2024- 05 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بِالفيديو: استهداف هدفين حيويين في بئر السبع وتل أبيب بِـ"الأرقب" logo أوستن: حماس لا تخطط لأي هجوم على قوات أميركية في غزة logo قتيل و4 جرحى خلال الـ 24 ساعة الماضية! logo دمشق:إسرائيل تستأنف غاراتها..بعد شهر على قصف القنصلية الإيرانية logo فضيحة “التيكتوكرز” تدق ناقوس الخطر.. المسؤولية تقع على جهات ثلاث!.. حسناء سعادة logo مفاوضات غزة.. بين التعنت والمرونة!.. ديانا غسطين logo "اختطفوا جثته ونقلوها إلى غزة"... الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل رهينة احتجزتها حماس logo إصابة 8 جنود سوريين في غارة إسرائيلية على أهداف بِمحيط دمشق
السعودية: قبل "أرامكو" ليس كما بعدها
2019-10-04 07:12:59

"" - عبدالله قمحلا تبدو السعودية راضية عن حلفائها في لبنان. هؤلاء ما عادوا يقدِّمون شيئًا، لا في الداخل ولا في الخارج، لا بل أنّ أكثر ما يزعجها، على حدّ وصفِ سياسيٍّ مقرَّب من دبلوماسيّتها، هو انشغالهم في خوضِ معاركٍ إعلاميّة، فيما بعضهم الآخر غارقٌ في استلقائه إلى جانب "العهد".أصلاً، السعودية غائبة عن السمع في المجال اللبناني منذ مدّة. المملكة أبلغت من يعنيهم الأمر في وقتٍ سابقٍ، وفق ما ينقل سياسيٌّ وازنٌ، أنّها في حلٍ من الشؤون اللبنانية "ولا يأتي أحد ليحدثنا في شيء حول لبنان"، حتى أنها أوعزت إلى سفيرها لدى لبنان، الإبقاء على حركته ضمن نطاق المحافظة على الوجود السعودي، لا أكثر ولا أقلّ.ويبدو، أنّ السياسي، سمِعَ أجواءً من هذا القبيل، وأكثر عمقًا، إذ يذكِّر أمامَ زوّاره، أنّ الولايات المتحدة كانت قد طلبت قبل فترةٍ وجيزةٍ من الدبلوماسية السعودية التحرّك في مجالٍ حيويٍّ يخصّ لبنان، لكن الردّ السعودي جاء مخيِّبًا، إذ أنّ الرياض حصرَت الاستجابة للطلبات الأميركية بقبولِ المساعدةِ فقط بالإبقاء على الاستقرار المالي ومدّه بالأوكسيجين الكافي.أكثر من ذلك، حيث أنّ المقرَّبين من الدبلوماسية السعودية، يشكون أمورهم المالية فيما بينهم، حيث لا "دولارات" سعودية تأتي تحت حججِ الدعم منذ فترة، لكن استُثنِيَ الأمر عن المؤسَّسات التي تكفَّلت السعودية بدعمها سابقًا، إذ تمدّها بـ"أوكسيجين مالي" لكي تبقى على الحافة.ويمكن عطف ندرة الدولارات السعودية على ندرة البيانات الداخلية الداعمة لها. ففي قضية "أرامكو" مثلاً، تصرَّفت بعض القوى المحلية المحسوبة على السعودية بـ"لامبالاة" كبيرة، حيث أنها إما احتُجِبَت عن إصدار المواقف المندِّدة، وإما تأخرت لأيامٍ معدودةٍ، ثم أخرجت من بين ذيولها بيانات بالحد الأدنى.ولعلّ قضية قصف منشآت "أرامكو"، حفرت عميقًا في الوجدان السياسي السعودي. حيث أنّ درجة القرب والبعد من المملكة باتت تُقاس على أساس الموقفِ المُتَّخذ من الضربات.المشكلة التي تراود اذهان السعوديين، أنّ نظرائهم اللبنانيين، الحلفاء طبعًا، تعاملوا مع القضية بمستوى "دوني"، فلم يسجل أنّها احتلت لديهم موقعًا مميزًا على خارطة اولوياتهم، بل انهم انشغلوا في "الذبذبات الداخلية".وعلى ذمّة الاحصاء السعودي، فإنّ اللبنانيين بالاجمال، تعاملوا مع الحدث بـ "لامبالاة"، أما على صعيد الحلفاء، فكان التباين واضحًا، ولم ينتج عنه أكثر من بياناتِ استنكارٍ.