مصطفى العنداني، هو نازح سوري في مدينة الباب السورية، تمكن من تطوير المقاعد الكهربائية لذوي الإعاقة الحركية لتعمل بالطاقة الشمسية، بإضافة ألواحها إلى الكرسي وإجراء تعديلات في نظامها الكهربائي.
وعمل العنداني، الذي عرضت قصته قناة "الجزيرة"، فنياً للكهرباء بمصانع النسيج في حلب قبل الثورة السورية، وتعرض لإصابة في الرأس أثّرت في ساقيه وأعاقت حركته، فأصبح طريح الفراش لا يستطيع المشي إلا بمساعدة أحدهم او بعكازات تسنده. لكن هذه الإصابة لم تقعد طموحه، بل كانت مصدر إلهام له للبحث عن حلول لذوي الإعاقة الحركية.قصة العنداني هي جزء من مبادرة إعلامية تسلط الضوء على نماذج مميزة لأعمال إنسانية ومشاريع فردية حقوقية خيرية في المنطقة العربية، أطلقها "مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان" تحت عنوان "قصص ملهمة".وقال العنداني: "كان الشعور صعباً جداً عندما ترى شباباً حولك بعمر الورد، هذا فقد ساقه وآخر فقد يده. أنا مررت بفترة كنت مثلهم، هذا الأمر ألهمني لأقدم مشروعاً لذوي الإعاقة الحركية، لِما أحسست به من معاناة كبيرة لديهم عندما كنت مريضاً، الكرسي هو نصف حياتهم، بمجرد حمله من السرير تصبح حياته كلها على الكرسي".
وهنا، تسعى المبادرة التابعة لشبكة "الجزيرة" الإعلامية، إلى تشجيع النماذج التي هدف أصحابها إلى تغيير وضعية مجتمعاتهم إلى الأفضل، وتركوا أثراً إيجابياً في حياة الناس، حسبما نقلت "الجزيرة" في بيان، علماً أن القصص المؤثرة تعرض أسبوعياً على قنوات "الجزيرة" ومنصاتها الرقمية، ويتولى المشاهدون ومتابعو صفحات الشبكة اختيار المبادرات الأفضل من بينها، لدعم أصحابها وتكريمهم في ختام المبادرة.وتتميز مبادرة "قصص ملهمة" بأنها تُمكّن المشاهدين من المشاركة والتفاعل مع القصص المختارة، وتمنحهم فرصة التصويت لأفضل عمل يستحق صاحبه التشجيع والدعم، "وبذلك يصبح المشاهد أو المتابع عضواً تنفيذياً في فريق إنتاج العمل الذي يستمر عدة أشهر، وينتهي بتنظيم احتفالية يحضرها أصحاب المبادرات الفائزة".وتشارك في الموسم الأول من "قصص ملهمة" مبادرات وناشطون من دول عربية مختلفة، منها سوريا والسودان وموريتانيا وفلسطين وتونس. وأطلق المركز موقعاً إلكترونياً خاصاً بهذه المبادرة يتضمن تقارير عن أصحاب المبادرات والمشاريع الحقوقية الإنسانية المشاركة.إلى ذلك، علق سامي الحاج، مدير "مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان": "إن هدف المبادرة الأول هو الاحتفاء بالتجارب والمبادرات الحقوقية الإنسانية الملهمة في المنطقة العربية، وتسليط الضوء على الجانب الإنساني لتلك المبادرات وأصحابها وما يحدثونه من أثر إيجابي ملهم في مجتمعاتهم المحلية".وأضاف الحاج أن القصص الملهمة ستساهم في تحفيز الأشخاص والمجتمعات على تبني هذا النوع من الممارسات الحسنة، وتضيف لمحتوى "الجزيرة" مادة إعلامية جديدة تستلهم رؤية الشبكة ورسالتها الإنسانية.