كتب الوزير السابق جورج كلّاس:
بعض الإعلام هو من نَقٌ، فهل كلُّ نَقٍّ إعلام..!
بَعْضٌ الثَرْثارينَ و تُجَّارِ الكَلام ، بِسَبَبٍ أَوْ مِن دونِه ، يَتسَلَّلونَ خِفْيَةً أَوْ إستِضَافةً مُسْبَقَةَ الدَفْع ، الى وَسَائلَ إعلامٍ تَبْحَثُ عَمَّا تَسُدُ بِهِ فَراغَاتِها ، و يَتَسَلَّقونَ مِنَصَّاتِ تَواصُلٍ مَشاعِيَّةٍ ، مُحْتَمينَ بسلاحِ ( حُرِّيَةِ التعبير )، وهُم لا يُمَيِّزونَ أصْلاً بينَ مسؤولية (فَنِّيَةِ التعبير ) و عَنْتَرَةِ (غَريزَةِ التصريح) ، وكأَنَّهم يَنطربونَ للإستِسهالاتِ اللفظيَّة ، ويَسكَرونَ بِنَشوَةِ أَنَّهم صَوَّاتونَ، مُتَوهِّمينَ أَنَّهم مُشَاهَدونَ و مَسْموعونَ و مُتابَعونَ مِمَنْ هوَ أَقَلُّ منهم معرفةً و أكثرَ منهم بَلاهَةً و أشَدَّ منهم عَجْرَفَةً ، على الأقل..!
كَلامُ غَيْرِ العارفينَ والهُواةِ ، بما لا يعرفونه ولا يفقهونَهُ، هو جريمةٌ موصوفةٌ بِحَقِّ الناس تَقعُ مسؤوليتُها حَصْراً على وسائل الإعلامِ التي تَستَسهِلُ و تَستَرخِصُ و تُوَفِّرُ لِقَلَّةٍ من الثَرثَارينَ مجالاً لِنُجوميَّةِ مُنطَفِئَةٍ، وتُنْتِجُ أَذِيَّةً سٍمعيَّةً و بَصٍرِيَّةً حَادَّةً يُعاني منها الأَصِحَّاءُ الذينَ باتوا بِحاجةٍ الى مَنْ يُوفِّرُ لَهمُ الحِمَايَةَ من هذه النَقنَقاتِ الضِفْدَعِيَّة السَخيفِةِ والطُحْلُبِيَّة..!
لَيْسَتْ أَيُّ ثَرثرَةٍ مِنَ الإعلامِ بشيء..وليسَ أَيُّ رَصْفٍ لكَلماتٍ فارغات يَستَحِقُّ إلبَاسُهُ حُلَّةَ الرأي و عَباءَةَ التعبير…!
نَحْنُ نُعاني من تَرُهَّاتٍ و سِجالاتٍ و دِجَالاتٍ وتَصْويتاتٍ خُلَّبيَّةٍ مُزعِجَةٍ، لِكنها تُؤذي وقَدْ تُصيبُ مِنَّا مَقْتَلاً ..!
مٍنْ يَصُدُّ عَنَّا هَجْمَةَ الصَوَّاتينَ واللَّفْظِيِّينَ في زَمَنٍ خَفَّتْ فيهِ الزَقزَقاتُ المُطْرِبَةُ للروحِ ، وكَثُرَتْ فيهِ النَقنقاتُ المُقَزِزَةُ لِلنَفْسِ؟؟؟!!؟؟
نَقيقُ الضَفَادِعِ في ضَحْلاتٍ جَفَّها الزَمَنُ الأسوَد ، نَذيرُ إِفلاسٍ و فراغٍ و ضَياعٍ كثير
{{الحُرِّيَّة }} ، هي ناموس تربية و دستور أخلاق و إحتراف مسؤولية ، وليسَتْ هِواية ، و لا الناسُ هُمُ حقولَ إختِبار .
مُشكِلَةُ بَعض الثرثارين هي بِتَوَهُّمِهم أَنَّهم أصحابُ إمتِيازٍات قلمية و فلتان لساني وهواةُ ظواهر صوتية وضجيج صوتي، معتقدين ان لدَيْهم حَصَانَة سُلطَوِيَّة قَرْصَنوها مِن سُلطَةِ الرأي، وأَن سلطة النَقِّ والصريخ، هي إمتِيازٌ حصريٌ لهم لممارسة الإبتزاز و الإنتهاز في زمن اختلال الوزن وشدَّةِ الإهتزاز ..!
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع