عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس من دون ان يحمل معه مفتاح «سيدر»، الذي رهَن الفرنسيون تسليمه للبنانيين بمُسارعتهم في تطبيق سلة الالتزامات التي قطعوها، ولم يَفوا بها، والتي ستخضع للتقويم مجدداً في تشرين الثاني المقبل.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية في باريس لـ«الجمهورية» انّ الموقف الفرنسي حيال طلب لبنان البدء في تنفيذ بعض مشاريع «سيدر» يختصر في جملة واحدة: «لا مال قبل الاصلاحات». وهذا ما أبلغه المسؤولون الفرنسيون للرئيس الحريري خلال زيارته باريس قبل أيام.
أضافت المصادر: «إنّ فرنسا تقف الى جانب لبنان اليوم أكثر من اي وقت مضى. ونحن معه لأنّ الوضع خطر، لكننا لا نستطيع أن نساعدكم اذا لم تساعدوا أنفسكم. والتقارير التي نقلها إلينا بيار دوكان لا تشجّع على البدء في تقديم المساعدات الى لبنان والاستثمار فيه».
وأوضحت المصادر «أنّ المطلوب وَقف الالتفاف على «سيدر» والالتفاف على الاصلاحات، ومحاربة الهدر والفساد إضافة الى أمور كثيرة تعرفها الحكومة اللبنانية. صحيح انّ فرنسا هي عرّابة «سيدر»، ولكن هذه الاموال تعود الى دول وجهات أخرى، ليست مستعدة لدفع أي مبلغ قبل الاصلاحات. واعتبرت «انّ الموازنة خطوة إيجابية، لكن لا يجب أن تكون هيكلاً فارغاً. هناك إصلاحات مطلوبة لا يمكنكم الهروب منها».