نفى قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي حدوث هجمات ب"الطاقة الموجّهة" ضد الجنود الأميركيين في المنطقة، مؤكداً على أنه لا يوجد حتى اللحظة أي دليل على الاستهداف، لكنه تكتّم حول تفاصيل الموضوع.
وأتى كلام ماكنزي بعد تقرير لصحيفة "بوليتكيو" الأميركية قالت فيه إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تحقق في احتمال قيام روسيا بتنفيذ هجمات ب"الطاقة الموجهة"، استهدفت جنوداً أميركيين في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن البنتاغون أحاط كبار المشرعين بالمعلومات الاستخبارية المتعلقة بالهجمات، إذ توصل المسؤولون إلى أن روسيا هي المشتبه به الرئيس في الهجمات، وفقاً لشخصين على دراية مباشرة بالأمر.
ورداً على تلك التقارير، عقدت لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس جلسة استماع عامة، حول التقارير الصحافية المتعلقة بالهجمات، وقال قائد القوات الأميركية: "على حد علمي، وأنا أتكلم فقط عن نطاق القيادة المركزية الوسطى، لم نجد أي دليل على حصول مثل هذه الهجمات".
لكنه توجه إلى عضو اللجنة، السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال بالقول: "يمكنني الحديث أكثر عن الموضوع في جلسة مغلقة".
وكشفت "بولتيكو" في تقريرها، عن معلومات استخبارية تشير إلى هجوم مشتبه، نفذته روسيا باستخدام سلاح "الطاقة الموجهة"، ضد الجنود الأميركيين في سوريا، في 2020.
وأوضحت مصادر الصحيفة أن البنتاغون كان يحقق في تلك الهجمات منذ 2020، ومن بينها إصابة جنود أميركيين في سوريا، في حادثة وقعت في خريف 2020، ظهرت فيها أعراض تشبه أعراض "الإنفلونزا" على عدد من الجنود. وقال إن الكونغرس أجرى جلسة استماع عامة، وتضمنت إحاطات الأعضاء معلومات عن إصابات تعرض لها جنود أميركيون في سوريا.
وأشارت "بولتيكو" إلى أن الهجمات بأسلحة "الطاقة الموجهة" التي تستهدف الأميركيين في الخارج أصبحت مقلقة جداً، والعدد الحقيقي للجنود الذين أصيبوا أو مدى خطورة إصاباتهم لايزال حتى الآن غير واضح.
لكن متحدثاً باسم "البنتاغون"، قال في جلسة الاستماع إن "وزارة الدفاع الأميركية ليس لديها علم بحصول هجمات بالطاقة الموجهة ضد القوات الأميركية في سوريا". ورفض التعليق على تواصل "البنتاغون" مع الكونغرس بشأن الموضوع أو أي تحقيق داخلي.
ويعدّ هذا التحقيق جزءاً من تحقيق أوسع تقوم به السلطات عن أعراض غامضة شكا منها بعض العاملين الأميركيين في الخارج، والكشف عن الجهات التي تقف خلف الهجمات ب"الطاقة الموجهة".
وبدأت هذه الأعراض في عام 2016، عندما شكا موظفون عاملون في السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا طنيناً حاداً وصداعاً وإرهاقاً بعد الاشتباه بتعرضهم لأصوات حادّة.
وأسلحة الطاقة هي نوع من الأسلحة يقوم بتوجيه الطاقة نحو اتجاه معين من دون وجود قذيفة، ويقوم بنقل الطاقة (صوت، راديو، ضوء، جزيئيات، بلازما..) إلى الهدف ليحقق التأثير المرغوب فيه.
ودارت الشكوك الأميركية حول الكرملين، بالنظر إلى تاريخ روسيا في استخدام أسلحة الموجات الدقيقة ضد المسؤولين الأميركيين، ومصلحتها في إبقاء العلاقات-الأميركية مع الصين وكوبا في حالة من الفتور والتوتر.