في إطار سياسة الإنفتاح التي قرر تيار المستقبل إعتمادها على الساحة السنية، والتي دشنها مركزياً الرئيس سعد الحريري بلقاءات مع شخصيات معارضة له وتندرج تحت ُمسمى"سنة 8 آذار"... أجرى تيار المستقبل في صيدا لقاءات مع كل من الجماعة الإسلامية والتنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب أسامة سعد الذي أخذ منذ 17 تشرين الأول 2019خيار التنسيق مع قوى المعارضة والتغيير والتمايز عن حلفائه في فريق 8 آذار.
إلتقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، على طريقته ولأسبابه، مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في هجوم سياسي غير منسق على رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. وقال الجميل (في حديث خاص الى "النهار") إنه "لن يكون هناك تحالف مع "القوات" في أي منطقة، وأن جعجع خذله. ليس هو بل كل الأفرقاء.
وبعد التسوية الرئاسية صوت جنبلاط والحريري وجعجع وأوصلوا مرشح حزب الله الى الرئاسة، وهذا كان تخلياً عن
المبدأ. وفي هذه اللحظة كان الإفتراق".
يقول القيادي السابق في حركة "أمل" محمد عبيد إن ما يّدعيه الرئيس نبيه بري من إحتضان القوى الدولية والإقليمية لمبادرته المزعومة، لم يظهر بشكل جلي وواضح في مواقف هذه القوى، وبقراءة سريعة لبعض هذه المواقف يمكن إستنتاج الخلاصات التالية: عدم إكتراث أميركي، إعادة صياغة فرنسا لمقارباتها اللبنانية إنطالقاً من غضب دوائر القرار فيها بسبب الجحود السلطوي اللبناني بمبادرة ماكرون، إقتناع مصري متأخر بعدم جدوى الرهان على حس المسؤولية المفترض لدى المسؤولين اللبنانيين، شعور خليجي عميق وجارح بالخذلان من كثير من هؤلاء المسؤولين ومن سياسيين آخرين، وفوق ذلك تربّص سوري بهم نتيجة خياناتهم أو عدم الوفاء بإلتزاماتهم للقيادة السورية في المفاصل الحساسة التي مرت بها دمشق، وخصوصاً خلال سنوات الحرب الكونية الأخيرة عليها.
ويرى عبيد أن الرئيس سعد الحريري ليس الشخص المؤهل حالياً لقيادة سفينة الإنقاذ المرجوة، بالأخص بعدما ألزم
نفسه خلال أشهر التكليف الأخيرة بعداوة مع رئيس الجمهورية شريكه الدستوري الطبيعي في صياغة وإدارة السلطة التنفيذية، وأيضا بعدما ظهر بمظهر مسلوب الإرادة السياسية من خلال الإختباء خلف المفتي دريان والرئيس بري، وبالتالي فإن من ينقاد لا يمكن أن يقود، في وقت تتأرجح فيه علاقاته مع رعاة وأصدقاء والده الرئيس رفيق الحريري التاريخيين بين رافض للحديث معه وبين آخر ينأى بنفسه عنه، وحده رئيس مجلس النواب نبيه بري يجيد الإستثمار فيه. فقد قيل إن بري أبلغ سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان قبيل إجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الأخير، أنه في حال مضى الرئيس الحريري في قراره الإعتذار عن تكليفه بتشكيل الحكومة، فإن ذلك سيرتب عليه تداعيات كثيرة أولها قطيعة كاملة لا عودة عنها مطلقاً بينه وبين الرئيس الحريري.
أما أخيراً و ليس آخراً يزور المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد باريس بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية ومركز دراسات الدفاع الوطني في وزارة الدفاع الفرنسية، وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي بدأ الإثنين ويستمر لمدة أسبوع، والذي يقيمه المركز في مقر وزارة الدفاع ويتمحور في دورته الحالية حول "دور فرنسا في الشرق الأوسط".