في ظل نفاد مخزون لقاحات استرازينيكا من مراكز التلقيح، تستمر بعضها في منح بعض الجرعات المتبقية. فقد وزّعت وزارة الصحة نحو 33 ألف جرعة، وصلت منذ أكثر من أسبوعين على المستشفيات، نفد منها نحو 30 ألف جرعة حتى يوم أمس. وفي انتظار وصول الدفعة الجديدة مطلع الشهر المقبل، أو حل مشكلة رخصة الاستخدام للشحنة التي استلمتها الوزارة (نحو 50 ألف جرعة)، سيستمر التلقيح على بطئه المعتاد.مؤشرات كوروناوفي موازاة حملة التلقيح البطيئة، تستمر المؤشرات الإيجابية لوباء كورونا. وسجل لبنان 29 وفاة و642 إصابة جديدة، بعد إجراء 5738 فحصاً، وفق تقرير غرفة العمليات، اليوم الإثنين في 26 نيسان. ورغم أن هذا العدد المنخفض في الإصابات مرتبط بعدد الفحوص المنخفضة المسجلة يوم أمس الأحد، إلا أن مؤشرات تراجع موجة الوباء تظهر في نسبة الفحوص الموجبة التراكمية، التي تسير في منحى تنازلي دائم وباتت 11.8 في المئة. وكذلك تظهر في عدم تسجيل إصابات جديدة بين العاملين في القطاع الصحي. وفي استمرار عدد المرضى في المستشفيات بالانخفاض: 1460 مريضاً في المستشفيات، بينهم 665 في قسم العناية الفائقة، يحتاج 183 منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي.
وفيما غابت البيانات المتعلقة بحملة التلقيح، لناحية عدد الملقحين والجرعات المنفذة، بسبب عطلة نهاية الأسبوع يوم أمس الأحد، يستمر ضعف إقبال المواطنين على التسجيل في المنصة لتلقي اللقاح. فمنذ نحو ثلاثة أيام يستمر عدد المسجلين الكلي على المنصة على حاله، أي نحو مليون و216 ألف شخص، منذ إطلاق الحملة، منهم نحو 101 ألف عامل في القطاع الصحي، ونحو 125 ألفاً من المواطنين الذين يفوق عمرهم 75 عاماً، و156 ألفاً أعمارهم بين 65 و75 عاماً.
ووفق بيانات المنصة، تلقى اللقاح، حسب الفئات العمرية، نحو 191 ألف شخص فوق 75 عاماً، ونحو 227 ألفاً تحت سن 75 عاماً. وبلغ عدد الجرعات المنفذة، إلى حد اليوم نحو 418 ألف جرعة، منها نحو 368 ألف جرعة فايزر، ونحو 30 ألف جرعة من استرازينيكا، ونحو 21 ألف جرعة من سبوتنيك.خطة تلقيح ميدانيةواعتبر وزير الصحة، حمد حسن، أن لبنان بالإمكانات المتواضعة تمكن من مواجهة الجائحة، ويحقق في الفترة الأخيرة أرقاما مشجعة، محذراً من خطر التساهل في الإجراءات، على مثال ما ظهر أخيراً من شعائر في دور العبادة وفي أيام الأعياد.
كلام حسن أتى خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً خصص للبحث في وضع الخطوط العريضة لخطة التلقيح الميدانية (Mass Vaccination Campaign)، التي سيتم إطلاقها في الصيف المقبل، مع ترقب تسلم لبنان كميات وافرة من اللقاحات، لتلقيح المواطنين والمقيمين الذين لم يتمكنوا من تسجيل أنفسهم على المنصة الرسمية، من خلال استحداث مراكز كبيرة في المناطق اللبنانية المختلفة، قادرة على إعطاء اللقاح لحوالى خمسة آلاف شخص يومياً.وأوضح حسن أن خطة التلقيح الميدانية التي ستنفذ ابتداء من حزيران، تهدف إلى تمنيع المجتمع، عندما تتسلم الوزارة حوالى مليون لقاح فايزر ونصف مليون أسترازينيكا، مع توقع توفير لقاحي سبوتنيك وسينوفارم للقطاع الخاص.وشرح أن حملة التلقيح الحالية "تتركز في محافظتي بيروت وجبل لبنان، لذا يجب الذهاب إلى المناطق الأخرى، والتعاون لتأمين الفرق اللوجستية والميدانية والطبية والإدارية".تلقيح السجناء والجالية الصينيةوبدأت اليوم حملة تلقيح الجالية الصينية بلقاح سينوفارم في مجمع الحدث الجامعي. وكذلك انطلقت حملة التلقيح في سجن رومية المركزي بمبادرة من مؤسسة الوليد للإنسانية، بإشراف المسؤول عن ملف السجون، العميد فارس فارس، وبحضور جمعية الصليب الاحمر اللبناني وأطباء بلا حدود وفريق السجون الطبي. وأعلن فارس أن الحملة ستنتقل غداً إلى سجن القبة في طرابلس ومن ثم الى سجن زحلة.تلقيح الأجانبواستناداً إلى الخطة الوطنية للقاح كوفيد 19، والتي تهدف إلى تلقيح المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية من غير اللبنانيين، للحد من تفشي الوباء وعدد المصابين، كررت وزارة العمل الطلب من أصحاب العمل من لبنانيين ومقيمين أجانب، توعية وتشجيع العاملين في الخدمة المنزلية لديهم، على ضرورة تلقي لقاح كوفيد 19، حرصاً على سلامتهم وسلامة المحيطين بهم. وأوصت بإدراج أسماء العاملين، موضوع هذا التعميم، على منصة التسجيل المخصصة للقاح المضاد للفيروس، بغية المساهمة في هذه العملية، وصولاً إلى تحقيق المناعة المجتمعية والتخفيف من الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذا الفيروس.