2025- 07 - 15   |   بحث في الموقع  
logo سلام رعى إطلاق مشروع “إدارة مخاطر حرائق الغابات”: حماية البيئة واجب وطني وأخلاقي logo انطلاق جلسة مجلس النواب لمناقشة سياسات الحكومة logo الجواب الأميركي على الرد اللبناني وصل.. ترحيب ولكن! logo حريق كبير في مجمع تجاري في مدينة مشهد الايرانية logo لافروف أجرى محادثات مع عراقجي على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون logo فيديو: من قائد للمنتخب إلى عامل مقهى.. محمد صبحي يبكي تجاهلاً من صلاح logo ضحت بالطعام من أجله.. بطل المونديال يحكي قصة مؤثرة عن والدته logo خلافات تعصف بريال مدريد بعد السقوط أمام سان جيرمان: ألونسو يُفضّل مبابي على فينيسيوس؟
رحيل ميشيل كيلو... سوريا تخسر المعارض
2021-04-19 17:55:48


توفي المعارض السوري ميشيل كيلو، "نتيجة مضاعفات إثر تلقيه لقاح فيروس كورونا"، نقل بعدها إلى المستشفى حيث توفي هناك، عن عمر يناهز الـ 80 عاما.
ويعتبر كيلو، وهو صحافي وكاتب مستقلّ وماركسي علماني، أحد أبرز شخصيات المعارضة السورية في المنفى، وعمل رئيساً لمركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي... ميشيل كيلو المولود في اللاذقية عام 1940 لأب عمل شرطياً في البلدية أصر على تعليم أولاده تعليماً عالياً، والمثقف الذي تأثر باكراً بأستاذه الياس مرقص وآمن بالاشتراكية، والذي درس الصحافة في ألمانيا، وعمل في وزارة الثقافة وترجم العديد من الكتب فعاصر في سنوات عمله المفكر أنطون مقدسي، كان أصدق من رأى تناقضات تطبيق الاشتراكية والحالة السوفييتة ونقدها.قبل أسابيع نشر كيلو وصيته على صفحات الفايسبوك، قال فيها للسوريين: "ستدفعون ثمنا إقليميا ودوليا كبيرا لحريتكم، فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما". وزاد: "لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز.. استمعوا إليهم، وخذوا بما يقترحونه، ولا تستخفوا بفكر مجرب، هم أهل الحل والعقد بينكم، فأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع". وفي ختام الوصية قال كيلو السوريين باعتماد أسس للدولة "يسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينهم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم". واعتبر الراحل أن "استقرار هذه الأسس يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة".
ومسيرة كيلو حافلة بالنضالات والمطبات والمواقف، اعتقله نظام الأسد أول مرة في الثمانينيات بسبب معارضته محاكمةَ أعضاءٍ من الإخوان المسلمين في سورية، ثم انتقل إلى فرنسا بعد إطلاقه سراحه، ليعود إلى سورية في العام 1991. ولاحقا ورث بشار الحكم، وبرز كيلو كشخصية مُعارِضة أثناء ربيع دمشق في العام 2000، وهو حقبة شهدت جدالاً سياسياً واجتماعياً عقب وفاة الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد. ونشط كيلو بكتابة المقالات التي كانت تنشر في صحف لبنانية عدة، والتي شرّح فيها الفساد السياسي والاقتصادي الذي كان ينخر سورية بعد أكثر من 30 عاماً من حكم استبدادي أمني قمعي. لم يدم "ربيع دمشق" طويلاً، إذ ألغت الأجهزة الأمنية كل المنتديات السياسية واعتقلت الكثير من المعارضين، في رسالة واضحة أن شيئاً لم يتغيّر في "سورية الأسد" لا شكلاً ولا مضموناً، وكان كيلو القوة الدافعة وراء لجنة إعادة إحياء المجتمع المدني، وواحداً من الموقّعين على إعلان دمشق من أجل التغيير الديمقراطي الوطني في العام 2005.. وتسبب التوقيع بسجنه مرة ثانية لثلاث سنوات، منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام في 2011 مثل ميشال كيلو التيار الليبرالي في الائتلاف الوطني السوري لقوى معارضة، انضمّ إلى المجلس التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في حزيران/يونيو 2011 بعد اندلاع الثورة. أنكر كيلو أنه عضو في الهيئة لكنه بقي مقرّباً منها سياسياً. وفي شباط/فبراير 2012، شكّل ومجموعة من المعارضين البارزين المنبر الديمقراطي السوري.
