من المشهديّات الممتعة تلك التي تستعيد فيها مسرى حياة ووجوه أحبة.
هذا ما حدث في حفل تخرّج طلاب جامعة الجنان الحضاريّ الضخم، ومن المتخرّجين فيه الصديق غسان ريفي.
يردّك غسان في كلمته التي ألقاها في الحفل إلى أيام مضت، كان فيها العمل الصحفي خبرة ومراسًا قبل أن يصبح الإعلام صناعة محتوى ومنصّات الكترونيّة تحتاج إلى دراسة وعلم، فحاز الإجازة في الإعلام مجاهدًا خمسينيًّا ليواكب الحراك الإعلاميّ المعاصر، من دون التخلّي عن أخلاقيات هذا العمل الذي تمرّس فيه وأخذه عن كبار شماليين ومن العاصمة العربية الإعلاميّة بيروت ما توّج مسيرته بانتخابه نائب رئيس نقابة محرريّ الصحافة اللبنانيّة.
عايشت مع غسان ريفي كبار الكلمة الصحفيّة في طرابلس ؛ مع بهاء وعماد المقدّم وخضر طالب في جريدة “السفير”، وادوار الزغبي ونعيم عصافيري في جريدة “النهار”، ومع منيف رستم في جريدة “الشرق” و”البيرق”، ومع مايز الأدهمي في جريدة “الإنشاء” وفؤاد دعبول وغيرهم، واستفدنا من مواكبتهم في مهنة البحث عن المتاعب التي أحبّها غسان، وكان” السفير” في “السفير” إلى أن احتجبت، فأحياها عبر منصته” ” الالكترونيّة في تحيّة لطلال سلمان الذي تتلمذ احترافيّا على أسلوبه ومواقفه.
كان غسان يتتبع الخبر على تنوّعه، إذ يؤمن بالفرادة اللبنانيّة وغنى التجربة الرساليّة المنفتحة فيه، فتراه في المجالس السياسيّة شارحًا ومحلّلًا ومستنتجًا، كما تراه في دور الافتاء متابعًا القضايا والملفات، وتجده في مقرّات المطرانيات، وما زلت أذكر تغطيته في كانون الأول ٢٠١٢ لجلسة انتخاب غبطة البطريرك يوحنا العاشر في البلمند، وحضرت معه أول مقابلة صحفيّة أجراها معه للمناسبة، وتابعت معه سعيه لتنظيم زيارة مفتي الشمال إلى استراليا تفقدًا للطرابلسيين هناك، في توسيع لمروحة حضور طرابلس المميّز حضاريًّا.
تعب غسان ريفي في رحلته الصحفيّة فلا عجب في توجيهه الشكر لعائلته، لزوجته وأولاده، على تحمّل غيابه سعيا وراء خبر جاد وتأكيد موقف.
غسان ريفي خريج جامعة الجنان بإجازة في الإعلام صقل موهبته جامعيّا، وقرن خبرته بما في الكتب، ولعلّه استفاد، كما قال، من جمع الخبرة بالعلم الذي يفتح الآفاق، ويبدّد المستحيل، ويحقّق الإنجازات.
غسان ريفي المُجاز في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس يشبه جامعته المطلّة على العالم، في الانتماء الوطنيّ والوجه الحضاريّ الطرابلسيّ الذي يخترق حدود المناطق، ويعلو فوق الصراعات، وبجنح إلى احتضان الاختلافات لنهضة جماعيّة لقيام الوطن الآمن العادل لكلّ بنيه.
The post غسان ريفي.. المُجاز في الإعلام.. بقلم د. جان توما appeared first on .