أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الاثنين، عن وقوع 305 إصابات خلال المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة، بينها حالة خطرة.
وقال الهلال الأحمر في بيان، إن عدداً كبيراً من الإصابات استوجبت نقلها إلى مستشفيات: المقاصد والفرنساوي والمستشفى الميداني للهلال الأحمر.
وانسحبت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ظهر الاثنين، من المسجد الأقصى بعد اقتحام دام لنحو 4 ساعات، اندلعت على أثره مواجهات خلفت عشرات المصابين. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الشرطة انسحبت من الحرم القدسي وسط هتافات نصر أطلقها الفلسطينيون من داخل المسجد.
وكانت قوات من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى صباح الاثنين، وهو الاقتحام الثاني خلال أيام. وأغلقت القوات الإسرائيلية العيادة الطبية في المسجد باللحام الحديدي، لمنع علاج المصابين الفلسطينيين.
وقال شهود عيان إن "قوات الاحتلال اعتدت على الطواقم الطبية وأخرجت جميع من بالعيادة قبل أن تقوم بإغلاقها بشكل كامل"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وحولت سلطات الاحتلال القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية، حيث استنفرت قواتها إلى داخل الأسوار ونصبت الحواجز الحديدية داخل الأسوار وعلى الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، ومنعت من المقدسيين من التوجه والدخول لساحات الحرم.
كما اعتدت قوات الاحتلال على مئات المقدسيين الذين هبوا لنصرة المسجد الأقصى، قرب باب الأسباط وفي أحياء القدس القديمة. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي تجاه الشبان الذين تواجدوا في باب الأسباط، وقرب ساحة الغزالي.
كما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، في عدد من أحياء القدس بالتزامن مع المواجهات المندلعة في ساحات المسجد الأقصى. وأفاد شهود عيان أن مواجهات اندلعت في أحياء وادي الجوز، وقرب باب العمود والساهرة وفي شارع السلطان سليمان بعد قمع الاحتلال للمصلين الذين أجبرهم الاحتلال على الخروج من المسجد الأقصى.
ودانت الخارجية الفلسطينية بشدة "حملات القمع الدموي والمطاردات المتواصلة التي ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ضد المواطنين المقدسيين". وعبرت عن استهجانها البالغ من موقف الإدارة الأميركية إزاء ما تتعرض له القدس ومقدساتها والمسجد الأقصى والمواطنون المقدسيون، متهمة هذه الإدارة بأنها "لا تريد أن تخرج من الأطر التي رسمتها وحددتها الإدارة السابقة، وما زالت بترددها توفر الغطاء والحماية لإسرائيل".
ويعقد مجلس الأمن مساء الاثنين، جلسة مغلقة لنقاش التطورات الأخيرة في المنطقة. وفي هذا السياق أكدت الوزارة الفلسطينية أن طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللقدس ليس امتيازاً أو منّة من أحد، وإنما "هو واجب وحق مشروع لشعب تحت الاحتلال".
الفصائل الفلسطينية حمّلت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاعتداء على القدس والأقصى، وحذرت من تمادي الاحتلال بعدوانه على الشعب الفلسطيني، مؤكدة بأن المقاومة ستبقى قائمة بكافة الأشكال قبالة جرائم الاحتلال.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة، إن الاحتلال الإسرائيلي "سيدفع الثمن غاليا جراء تغوله على المسجد الأقصى والمصلين فيه". وأضاف أن ما يحدث "حرب دينية يمارسها ودليل على وحشية الاحتلال ونازيته".
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الاثنين، إن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في مدينة القدس المحتلة، وكلمة المقاومة ستكون الفاصلة في المعركة ما لم يتراجع الاحتلال".
وحمَّلَ هنية في تصريح ل"الأناضول"، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانها على المسجد الأقصى. وأضاف "لن نقبل ولن يقبل شعبنا تمرير مخططات الاحتلال في القدس، وسيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم".
وبدوره، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة في المسجد الأقصى. وأكد عدنان في بيان، أن تدنيس الأقصى وإصابة المئات من المرابطين جريمة لها ثمنها، مضيفا "لدينا ثقة بمقاومة شعبنا".
وفي أول مواجهة علنية بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية أحداث القدس، طالبت حكومة بنيامين نتنياهو إدارة جو بايدن بعدم التدخل في ما يجري في المدينة المحتلة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن إسرائيل رفضت البيانات التي أصدرتها مؤسسات رسمية تابعة للإدارة الأميركية، وطالبت تل أبيب بالامتناع عن إخلاء منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، ودعت "كل الأطراف" إلى التهدئة.
وحسب الإذاعة، فقد اتصل رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات بمستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، داعياً إلى وقف التدخل الأميركي في ما يجري في القدس المحتلة.
وكان سوليفان طالب في بيان، الحكومة الإسرائيلية بتهدئة الأوضاع في القدس، وعبّر عن قلق الإدارة من إخلاء عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين، وذلك خلال الاتصال الهاتفي مع بن شبات، بحسب "كان".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن في بيان، إن سوليفان سلّط الضوء على المشاركات الأخيرة التي أجراها كبار المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم الإسرائيليين والفلسطينيين وأصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين لحثهم على اتخاذ خطوات لضمان الهدوء وتخفيف التوترات وتنديد العنف.
وأكد سوليفان على مخاوف الولايات المتحدة الجادة بشأن عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح. واتفق المتحدثان أيضا على أن إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من غزة تجاه إسرائيل أمر غير مقبول وينبغي إدانته.
وأضاف البيان أن "سوليفان شجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء في خلال احتفالات يوم القدس". كما أعرب عن التزام الإدارة بأمن إسرائيل ودعم السلام والاستقرار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.