2025- 07 - 19   |   بحث في الموقع  
logo مهرجان إهدنيات الدولي يُجسد روح لبنان الصامدة.. حسناء سعادة logo برّاك في بيروت الثلاثاء.. ضمانات متبادلة وقلق لبناني من تداعيات السويداء logo بشأن السجناء الفارين من سجن درك النبطية.. هذه آخر التطورات logo لن تستلم إسرائيل السلاح منّا.. قاسم: لا تراهنوا logo جابر: اجتماع مالي الثلاثاء.. وقانون هيكلة المصارف نهاية تموز logo سلام: لا نريد حرباً أهلية.. والحكومة تدرس الرد على ورقة برّاك logo داخل معمل باطون.. توقيف أحد السجناء الفارّين من سجن النبطية logo قاسم: لن نستسلم وجاهزون للمواجهة
فايز علام... خكاية ناشر يشعر بالاختناق
2021-04-09 20:55:57


شاهدت مسلسل "العراب" إخراج حاتم علي بعد وفاته، ولفتني أداء ممثلة أراها للمرة الأولى هي ريم نصر الدين. ولشدة ما لفتتني، بحثت عليها قليلاً، فوجدت معها مقابلة وشاهدتها.
قالت في المقابلة ثلاث عبارات، لا تنفكّ تلحّ عليّ، وأتذكرها باستمرار:
الأولى قالت فيها إنه لا مشكلة لديها في وجود نجمات البوتوكس والفيلر، وعديمات الموهبة، لكن مشكلتها تحديداً أن يسيطرن على المحيط كاملاً، ولا يعدن الحالة الشاذة...
الثانية قالت فيها إن مشكلتها أن مساحة الحلم ضاقت جداً. واستخدمت مفردة ما زالت ترنّ في أذني: "(انعصر) الحلم (عصر) فصار الواحد عم يختنق".
وفي الثالثة قالت إن لديها قهر، وألم على هذه المهنة التي تشعر بها أنها تغرق، وأنها خائفة على نفسها كممثلة. كشخص يعمل في الفن.. لماذا تلحّ عليّ هذه الجمل؟
لأنها بكل بساطة تعبّر تماماً عني، مع اختلاف المجال. هي تحكي عن الفن والتمثيل وأنا عن النشر والأدب.
حسناً، لا مشكلة عندي في وجود الكتّاب عديمي الموهبة، أو المقلّدين، أو الذين بنصف موهبة، أو... لكن مشكلتي في أن يصبحوا هم (الكتّاب) بأل التعريف. ويتصدروا هم المشهد الأدبي.
وأنا أيضاً أخاف على نفسي كقارئ، حين أجد أن معظم دور النشر.
1- إما أصبحت تتجه نحو نشر الكتّاب النجوم (الذين ليس عندي مشكلة معهم، ولكني لا أحب قراءتهم لأنني شخصياً لا أحب كتابتهم، ولا أشعر أنهم يقدمون لي جديداً... وهذا ليس حكم قيمة، هذا رأيي الشخصي، كي لا ينطّ نطاط ويحدثني عن الوصاية الأدبية).
2- وإما أصبحت تنشر لكتّاب ممن أحب أن أقرأ لهم ولكن من دون عناية بالترجمة، ولا بتفاصيل أخرى...
وأن يصبح هذا وذاك من الدور، من يتصدر المشهد، من دون أن يلتفت أحد أنهم يشوّهون المشهد.
.
ملاحظة أخيرة:
باعتباري أعمل في مهنة النشر، فصارت كل كلمة أريد أن أقولها بصفتي قارئاً، محسوبة وتفسّر على غير معناها، ويذهب بعضهم لتفسيرات لئيمة لا علاقة لها بحقيقة هدفي من أي كلمة أقولها. لذلك أقول أن ما سبق يجب أن يقرأ بصفتي قارئاً، وأما بصفتي عاملاً في مجال النشر، فأحب أن أقول أنني أنا أيضاً لا أعرف إن كنت أعمل بشكل جيد أم لا. هل ما أفعله أصح وأفضل مما يفعله الناشران (1 و2) المذكوران أعلاه؟
لا يصح أن أقرر أنا طبعاً، وشخصياً أرغب بأن يأتي أحد ما ويرى شغل الدار التي أعمل فيها، ويقول لي ما هي مساوئها، أين أخفقنا، وأين فعلنا صواباً. ابتداء من أكبر الأشياء التي لها علاقة باختياراتنا للعناوين وللمترجمين... أكانت كلها جيدة؟ هل وهل وهل...؟ وانتهاء بأصغر التفاصيل، تلك المتعلقة بالخط الذي نستخدمه مثلاً في متن الكتاب، أهو مناسب ومريح؟ أحجمه جيد؟ بحاجة إلى تكبير أو تصغير.... المسافات بين السطور والفقرات...؟
ولكني طبعاً أريد شخصاً موضوعياً، شخصاً عارفاً، شخصاً لديه ما يؤهله للحكم، لا شخصاً يرفع (على سبيل المثال) مترجماً سيئاً إلى سابع سماء (وهذا المترجم لديه من الأخطاء في نقل المعنى، وفي إنقاص جمل وفقرات كاملة من الكتاب، ما يشيب له الرأس)، ولكنه يرفعه لأنه "لا يعرف" بكل بساطة. وبالمقابل ينزل مترجم جيد إلى سابع درك، بذريعة أن (الكتاب غامض). مع أن المترجم بذل جهداً جباراً في الحفاظ على الغموض الذي تقصّده الكاتب، لكن الشخص أنزله إلى سابع درك مجدداً لأنه "لا يعرف" بكل بساطة.
طبعاً، هناك ألف تفصيل في الشغل أحب أن أسمع فيها كلاماً عارفاً، لا مجرد ذمّ أو مديح لا يقدمان ولا يؤخران...
ولكن حتى هذا، أي: أن يأتي شخص ويقول لي كلاماً موزوناً وعارفاً عن شغلي وأخطائي لأتعلّم وأتطور... حلم مستحيل... وهذا ما يقودني إلى المفردة التي ذكرت أنها ما زالت ترنّ في أذني: "(انعصر) الحلم (عصر) فصار الواحد عم يختنق".
إي والله عم يختنق.
(*) مدونة نشرها الكاتب والناشر السوري فايز علام في صفحته الفايسبوكية


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top