وجّه المعارض السوري البارز ميشيل كيلو الذي يخضع للعلاج من كورونا في أحد مستشفيات باريس، رسالة الى مواطنيه السوريين قدمها بصفة وصيّة، بعنوان "كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات".
وقال كيلو متوجهاً إلى السوريين: " لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها".
وأضاف "لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم". وتابع: "لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم الى زمن طويل جداً".
وقال كيلو: "في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها باي ثمن وأية تضحيات. لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر الى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون انكم تقارعونه".
وأردف: "ستدفون ثمنا إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماماً". وقال: "لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز، استمعوا إليهم وخذوا بما يقترحونه ولا تستخفوا بفكر مجرب، وأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع".
وشدد كيلو على أنه "لن يحرركم أي هدف آخر غير الحرية فتمسكوا به في كل كبيرة وصغيرة، ولا تتخلوا عنه أبداً لأنه قاتل الاستبداد الوحيد". وقال: "أنتم الشعب وحده من صنع الثورة فلا تتركوا أحداً يسرقها منكم".
وختم وصيته قائلاً: "اعتمدوا أسساً للدولة تسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينكم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم، لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة. ولا تكون إطلاقا محل خلاف بينكم، فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب".