كشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي الجمعة، أسباب عدم إسقاط الصاروخ السوري الذي وقع بالقرب من مفاعل ديمونا النووي فجر الخميس.
وقالت القناة الإسرائيلية (12) صباح الجمعة، إنه تبين من نتائج التحقيق الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تتوفر لديها المضادات اللازمة لإسقاط هذا النوع من الصواريخ، فاضطرت إلى استخدام مضادات أخرى غير ملائمة لهذا النوع من الصواريخ السورية.
وذكرت القناة أن الحديث لا يتعلق بخطأ عسكري فحسب، إنما عن محاولة لإسقاط صاروخ سوري تائه بمساعدة وسيلة غير ملائمة لذلك، أي استخدام وسيلة دفاعية غير ملائمة، في ظل عدم وجود خيار آخر.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد نشر تغريدة مساء الخميس، أكد من خلالها أن صاروخاً سورياً "طائشا" دخل الأراضي الإسرائيلية، في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
وأوضح أن الجيش السوري قام بتفعيل مضاداته الأرضية، مطلقا صواريخ من نوع "sa5"، مشيرا إلى أن أحد هذه الصواريخ تجاوز هدفه وانزلق ناحية الأراضي الإسرائيلية في منطقة النقب، مشيراً إلى أنه لم يكن موجهاً أو مستهدفاً أي مكان معين.
لكن تقرير لوكالة "رجا نيوز" الإيرانية قال إن "جماعات المقاومة نفذت عمليات متزامنة ضد إسرائيل والسعودية"، مشيرة الى انفجار قرب مفاعل ديمونا وهجوم بالمسيرات ضد قاعدة الملك خالد بالسعودية.
وفي تقرير آخر قالت الوكالة، إنه وفقا للمعلومات التي لديها من منطقة إطلاق الصاروخ في سوريا، فقد أطلق الصاروخ من داخل الأراضي السورية على بعد 200 كيلومتر من مفاعل ديمونا الإسرائيلي، وإنه هجوم يعتقد أنه نفذ باستخدام صاروخ "فاتح 110" دقيق الإصابة، والذي يصل مداه 300 كيلومتر.
وأضافت الوكالة أن استخدام صاروخ "فاتح" يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل بأن عدم إصابة الصاروخ بالمفاعل النووي الإسرائيلي، ليس بسبب عدم قدرته على إصابة الهدف، إنما لدواعٍ إنسانية، في إشارة إلى تجنب أي تسرب نووي.
وفي السياق، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ما اعتبرته "ضربات صاروخية" بين إسرائيل وسوريا، وحثّت البلدين على ضبط النفس وتجنب التصعيد، وذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك: "نحن على علم بما ورد عن الضربات الصاروخية في إسرائيل وسوريا في وقت سابق، وما زلنا نشعر بالقلق إزاء هذه التطورات". وأضاف "نحث الطرفين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب خطر للتصعيد"، وتابع: "كما نذكرهما بالتزاماتهما، وضرورة احترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974".
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر الخميس، بيانين متناقضين حول الصاروخ الذي أطلِق من سوريا. وبحسب البيان الأول، فإن صاروخاً مضاداً للصواريخ أطلقه الجيش الإسرائيلي فشل في اعتراض الصاروخ السوري. وقال البيان الثاني للجيش الإسرائيلي إن تحقيقا أولياً أظهر أنه لم يتم اعتراض الصاروخ السوري عملياً.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس: "سنجري تحقيقاً في الاعتراض الذي لم ينجح، وفي معظم الحالات نحقق نتائج أخرى". وفرضت إسرائيل تعتيما حول الموضوع.
وقال المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إن "مصدر الانفجارات التي سُمعت في منطقة القدس والسهل الداخلي هو صاروخ الاعتراض، لكن هذا الصاروخ، الذي أطلقته منظومة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو باتجاه الصاروخ السوري المضاد للطائرات، لم يُصب".
وأضاف بن يشاي أن "سلاح الجو بدأ تحقيقاً من أجل استخلاص العبر والتأكد من أن تكون النتيجة في المرة القادمة أفضل، وواضح أن هذا ليس إخفاقاً من جانب المشعلين أو خللاً تقنياً لمنظومة الاعتراض".
من جهته، قال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام إن "رواية الجيش الإسرائيلي هي أنه لم يكن هناك استهدافاً متعمداً لمفاعل ديمونا، وإنما الهدف كان ردع أو استهداف الطائرات. وخلال إطلاق أحد الصواريخ الاعتراضية (السورية)، على ما يبدو انحرف أحدها".
وأضاف ليف رام أن "هذه هي رواية الجيش الإسرائيلي، وأن الصاروخ الذي أطلق تجاه الطائرات استمر عملياً إلى هذه الأمدية. وينبغي أن ندرك أنه بصاروخ أرض-جو لا يتم ضرب أهداف على الأرض كي لا تؤدي إلى نشوء حالة عسكرية، وليس لديه قدرة على الإصابة، لكن (الحرب على) الوعي هي شيء آخر".
وتابع: "الأمر غير المألوف هنا هو عمق السقوط (أي المنطقة التي وصل إليها الصاروخ السوري). هذه هي رواية الجيش الإسرائيلي الرسمية، وهذا لا يعني أنها لا تطرح تساؤلاً".