وهناك جانبٌ وجدَ الحلّ في البيانات، لكنه إنتقى من عبارات الانتقاد ما يحلو له، مما أفرَغها من قساوتها وجعلها أقرب إلى بياناتٍ سياسيّةٍ - دبلوماسيّةٍ من بيانات اعتراضٍ. وهناك جانبٌ تردَّد في بادئ الأمر، بين أن يصدر البيان أو يُعلِن النفير الى المؤتمر الصحفي، وبين هذه وتلك أخذ الموضوع وقتًا قبل أن يستقرّ الرأي على بيانٍ أتى بعد أيّامٍ على "الفاجعةِ".لكن أكثر ما "ذبذب" عقول السعوديين هم اولئك الذين تجاهلوا الموضوع من اصله، وبعضهم من الحلفاء أو الشركاء، الذين فضَّلوا دسّ الرؤوس في الرمال على قولِ ولو كلمةٍ، وكأنّ شيئًا لم يكن! أحد السياسيين المُقرَّبين من الدبلوماسية السعودية، يُشبِّه بعض افراد هذه الجماعة بـ"النمور والارانب". فحين يعتلون المنابر الاعلامية يخرجون مخالبهم ويتحوَّلون الى نمورٍ سيبيرية جاهزة للافتراس، وحين تُطفأ الكاميرات وتعود الامور الى واقعها، يتصرَّفون كالأرانب التي تفضِّل المكوث في أوكارها على الظهور الى العلن.لم يعد سرًّا، أنّ السعودية عبَّرت عن امتعاضها، أمام المقربين منها، من طريقة تناول الجانب الرسمي اللبناني للقضية، تحديدًا رئاسة الجمهورية والحكومة. وإذا كانت شبه متفهِّمة لموقفِ العماد ميشال عون بصفة أنّه ليس من الحلفاء المُفتَرَضين لها، فهي تستغرب تأخّر رئيس الحكومة في إصدارِ موقفٍ من الحادثة.وعلى ذمّة الراوي، فإنّ الحريري وصلته ذيول الامتعاض السعودي، فتحرَّك لاجئًا إلى تفسيرِ الأسبابِ التي دفعته إلى التأخير. وعلى ما يذكر المصدر، أنّ رئيس الحكومة فضَّل انتظار الموقف الرسمي اللبناني الذي توقَّع صدوره عن رئاسة الجمهورية، كي لا يتفرَّد بموقفٍ متجاوزًا موقع الرئاسة وحتى يكون للموقف وقعٌ أكبر، ثم يليه ببيان، لكن "موقف الرئاسة" تأخر ولم يصدر، فاندفع صوب إصدار موقفٍ، بعدما وضع الرئاسة في أجوائه.هذا الرأي، لم تستسيغه الدبلوماسية السعودية، التي رأت أنّ حدثًا من هذا النوع كان يحتاج الى موقفٍ من هذا النوع، أيّ أنها كانت ترمي نحو دفع لبنان إلى الواجهة من خلال اتخاذه موقفًا "صريحًا وصارمًا"، وهو أمرٌ لم يتفق معها عليه الرئيس الحريري، إذ يذكر أكثر من مصدرٍ، أنه شرَح بدقة الأسباب التي تدفع إلى عدم القدرة على إتخاذ موقفٍ مشابهٍ لكونه يحتاج إلى قرارٍ صادر عن مجلس الوزراء. ونظرًا إلى "بازل" الحكومة المنقسم بين شريحتين، فإنّ إمكانية التوافق على موقفٍ واحدٍ امرٌ صعبٌ للغاية، وقد يجعل من القضية في حال طرحت "أزمة حكومية" توقع الخلاف بين وجهتي نظر.ثم زاد على موقفه، بعبارة التذكير، بأنّ هناك تفاهمًا مبرمًا داخل الحكومة يقضي بإبعاد المواقف الاقليمية المختلف عليها عن النقاش بذريعة "عدم إخراج موقف فريق أمام فريق"، وهذا ينطبق على كل الصراع الإقليمي، من سوريا إلى إيران. وبالتالي، أعاد التذكير بموقف الادانة الذي اعلنه، من دون ان يمتلك تبريرات واضحة حول غياب موقفي رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، بعدما كرّرت الدبلوماسية السعودية السؤال حول غيابهما.هناك ظنٌ داخليٌّ بدأت صورته تتبلور، حول أنّ السعودية باتت تعتبر "لبنان الرسمي"، أي الذي يمثله رئيس الجمهورية بأبوَّته المعلنة عن الجميع، في الخندق الرمادي تجاهها، لذا فإنّ تعاملها معه يأتي من المنطق نفسه، علمًا، أنها تريد من دول المنطقة في هذه الأوقات إعلان موقفٍ واضحٍ كي يتسنَّى لها فرز المواقف بين خانتين بيضاء وسوداء.لكن تصنيف لبنان ضمن هذه الخانة، يجد البعض أنّه قد لا يتطوَّر الى قطيعةٍ، بحُكمِ، أنّ السعودية قد سبق وعمَّمت قرارها بالانكفاء عن التأثير في المجريات اللبنانية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top