قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين متطرفين في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة، فيما دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين في المدينة.
وأكد الهلال الأحمر أن الشرطة أطلقت الغاز المدمع والرصاص المطاطي على الفلسطينيين، مما أدى لإصابة 105، نقل 30 منهم إلى مستشفيات القدس لتلقي العلاج.
وحصلت الاعتداءات التي قام بها جنود الاحتلال الإسرائيلي بقنابل الصوت والعصي على عشرات الفلسطينيين في مناطق باب العامود والمصرارة وباب الساهرة في القدس المحتلة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد تصدى المقدسيون لمسيرة تجمع خلالها مئات المستوطنين اليهود، وسط حماية الشرطة، وحاولوا الاعتداء على المواطنين، في أعنف اعتداءات تنفذها شرطة الاحتلال بحق المقدسيين منذ سنوات.
وأكد الهلال الأحمر أن عشرات المواطنين تعرضوا لحالات إغماء؛ جراء رشهم بالمياه الكيماوية العادمة عقب خروجهم من صلاة التراويح، في حين اكتفت الشرطة الإسرائيلية بإبعاد المستوطنين من باب العامود من دون الاعتداء عليهم رغم أنهم اعتدوا على عدد من المقدسيين.
وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية أغلقت مداخل باب العامود ومخارجه والساحة المحيطة به بالحواجز الحديدية، وانتشر مئات الجنود من الجيش واعتدوا على المقدسيين وفرقوهم لليوم الثامن على التوالي حيث يتكرر المشهد كل ليلة بعد صلاة التراويح.
من جانبها قالت الأوقاف الإسلامية إنه ورغم كل إجراءات الاحتلال، فقد أدى نحو سبعين ألف مقدسي صلاة التراويح داخل باحات المسجد الأقصى متجاوزين كل حواجز الاحتلال التي حاولت التقليل من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وفي حي الشيخ جراح وسط القدس، حاول عشرات المستوطنين الإسرائيليين فجر الجمعة، الاعتداء على منازل الفلسطينيين برمي الحجارة عليها، لكن السكان الموجودين تصدوا لهم، بحسب شهود عيان. وأفاد الشهود بأن مستوطنين حطموا زجاج عشرات السيارات في شارع المطران بالحي، وأعطبوا إطارات أخرى.
كما اعتدى مستوطنون إسرائيليون على مقدسيين في حي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة دون وقوع إصابات.
كذلك قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن مئات المستوطنين الإسرائيليين -الذين ينتمون لحركة "لاهافا" اليمينية- حاولوا الوصول إلى منطقة باب العامود وسط القدس مرددين هاتف "الموت للعرب" ومهددين بقتل الفلسطينيين. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من الوصول إلى منطقة باب العامود والمناطق العربية في ظل وجود آلاف الفلسطينيين.
ودانت الرئاسة الفلسطينية بشدة "ما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب" وملاحقة الفلسطينيين في إسرائيل.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان، أن "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر، وناشدت المجتمع الدولي لحماية أبناء شعبنا في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير".
وأضافت أنه "في الوقت الذي يتصدى فيه أهلنا في القدس بصدورهم العارية لهذا العدوان، تقوم بعض الجهات المشبوهة بتزوير وتسريب أخبار مفبركة تهدف إلى الإساءة للقيادة وللقضية الفلسطينية".