صدر للناقد والمترجم إبراهيم أولحيان عن مؤسسة (أروقة) في القاهرة، كتاب جديد، تحت عنوان "دنيس جونسون ديفيز، عاشق الأدب العربي". وقد تضمن المؤلَّف في ملحقه التذييلي، شهادات للفيف من الكتّاب والنقّاد المغاربة والعرب المرموقين.وكتب القاص المغربي أنيس الرافعي عن ديفيز، بمناسبة صدور الكتاب: "يرجع أول عهدي بالمستعرب والمترجم الانكليزي ذائع الصيت، دنيس جونسون ديفيز إلى ملتقى القاهرة الأول للقصة العربية، الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر العام 2009، حيث نزل اسمه وازناً ورناناً في مسامعي، وأنا أنصت بتمعن وإعجاب بالغين إلى محاضرة قيمة كان تلقيها، بلغة عربية فصيحة، مستشرقةٌ يابانية عن علاقة الفن القصصي بالترجمة، ودور أشخاص مفصليين مثل الأستاذ دنيس، عبر آلية التحويل وتهريب أرواح اللغات، في تجلية الجزء غير المكشوف من جبل الجليد العائم ضمن ثقافة وآداب ما. بل الأدهى من ذلك، لقد صادفت صاحب "ذكريات في الترجمة" بشحمه ولحمه ووقاره جالساً في المقهى الخارجي للمجلس الأعلى، خلال اليوم الثالث والختامي للملتقى، بمعية ثلة من الأدباء العرب المرموقين. ثم غاب الراحل عن مسامعي وبصري وذاكرتي حتى آب اسمه الجليل مجدداً من غياهب النسيان القاسي، خلال السنوات القليلة الماضية قبل وفاته، على لسان ومرويات صديقي الناقد والمترجم إبراهيم أولحيان، الذي كان يحكي لي بشغف ومحبة سامقين عن زياراته وروابطه ونقاشاته وحميمياته، سواء في مراكش أم القاهرة، مع دنيس وزوجته. إذ كانا يحبانه كثيراً، ويستقبلانه باستمرار في بيتهما، ويتبادلان مع عائلته الصغيرة الاستضافات. ولما علمت بأن العزيز إبراهيم أولحيان يتطلع بجديته المعهودة، إلى تأليف كتاب استذكاري – هو الأول من نوعه عربياً حسبما أعرف – عن هذا الفقيه والعلامة الترجمي الحسيب، الذي كرس عمره بأتمه لتسليط الضوء الواهج على العلامات البارزة في الأدب العربي التخييلي، قلت بيني وبين نفسي إننا سنجني لا محالة الكثير من الفائدة التاريخية والإنسانية، إذا ما تعرفنا على حرفة هذا الرائد، وعلى المسوغات الوجدانية والمعرفية، التي حدت به للسقوط عمودياً في عشق الأدب العربي، ثم الإقدام على نقل العشرات من أعماله المتميزة والرائدة في فنون الرواية والقصة والمسرح، على الرغم من صعوبة التلقي ولاحماسة الناشرين الغربيين. وعلاوة على هذا كله، ينطوي هذا الكتاب القيم على لمسة وفاء عميقة وغير غريبة عن شمائل ومحتد إبراهيم أولحيان، الذي طالما اعتبر الصداقة ميثاقاً غليظاً لا يمكن نقضه أو التنصل بسهولة من مسؤولياته الأخلاقية الجسيمة. لمسة ذكرتني بالحب الكبير الذي تفصد من فؤاد توماس دي كوينسي وهو يحدثنا عن "أيام إيمانويل كانط الأخيرة".