تعرض كيلو إلى انتقادات حادة بسبب تصريحاته المثيرة لوكالة أناضول التركية، حول جبهة النصرة والتي قال فيها: (إن "جبهة النصرة" لا تشكل تهديداً على الساحة السياسية في سورية) حيث وصفته وكالة سانا التابعة لنظام الأسد بأنه (يدفع الجزية السياسية)، فيما بدا إطلاق ميشيل كيلو لهيئة “سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية"، وتعرض لهجمات من الكثيرين بسبب مواقفه التي وصفت بالملتبسة، وتجدد الهجوم مع دعوته إلى احترام مبادرة الشيخ معاذ الخطيب ومناقشتها بروية قبل قبولها أو رفضها... أما المنبر الديمقراطي الذي أسسه، فقد استقال بعض أعضائه احتجاجاً على إطلاق ميشيل لهيئة "سوريون مسيحيون من أجل العدالة والحرية" والتي رأى بعضهم أنها (انحراف طائفي) يستجيب للواقع الذي طفا على السطح في خضم الحديث عن موقف الأقليات من الثورة.
عام 2005، وقّع معارضون وتيارات سياسية وقوى تغيير معارضة على وثيقة سياسية تحدد سبلاً لنقل سورية من الاستبداد إلى الديمقراطية، عُرفت لاحقاً بـ"إعلان دمشق"، ثم وقّع ميشيل كيلو مع معارضين "إعلان بيروت - دمشق" في 2006. اعتقل النظام في ذاك العام كيلو وآخرين، وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة وإضعاف الشعور القومي والتحريض على التفرقة الطائفية". وفي مرافعة شهيرة له أمام ما كانت تسمّى بـ"محكمة أمن الدولة"، كتب المحامي ادوار حشوة يوم اعتقل الاستاذ الصديق ميشيل كيلو كتبت بتاريخ ١٦-٥-٢٠٠٦ بعنوان "من رياض الترك الى ميشيل كيلو" منددا باعتقاله ما يلي:
(ميشيل كيلو واحد من الجيل الاستقلالي في الحزب الشيوعي مع رياض الترك ثم تحول الى مستقل عن الاحزاب مفكرا حرا يرفض العنف ويؤمن بالعمل العام بالوسائل السياسية منددا بالاغتيالات معتدلا ومحاورا ويعتبر الوطن ملكية مشتركة للجميع ولا يجوز الغاء هذه الملكية عن اي من مكونات النسيج السوري.)
(كان ميشيل متنورا وطنيا وتقدميا بامتياز ولم يساوم يوما الخارج على وطنه ويرى ان الخلافات الداخلية تحتاج للحوار والمتابعه ولا تحل بالاستنجاد بالخارج ولا بالعنف).
(اعتقال ميشيل كيلو ومهما كانت الاسباب تضعف معسكر المعتدلين والمؤمنين بالحوار لا بالعنف)
( نحن في حركة الاشتراكين العرب ندعو الى اطلاق سراحه باعتباره المحاور الأفضل في الزمن الصعب).وفي أيار (مايو) 2007، أصدرت محكمة الجنايات الثانية في دمشق حكماً عليه بالسجن ثلاثة أعوام بعد إدانته بـ «نشر أخبار كاذبة وإضعاف الشعور القومي والتحريض على التفرقة الطائفية». ثم أحيل على المحكمة العسكرية بتهمة جديدة هي «تسويق إعلان دمشق ــ بيروت داخل السجن وحض السجناء على التوقيع عليه».
