلاد. ورغم أن المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على ذلك ألغيت العام 2012 ضمن حزمة إصلاحات وهمية حاول النظام تقديمها لوقف الثورة الشعبية ضده حينها، من دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير فعلي على أرض الواقع، حيث بقيت الممارسات الحزبية مستمرة، وتحديداً في تجنيد الأطفال السوريين في المدارس وتنسيبهم قسرياً إلى صفوف الحزب، وليس فقط إلى منظماته الرديفة (طلائع البعث، شبيبة الثورة).وبحسب المعلومات المتداولة، تتضمن المسودة أيضاً إلغاء الاتحاد الرياضي العام في البلاد وتأسيس وزارة للشباب والرياضة في الحكومة السورية القادمة والتي من المفترض تشكيلها مطلع الشهر القادم على أبعد تقدير، على أن تكون الوزارة هي المعنية بملف شريحتي الشباب والرياضين بعيداً عن أي تبعية حزبية.وروجت الصفحات الموالية ووسائل الإعلام شبه الرسمية للموضوع على أنه "إعلان بداية مرحلة جديدة"، ما أثار سخرية واسعة بين السوريين في مواقع التواصل، خصوصاً أن المصادر الرسمية تتحدث عن أن المسودة "أُعدّت بناءاً على توجهات تقضي بإحداث تغييرات إيجابية في الحياة السياسية السورية تتناسب مع دستور 2012 الذي أفضى إلى إلغاء المادة الثامنة التي منحت حزب البعث قيادة المجتمع، وفتح المجال أمام إطلاق الحياة السياسية في البلاد"، وهي عبارة كوميدية تتعامل مع سوريا كأنها واحة للديموقراطية وتصور الحياة السياسية فيها مزدهرة من دون قمع على الحريات أو اعتقالات تعسفية.ومن غير المتوقع أن يتم إقرار التعديلات لأن النظام رفض أصلاً مقترحات سابقة بهذا الشأن العام 2013 حسبما كشفت أحزاب من معارضة الداخل لشبكة "روسيا اليوم". ومن المثير أن هذه الاقتراحات ككل تأتي بعد أشهر كثف فيها حزب البعث من نشاطه بشكل أعاد للأذهان الطريقة التي كان يتعامل بها الحزب مع السوريين في سنوات الثمانينيات والتسعينيات.ويكمن الدلالة على ذلك بصور الاحتفالات البعثية في المدارس والبرلمان الطفلي وتصريحات مسؤولين بعثيين مثل ياسر الشوفي، عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس مكتب التربية والطلائع المركزي، الذي قال في وقت سابق هذا العام: "راية الطلائع ستبقى راية الطفولة في سوريا" و"راية الوطن ستبقى بأمان من خلال انتماء وهوية أطفال طلائع البعث"، مشيراً إلى قول بشار الأسد: "لا بعث بدون سوريا ولا سوريا بدون بعث".