تجزم مصادر مطلعة على المداولات الجارية حالياً أن "أي وساطة، من أي طرف أتت، باتت اليوم خارج سياق الأحداث التي ترسم مسار الخراب المحتّم. فقد خرجت الأمور عن السيطرة تقريباً، دافعة إلى التسليم بصعوبة تأليف حكومة بعّدة الشغل القائمة، وبمضمون المبادرة نفسها التي يسوق لها الوسطاء". يقول هؤلاء إن "أقصى ما يمكن الوصول إليه، مع أو من دون إعتذار الحريري، هو قيام حكومة انتخابات و حكومة طوارئ تتولى الإعداد للإستحقاق النيابي وتباشر "شويّة إصلاحات". وما بعد ذلك، تضيف المصادر، "يبدأ الحكي الجدي عن مسار جديد، أحد أهم عناوينه كسر بعض الأعراف التي رافقت ولادة كل الحكومات السابقة، خصوصاً ُعرف تكريس حقيبة المال للطرف الشيعي غير المفهوم دولياً وغير المتوافَق عليه في الداخل".
وترى المصادر أن "تكريس حقيبة لطرف سياسي لا يستقيم مع المطلوب دولياً "، سائلة "ماذا يعني إصرار بري على وزارة المال، بغطاء كامل من الحريري، وموافقة من حزب الله لضرورات وحدة الصف الشيعي؟ وهل يمكن لبري أن يقف حجر عثرة أمام الحل
، الذي كان أحد شروطه إعادة النظر في توزيع الحقائب السيادية بما يتماهى مع متطلبات المرحلة؟". وتضيف أن "تجاوز عقبة كهذه يفتح الباب أمام رزمة حلول ضمن مسار طويل سينتج مجلس نواب جديدا، فحكومة، فرئيس جمهورية جديدا. وهي من المسائل التي باتت قيد التداول في لقاءات مسؤولين دوليين معنيين برسم خارطة الإنقاذ".
يدرس الإتحاد الأوروبي فكرة تشكيل لجنة لمراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية بالتعاون مع المنظمة الفرنكوفونية،
وهذا ما يؤشر الى قرب فتح هذا الملف بكافة تفاصيله على المستوى الأوروبي والدولي.
توقفت مصادر دبلوماسية روسية كثيراً عند غياب وزيرة الدفاع زينة عكر عن مؤتمر الأمن الدولي في موسكو الأسبوع الماضي، والذي ألقى فيه الرئيس فلاديمير بوتين خطاباً مفصلياً في السياسة الدولية، على رغم دعوتها وتأكيدها المشاركة، في مقابل حضورها أمس في مؤتمر إجتماع "التحالف الدولي ضد داعش" في روما، الذي أوجده الأميركيون قبل سنوات غطاء لتدخلهم العسكري في العراق وسوريا.
توقفت أوساط سياسية مطلعة عند كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، ولفتت الى أنه أثار تحفظات شديدة
لدى التيار الوطني الحر، خصوصاً أنه شمل الجميع بالتعطيل وغمز من قناة باسيل من خلال سؤاله: لماذا لا يتنازل بعضكم للبعض الآخر؟ مطالباً البعض بأن يتوقفوا عن الكذب على اللبنانيين حينما يقولون إن المشكلة التي تؤخر تأليف
الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، وقال ثمة من لا يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي تعرفه، ويريدون من الآن أن يفتحوا معركة الانتخابات النيابية، علما أن هناك حوالى الـ10 أشهر لموعد الانتخابات، وبالتالي، لا مشكلة لديهم بأن يجوعوا الناس ويفلسوا البلد".
عن النائب فيصل كرامي الذي يواصل تحركه السياسي وزار أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وعن
طرح إسمه لرئاسة الحكومة، قال صلاح سالم: "من حقه أن يستعد لأي طارئ وهو من الأسماء المطروحة للرئاسة في
حال إعتذار الحريري، وهو مطروح من قبل التيار الوطني الحر، موضحاً أن إستقبال السفير السعودي لكرامي سبق الحديث عن إحتمال الإعتذار ولا علاقة له بموضوع الحكومة.
