حزنٌ في العدلية.. القضاء وما ملكت أيمانُكم!
2021-04-19 18:55:55
كل المأثورات عن هيبة الدولة وتماسكها، تسقط في مشهد الإشكال الذي نقلته الشاشات مباشرة من أمام العدلية، اليوم الاثنين، أثناء انقسام الشارع تأييداً لأحد قاضيين اختلفا على "ملاحقة الفساد" و"التمرّد على التعليمات الإدارية".
احتكّ مناصرو القاضيَين، مدعي عام التمييز غسان عويدات، ومدعي عام جبل لبنان غادة عون، أمام قصر العدل، ما أسفر عن وقوع جرحى.. وفصلت القوى الأمنية بين جمهورين، أحدهما يؤيد موظفاً، والثاني يؤيد موظفاً آخر.
والمشهد المستجد في لبنان، لم تعرفه البلاد في السابق على المستوى الشعبي. كان الأمر يقتصر على المستوى السياسي، تأييداً لموظف، أو قتالاً للحفاظ عليه. بات للقضاة الآن جمهورهم، يتظاهر دفاعاً عنهم، ويطلق الهتافات ويقسم بحياة القاضي.
والجمهور هنا، بالتأكيد لم يكن على دراية بالقاضي الذي يؤيده. كثيرون من مغردي مواقع التواصل لا يعرفون من هو القاضي عويدات، ولا يدركون صلاحياته.. كذلك لا يعرف كثيرون مَن تكون القاضية غادة عون، ومَن تهاجم، وما هي حدود صلاحياتها الإدارية. فالناس هنا ليسوا أكثر من صدى لإشارة سياسية وجّهتهم نحو الهدف، استخدمتهم في معاركها السياسية الداخلية، ودفاعاً عن مصالحها، وهي جزء من استراتيجية وضعتها القوى السياسية قبل سنوات قليلة، تقضي بأن تخوض القوى الشعبية معارك بالنيابة عن القوى السياسية، منعاً للإحراج.
تعا أنا بغطيكإجت الأوامر للإنسحاب#قضاء_بإسم_الشعب#قصر_العدل pic.twitter.com/CU1vXgtPSR
— Zakhia Zgheib
وكالات