تصاعدت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين العرب وممتلكاتهم في يافا واللد والرملة، وذلك مع دخول حالة الطوارئ التي أعلن عنها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مدينة اللد إلى حيز التنفيذ فجر الأربعاء.
وفرضت السلطات الإسرائيلية "حالة طوارئ خاصة" في اللد، تشمل الإغلاق الشامل ومنع التجول، فيما نشرت الشرطة قوات وحدة "حرس الحدود" في المدن المختلطة، في ظل تصاعد المواجهات التي اندلعت إثر الاعتداء على المواطنين العرب في أعقاب استشهاد شاب، الاثنين، برصاص متطرفين يهود؛ فيما يتواصل تحريض مسؤولين ووسائل إعلام إسرائيلية على المواطنين العرب في المدينة.
وأعلن نتنياهو حالة الطوارئ الخاصة في اللد، وقال إن "سرايا قوات حرس الحدود ستنتشر في البلدات المختلطة بدءا من الليلة". وقال إنه أمر ب"التعامل بحزم وصرامة مع منتهكي القانون والنظام العام، ونشر كثيف للقوات على الأرض من أجل إعادة السلم والنظام إلى اللد وجميع أنحاء البلاد في أسرع وقت ممكن".
ووصلت قوة من وحدات حرس الحدود لأول مرة إلى المدينة وانتشرت بكثافة، بعدما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الجيش، بتخصيص سرايا حرس الحدود لدعم الشرطة بذريعة "فرض الأمن في المدن المختلطة".
كما وصل نتنياهو إلى اللد، ودعا إلى "إعادة فرض حكم الدولة" على المدن المختلطة وذلك باستخدام "القبضة الحديدية"، وقال إن "ما شاهدناه في المدينة يعبر عن الفوضى المطلقة، علينا استعادة السيطرة على المدينة"، وطالب أهالي اللد ب"البقاء في المنازل طالما يتطلب الوضع ذلك". وأضاف "إذا لزم الأمر سنفرض حظر تجول في اللد ومناطق أخرى".
وفي ظل تصاعد الاعتداءات من قبل المستوطنين وجماعات ما يسمى "نواة التوراة" على العرب، دعا وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا إلى إطلاق سراح المستوطن قاتل الشهيد الشاب موسى حسونة، الذي قُتل بعد منتصف ليل الإثنين، فيما أصيب آخران بجراح وصفت بالمتوسطة، بنيران مستوطن في المدينة.
وكتب أوحانا في تغريدة إن "اعتقال مطلق النار في اللد ورفاقه الذين تصرفوا دفاعا عن النفس على ما يبدو أمر مروع". وأضاف "حتى لو كانت هناك أشياء لا يعرفها الجمهور بعد، فإن المواطنين الذين يحملون السلاح بتراخيص يشكلون قوة مضاعفة في يد السلطات".
وتأتي تغريدة أوحانا بعد أن وصل المئات من المستوطنين إلى مدينة اللد تقدمهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير وهددوا باستهداف العرب، وتنقلوا بحرية بين أحياء المدينة، وذلك على الرغم من إعلان الطوارئ، حيث تمت محاصرة الأحياء السكنية العربية من قبل الوحدات الخاصة ومنعهم من التنقل.
ودعا بن غفير الى قتل المواطنين العرب، قائلاً: "كل من يقوم بإلقاء حجر يجب على قوات الشرطة والجيش إطلاق النار عليه وقتله". وأضاف "إذا لم تقم الشرطة وقوات الأمن بذلك، سنقوم نحن بالدفاع عن أنفسنا، ولو أعطيت الأوامر لقوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي لقاموا بتنفيذها على الفور".
وشارك آلاف، مساء الثلاثاء، في تشييع حاشد لجثمان الشهيد حسونة، واعتدت الشرطة الإسرائيلية على المشيعين بشكل عنيف جداً، إذ أطلقت قنابل الصوت، وقنابل الغاز المدمِع، صوب المشيعين.
واندلعت مواجهات في المكان، بعد اعتداء الشرطة التي كثفت تواجدها بتعزيزٍ من قِبل القوات الخاصة، في حين أفاد شهود عيان، بأن قواتٍ تابعة للجيش وصلت إلى المكان كذلك.
من جهة ثانية، استشهد شاب من مخيم الفوار وفتى من بلدة عقابا قضاء طوباس، اليوم الأربعاء، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة وحالات اختناق جراء اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الفعاليات الاحتجاجية المنددة بالعدوان على الشعب الفلسطيني.
وأفادت مصادر طبية في الهلال الأحمر، باستشهاد الفتى رشيد محمد أبو عرة (16 عاماً)، جراء دهسه من جانب آلية لجيش الاحتلال في قرية عقابا، جراء إصابته برصاصتين في الرقبة والصدر خلال المواجهات التي اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة طوباس.
وفي محافظة الخليل، استشهد الشاب حسين عطية الطيطي (26 عاما) من مخيم الفوار، فجر اليوم الأربعاء، وأصيب آخرون، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدها المخيم.
ومساء الثلاثاء، اندلعت مواجهات متفرقة بالضفة، بين مئات الفلسطينيين وقوات تابعة للجيش الإسرائيلي، تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية في القدس وقطاع غزة. واستخدم الجيش الرصاص الحي والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين.
وشنّت قوات الاحتلال فجر الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، طاولت قيادات وأنصار لحركة حماس ومرشحين عن قائمة "القدس موعدنا".
كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 151 شاباً عربياً في منطقة الشمال على خلفية المظاهرات الاحتجاجية ضد اعتداءات الاحتلال الإسرائيليّ في مدينة القدس المحتلّة، وفي قطاع غزة المُحاصَر، ليل الثلاثاء.