قام وفد من أحزاب قوى 8 آذار بزيارة الى دمشق قبل أيام والتقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد (بحضور
وزير الاقتصاد السوري) ، وضم الوفد الوزراء السابقين: حسين الحاج حسن، عبد الرحيم مراد، أغوب بقرادونيان، صالح الغريب، علي حسن خليل، وكذلك بطرس فرنجية عن "المردة" وممثلون للأحزاب الوطنية، وقد هنأ الوفد بانتخاب الرئيس الأسد وصمود سوريا وانتصارها، كما شرح المقداد ما تعرضت له سوريا من مؤامرة كونية، وكيف انتصرت بصمود الرئيس الأسد والجيش العربي السوري والتفاف الشعب حول قيادته ودعم الحلفاء والأصدقاء، مشيراً الى البدء بمرحلة إعادة ما دمرته الحرب.
خرج وفد الأحزاب والقوى الوطنية من إجتماعه مرتاحاً لما سمعه من مقاربة سورية جديدة لملف العلاقات بين البلدين، وحصره رسمياً من دولة الى دولة، وتجاوز الشق الأمني الى ملفات أساسية وحيوية تدفن سلبيات مرحلة العلاقات ما بين 1990 و2005 ،وما اعتراها من ممارسات وتوترات وطغيان الجانب الأمني على كل تفاصيلها، وتؤسس لفتح صفحة جديدة ولعلاقات سوية يسودها التعاون وتحديداً على الصعيد الاقتصادي والإسراع بإنجاز ومناقشة الملفات العلاقة. وأشار الجانب السوري الى أن الأوضاع الاقتصادية الخانقة في البلدين تفرض الإسراع في الإجتماعات وتشكيل اللجان، لأنه لا غنى للبلدين عن بعضهما. واللافت أن أحد أعضاء الوفد اللبناني تمنى أخذ الصورة التذكارية فكان رّد
الجانب السوري: لنؤجل الصورة حتى تبدأ الإنجازات في العلاقات بين البلدين وحل الملفات العالقة وعودة العلاقات الى طبيعتها.
ُعلم أن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية طلب موعداً للقاء الرئيس السوري بشار الأسد قبل الانتخابات الرئاسية السورية، وكرر الطلب بعد الانتخابات، ولكنه لم يتلق جواباً على طلبه في المرتين... ليُفاجأ في المرة الثانية، وبعد يومين على إبلاغه إعتذاراً عن إستقبالات التهنئة، بزيارة النائب طلال إرسلان الى دمشق حيث التقى الرئيس الأسد وتم نشر صورة لهذا اللقاء.
يقول مصدر سياسي قريب من دمشق إن إنفتاح وليد جنبلاط على طلال إرسلان، حليف سوريا الرئيسي في الطائفة الدرزية في لبنان، لا يعني فتح الأبواب السورية أمام زعيم المختارة، إذ إن طريق العودة الى دمشق طويلة جدا لأن الأذى الذي تسبّب به جنبلاط لسوريا كبير جداً ولا يبلسمه إجتماع، وهو يدرك ذلك جيدا. من هذا المنطلق أتى على سيرة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في الأشهر الماضية مرتين، بعد استشعاره الإنعطافة العربية الكبيرة تجاه سوريا وبأن لبنان سيكون جزءا من الحوار السعودي ـ السوري.
انعقد المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا اليوم للبحث في الوضع الأمني والتطورات الأخيرة التي رفعت منسوب التوتر في الشارع وعمليات قطع الطرق، ولاستباق أي رد فعل محتمل نتيجة رفع أسعار المحروقات بشكل غير مسبوق، في ظل مخاوف من ردات فعل قد تنعكس على الأرض. وأن مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في الإجتماع بعدما قاطع عدداً من الإجتماعات مؤخرا لاعتقاده أنها ليست بديلاً من ضرورة السعي الى تشكيل حكومة جديدة.