اخ يا بلدنا.. بات الوجع غير محمول ويحتاج لمبضع جراح ماهر يستأصل الفساد والهدر والسرقات والمافيات المتنوعة، يقص رأس الكاذبين والمنافقين والمتاجرين بلقمة الشعب ودوائه ورغيفه، ويصف الدواء الناجع لشفاء هذا الوطن الذي يئن منذ سنوات وسنوات ويستفحل المرض في جسده المنهك من الشمال الى الجنوب وبيروت والبقاع والجبل.
يقال ان الشكوى لغير الله مذلة، ولكن اليس هو الاذلال بعينه ان يقف المواطنون طوابير لملء خزانات وقود سياراتهم؟.
اليس الاذلال بحد ذاته ان يموت المرضى على ابواب المستشفيات وان يلف اهل المصاب بكورونا لبنان من اقصاه الى اقصاه ليحظوا بسرير في مستشفى يوافق ان يستقبل مريضهم الذي يعاني من عوارض متقدمة؟.
اليس الاذلال بكل تجلياته ان تحتجز المصارف اموال المودعين وتعطيهم بالتقنين الممل بعضاً من جنى وتعب عمرهم ليتمكنوا من تسيير امور حياتهم الضرورية بالتي هي احسن؟.
اخ يا بلدنا…نعم اخ والف اخ ان يتحول سويسرا الشرق الى بلد ينتظر المساعدات والمعونات والاعاشات، وان تُفتقد المعدات والمستلزمات الطبية في مستشفى الشرق، وان ينهار القطاع المصرفي بعد ان كان رائدا، وان تُقفل جامعات وتُعلن مدارس ومؤسسات افلاسها.
اخ يا بلدنا الذي باتت فيه منازلنا مخازننا نخبىء فيها بعض مما نجنيه من مال تحت الوسادة، ونشتري الدواء لاشهر مقبلة خوفا من فقدانه ونخزن البنزين في الغرف المعتمة تحسباً من انقطاعه.
اخ يا بلدنا الذي اعادوه مئة سنة الى الوراء ولم يكتفوا بل ما زالوا ممعنين في نحره وتناتش ما تبقى من خيراته غير آبهين بوجع الناس وضيق حال المواطن الذي كفر بالوعود الرنانة التي سمعها على مدى عهود وبقيت حبراً على ورق…
عن جد اللي استحوا ماتوا، اتقوا الله في وطنكم قبل ان تبكوا كالنساء (عذراً من النساء) على مُلك لم تتمكنوا من المحافظة عليه كالرجال.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