وخلال السنوات الثلاث التي قضاها في سجن عدرا، رد قضاة الأسد أكثر من عفو للإفراج عنه، وكان مثيراً للسخرية والاستهزاء أن تنشر صحافة النظام اخبار عفو (السيد الرئيس) مشفوعة برفض القضاة لأسباب قانونية.. فلم يفرج عنه إلا في (19/5/ 2009) بعد خمسة أيام من انتهاء محكوميته.. لكن الأسباب الحقيقية لهذا الصغار كان يمكن البحث عنها في مقالة ميشيل كيلو الشهيرة "نعوات سورية". اتخذ ميشيل كيلو من أوراق النعي في مدينته اللاذقية، عنواناً فاضحاً لطائفية الجيش واستبداد العائلة، وتوحش (سلطة الريف) في تشويه وانهاك المدن فكتب يقول:

(ما أن تقرأ أوراق النعي، حتي تكتشف أنك لست فقط حيال رجال فارقوا الحياة الدنيا، بل كذلك أمام وضع اجتماعي/ سياسي/ ثقافي وطني، بالأحرى لا وطني، تفضح الأوراق حقائقه المؤسفة والخطيرة، التي تكونت خلال السنوات التي قالت السلطة فيها إنها تبني عالما من المساواة والإخاء والحرية والمواطنة، وتمحو الفوارق بين الريف والمدينة. عندئذ، ستهز رأسك بأسي، وستخشى ما تشي الأوراق به من مصير بائس ينتظر وطنك، وستترحم علي نفسك، خاصة حين تبحث عبثا في أوراق النعي عن شيء يشي بوجود زواج أو قرابة بين المدينة وريفها، وبين محمد علي وعلي محمد، فلا تعثر علي أثر لأي منهما، رغم أن صورا وملصقات ويافطات كثيرة تنتشر علي جدران المدينة وفي شوارعها تخبرك أنك تعيش في سورية الحديثة)
في ربيع 2011، تحقق ما عمِل ميشيل كيلو وسوريون آخرون عليه طيلة 30 عاماً، حيث اندفعت جموع السوريين إلى الشوارع، معلنة انتهاء "زمن الخوف" فأعلن كيلو تأييده المطلق للثورة، وهو ما عرّضه إلى مضايقات من قبل الأجهزة الأمنية هددت حياته، لأن هذه الأجهزة تدرك أهمية الرجل واتفاق السوريين عليه.
عام 2013 انضم كيلو إلى "الائتلاف الوطني السوري"، انسحب كيلو لاحقاً من المشهد السياسي المؤسسي، مستقراً في باريس، حيث تفرغ للكتابة حتى رحيله، لتشريح ما جرى خلال عقد كامل من عمر الثورة، ولحضّ السوريين على الاستمرار فيها لأن "النظام، مع حليفيه الإيراني والروسي، لم ينتصر"، وفق ما جاء في الرسالة الأخيرة لكيلو الذي قضى أغلب عمره محارباً الاستبداد، مدافعاً عن الحرية. قبيل وفاته بأيام، طالب كيلو السوريين بالإبقاء على التصميم والتوق لـ"استعادة بي"، التي ظل يكتب فيها عمودسوريتنا بالخلاص من هذا النظام الذي صادر أكثر من نصف قرن من تاريخ بلدنا"، مضيفا: "شعبنا يستحق السلام والحرّية والعدالة... سورية الأفضل والأجمل بانتظاركم"
ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى العربية منها كتاب "الإمبريالية وإعادة الإنتاج" و"كتاب الدار الكبيرة"، و"لغة السياسة" و"كذلك الوعي الاجتماعي".. صدر له مؤخراً عن دار موزاييك للنشر والدراسات كتاب "من الأمة إلى الطائفة" وهو عبارة عن دراسة نقدية لحكم البعث والعسكر في سوريا؛ درس فيها الكاتب نقدياً، على ثلاث مراحل، امتدت أولاها من عام تأسيس حزب البعث العربي العام 1947 إلى العام 1966، سنة الانقلاب.والثانية من انقلاب 23 شباط 1966 إلى 16 تشرين الثاني 1970؛ عام انفراد الفريق حافظ الأسد (1930-2000) بالسلطة. والثالثة من العام 1970 إلى قيام الثورة السورية في 15 آذار 2011.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top