لوحظ أن توزيع جوائز الاوسكار في دورته الـ 93، كان شبه غائب على التعليقات الفسابكة في لبنان، ربما بسبب توقيت توزيع الجوائز في الساعات الاولى من صباح الاثنين، وربما بسبب انشغال اللبنانيين بهموم اقتصادية وازماتية تبدأ بالمخدرات ولا تنتهي بالدولار، ومع ذلك لا تخلو بعض الصفحات من الاهتمام... كتب المخرج محمد سويد "شاهدت جميع الأفلام الروائية المدرجة في ترشيحات جوائز الأوسكار. الغالب دومًا في الحدث السنوي الذي تنظمه أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في لوس أنجليس أن لائحة المرشحين أكثر عدلًا من لائحة الفائزين، وهذه المرة لم تختلف عن سابقاتها قدر مبالغة الأكاديمية في إبراز الأفلام السوداء وأبطالها بما أوحى أن هوليوود أضحت موطن الأكثرية السوداء والأقلية البيضاء، وأنها انضمت إلى المكفرين عن جريمة قتل جورج فلويد واضطهاد الملونين وترويعهم في عهد دونالد ترامب. لكن نتائج الأمس أكدت أن "الهيئة الناخبة" ما برحت بيضاء الوجه وسوداء القلب. ذهبت الجائزة إلى الموضوع بدل الأداء وإلى الشكل عوض الجوهر وإلى المكرسين بدل الواعدين وإلى الوجه عوض الروح. فرنسيس ماكدورماند كبيرة في السينما لكنها ليست بكبر الممثلة السوداء ڤيولا ديڤيس في فيلم "ما رايني "، والشهادة في أنطوني هوبكنز مجروحة لكنها مطعونة بالجرح الذي طاول البريطاني-الباكستاني رضوان أحمد بطل فيلم "صوت الميتال"، والأميركي-الكوري ستيڤن يون عن دوره في فيلم "ميناري "، وحرم الإثنين من أوسكار أفضل ممثل. كذلك، "الأب" اقتباس جيد لمسرحية كتبها مخرج الفيلم الفرنسي فلوريان زيلر لكنه ليس بقوة اقتباس فيلم "ما رايني" للمخرج جورج سي. وولف.
يطول الكلام ولا أجد تعبيرًا أفضل عن حال الأوسكار وصانعيه غير هذه الصورة.(المرفقة اعلاه)
وكان لافتاً تركيز الاعلام على امرين، فعدا عن فوز انطونيو هوبكنر بجائزة افضل ممثل للمرة الثانية في تاريخه السينمائي، وذلك عن دور رئيسي في فيلم "الأب"، تحدثت مواقع التواصل الاجتماعي عن حصول امرأة "غير بيضاء" على جائزة افضل اخراج وهي لفيلم "نومادلاند" (أرض الرحل) مخرجته كلويه غاو، ويدور الفيلم وهو مزيج من الدراما الاجتماعية والرصد الوثائقي، حول مجموعة من الأميركيين كبار السن يعيشون على الطرق في مقطوراتهم بعدما فقدوا كل شيء في أزمة "الرهن العقاري". وقبل غاو، المولودة في العاصمة الصينية بكين، واسمها الأصلي جاو تينغ، سبق لامرأة واحدة أن فازت بهذه الجائزة المهمة هي كاثرين بيغيلو عن "ذي هورت لوكر" العام 2010. وغادرت جاو الصين في سن المراهقة. ودخل الممثل البريطانى ريز أحمد "التاريخ" كونه "أول مسلم" يرشح في فئة أفضل ممثل فى حفل توزيع جوائز الأوسكار...وأقيم حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي لهذا العام في مسرحين؛ الأول في "يونيون ستيشن" وسط مدينة لوس أنجليس، وفي مسرح دولبي في هوليوود، حيث قام المرشحون والمقدمون بالسير على السجادة الحمراء في الهواء الطلق، والمشاركة في المقابلات الاجتماعية مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
لم تغب الأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة الأميركية خلال العام الماضي...