بعد القرار بالتمديد للمطاعم والملاهي بفتح أبوابها إلى ما بعد منتصف الليل، سُمح لدور السينما بالعودة إلى العمل بعد أكثر من نحو العام ونصف العام على الإقفال، في خطوة تزامنت مع انخفاض كبير بأعداد إصابات كورونا، وبشّرت بموسم صيفٍ يدعو للتفاؤل على رغم كل المعاناة التي يعيشها اللبنانيون. وقد سمحت اللجنة المكلَّفة مكافحة كورونا إعادة فتح صالات السينما حتى الحادية عشرة ليلاً، مع التزام جميع الإجراءات الوقائية وتحديد القدرة الاستيعابية بـ 50%.
أماكن الترفيه فتحت جميعها، حتى صالات الأفراح، في وقتٍ تجاوز فيه سعر صرف الدولار 13 ألف ليرة. وفي ظل الأزمة التي تُعدّ من بين أشدّ 10 أزمات اقتصادية في العالم بحسب ما ذكر تقرير البنك الدولي، فكيف ستكون أسعار تذاكر السينما؟ وماذا عن أسعار المأكولات والمشروبات فيها؟
يفيد عضو نقابة مشغلي السينما ومدير برمجة الأفلام في دور “Empire”، بسام عيد، أنّه ابتداء من مساء يوم الأربعاء 2 حزيران ستُفتح صالتان من دور “Empire” أبوابها في إطار عرض الفيلم قبل يوم من عرضه في جميع دور السينما (advance screening)، كما جرت العادة، وابتداء من يوم الخميس أي في 3 حزيران، ستفتح جميع دور السينما أبوابها.
وعن تأخّر الصالات جميعها لفتح أبوابها على رغم طول انتظارها وسماح الدولة منذ الأسبوع الماضي بفتحها، يقول عيد إنّ قرار السماح بإعادة فتح دور السينما جاء بطريقة مفاجِئة، واستغرق الأمر وقتاً للصالات لكي تنهي كل الإجراءات، فمنها مَن لم يكمل بعد أعمال الدهان حتى.
ومع الانخفاض الكبير بأعداد إصابات كورونا وإقبال الناس في هذه الظروف الصحية والاقتصادية، يعتبر عيد أنّ معظم الناس أصبحوا ما بين ملقّحين ومصابين كوّنوا مناعة، و”بوجود ماراثون التلقيح أعتقد أنّ كورونا أصبح نوعاً ما تحت السيطرة إلّا إذا ما غزتنا سلالات جديدة، وفي صالات السينما، نلتزم إجراءات الوقاية، وهناك صالات هي أصلاً تتمتّع بمسافات واسعة بين كراسيها، وليس هناك احتمال أن يُصاب الحاضرون في ظل هذه الإجراءات”.
ومن الناحية الاقتصادية، يستشهد عيد بمشهد زحمة الناس في المراكز التجارية والملاهي والمطاعم ليتفاءل حيال إقبال الناس على السينما، “المشاهد هذه مشجِّعة وكأنّ البلد عاد كما كان، ونتمنّى ذلك”.
أمّا أسعار التذاكر، فتبدأ من 40 ألف ليرة إلى 80 ألف ليرة في جميع دور السينما. ويتحدّث عيد في هذا الإطار أنّ هذه الأسعار لا تغطي أبداً تكاليف دور السينما، ولا حتى ربع كلفتها، “فالأسعار هذه هي تشجيعية لكي نعوّد الناس أن تزور دور السينما من جديد، لكن لا ندري إقبال الناس كيف سيكون في ظل تراجع قدرتهم الشرائية لكن نتأمّل أن يأتوا”. وكان سعر بطاقة السينما قبل الأزمة 10 دولار أي ما كان يوازي 15 ألف ليرة، أمّا الآن، فثمن البطاقة هو نحو 3 دولارات.
وعن أسعار المأكولات والمشروبات، يلفت عيد إلى أنّه حتى الآن، لا يمكن تحديد أسعارها لدى صالات عرض “Empire” فهي تتحضّر لفتح أبوابها للعرض لأنّ قرار إعادة فتح دور السينما فاجأ الجميع وي
جري العمل على التعجيل بتخليص البضاعة بأسرع وقت ممكن. ومن المعروف، وفق عيد أنّ دور السينما تعتمد على بيع المأكولات والمشروبات لناحية تسجيل الأرباح، “لكن أشكّ أن ينفق الناس كما في السابق على هذه السلع، فعادةً كان كل زبون ينفق أقلّه 10 إلى 15 ألف ليرة في السينما إلى جانب سعر التذكرة، أمّا الآن فما زال الأمر غير جلي”.
ويبلغ عدد صالات السينما التي ستفتح أبوابها 11 صالة (مجمّع صالات) من أصل 16 صالة على مساحة لبنان، إذ هناك 5 صالات أقفلت أبوابها نهائياً بسبب الأزمة الراهنة.
بالانتقال إلى دور سينما “Grand cinemas”، تقول مديرة التسويق والإعلان فيها، كارلي رميا، أنّ صالاتهم ستفتح يوم الخميس، وهم يتّخذون جميع الإجراءات التي أوصت بها وزارة الصحة من تباعد وتعقيم وغيرها، حتى في نقاط بيع التذاكر.
وتشير رميا إلى أنّه إزاء وضع البلد الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي، يتهافت الناس حالياً بالأسئلة عن موعد فتح الصالات و”نسمع أصداء شوقٍ لزيارتنا لعيش تجربة مشاهدة الفيلم لدينا وهم متحمّسون إلى ذلك بعد وقت طويل من التزام المنازل، لذلك توقّعاتنا أن يكون هناك إقبال لكن لا يمكننا تحديد إلى أي مدى لأنّ الدولة سمحت لنا بقدرة استيعابية 50% فقط”.
وفي السياق نفسه، نجد أنّ صالات سينما “Vox” انطلقت بعرض أفلامها منذ بضعة أيام تقريباً. أمّا أسعار علب الفوشار المملَّح فهي 8000 ليرة للحجم الوسط و 10000 ليرة للحجم الكبير، والبوشار بالنكهات بـ 10000 ألف ليرة للحجم الوسط و 14000 ليرة للحجم الكبير. ويبلغ سعر المشروبات الغازية 6000 ليرة. وتغيّرت طريقة تقديم البوشار أيضاً، إذ بدلاَ من تقديمه بالعلب المعروفة به، أصبح يُقدَّم بأكياس مقفَلة. أمّا لناحية الإجراءات الوقائية، فتلتزم الصالات التباعد الاجتماعي وإلزام الزبائن بوضع الكمامة لدى الوصول ولدى حجز التذاكر. وداخل الصالات، يشغر مقعدان من كلّ الاتجاهات حول كلّ كرسي، لضمان التباعد الاجتماعي، ويجري تعقيم الصالات بعد كل عرض.