تأهلت السنغال إلى الدور النهائي من كأس أمم أفريقيا 2019 بعدما تجاوزت تونس في الدور النصف النهائي بهدف نظيف في المباراة التي احتضنها ملعب 30 يوليو في العاصمة المصرية القاهرة.
المدير الفني لمنتخب السنغال أليو سيسي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع مبايي نيانغ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لتونس آلان غيريس بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي وهبي خزري، طه الخنيسي ويوسف المساكني في خط الهجوم.
الشوط الأول:
السنغال بدأت المباراة ساعية إلى السيطرة على خط وسط الملعب، وفرض أسلوبها الهجومي في خط وسط الملعب مع تراجع تونسي واضح للخلف واستيعاب لتحركات السنغال الهجومية.
لكن التونسيين تحسنوا بشكل واضح بعد مرور أول عشر دقائق، حيث تقدموا أكثر لخط وسط الملعب ونقل الكرات بسلاسة من أجل اكتساب ثقة أكثر والاعتماد على الكرات الثابتة لتصبح الأمور متوازنة نوعا ما، مع سرعة أكبر في النسق الهجومي.
وسعى السنغال لتشغيل طرفي الملعب أكثر عبر مادو ساني من الجهة اليسرى، واعتماد الضغط العالي على لاعبي المنتخب التونسي الذين عانوا نوعا ما من تجاوز الضغط والصعود المنظم بالكرة.
السنغال لم تكن فعالة بما فيه الكفاية مع غياب القدرة على تسلم الكرات داخل منطقة جزاء تونس والتي عادت من جديد إلى الخروج من مناطقها مع تهدئة إيقاع اللعب، وتقدم محدود نحو الهجوم مع رغبة واضحة في حصر اللعب بوسط الملعب ما جعل الدقائق الأخيرة من الشوط الأول تمر دون أي شيئ يذكر وينتهي بتعادل سلبي 0-0 بين المنتخبين.
الشوط الثاني:
بين الشوطين، أدخل مدرب تونس نعيم السليطي مكان يوسف المساكني مع لعب السليطي بوسط الملعب وتقدم أيمن بن محمد أكثر للجهة اليسرى.
لكن السنغال هي من بدأت الشوط الثاني بنفس هجومي حيث سعت إلى تسريع نقلها للكرات من أجل مفاجأة الدفاع التونسي المنظم والمتمركز في الثلث الأخير من ملعبه بشكل جيد لتكون الكرات العرضية للسنغال غير مؤثرة على المرمى التونسي.
ومع اعتماد تونس على الهجمات المرتدة والأسلوب الخاطف في لعب الكرات الأمامية مع التكتل في الخلف، دخل مبايي ديانغ مكان المهاجم مبايي نيانغ ثم ثم اسماعيلا سار مكان كريبين دياتا وذلك من أجل تنشيط اللعب الهجومي لكن الأمور استمرت على ما هي عليه مع استمرار النشاط التونسي الهجومي لتخفيف الضغط عن مناطقهم.
وبالفعل حصلت تونس على ركلة جزاء عند الدقيقة 75 أضاعها فرجاني ساسي ثم بعدها بخمس دقائق أضاعت السنغال ركلة جزاء هي الأخرى لتبقى النتيجة 0-0 ومن دون أي تغير.
المدرب سيسي رمى بورقته الأخيرة مع خروج بادو نداي ودخول ساليف ساني مكانه لكن تونس عرفت كيف تسير المباراة في دقائقها العشر الأخيرة مع استمرار التنظيم الدفاعي العالي والقدرة على الحد من تحركات السنغال الهجومية إنما بالمقابل من دون نشاط هجومي ملحوظ والإكتفاء ببعض الإنطلاقات الفردية من جناحي الفريق رغم دخول غيلان الشعلاني مكان أيمن بن محمد لكن الإضافة الفنية لم تكن كثيرة لينتهي الشوط الثاني أيضا 0-0 ويلجأ الفريقان للأشواط الإضافية.
الأشواط الإضافية:
السنغال كانت دائما هي المبادرة من الناحية الهجومية لكن تونس كانت خطرة للغاية في الهجمات العكسية والتي كشفت ضعف الدفاع السنغالي وبطء ارتداده لكن الأمور سارت بعكس ما هو متوقع حيث سجل مدافع المنتخب التونسي ديلي براون هدفا عكسيا في مرماه عند الدقيقة 100 لتتقدم السنغال 1-0.
بعدها حاولت تونس التحرك هجوميا مع دخول أنيس البدري مكان فرجاني ساسي والتحول للرسم التكتيكي 4-2-4 لكن تونس افتقدت للإيقاع الهجومي العالي والقدرة على الضغط وصناعة الفرص رغم التحسن نوعا ما في وسط الملعب مع رجوع السنغال للخلف والتي نجحت في إغلاق كافة المنافذ لتحصل تونس على ركلة جزاء ألغيت فيما بعد بتقنية الفيديو لتمر الدقائق دون أي تغيير وتتأهل السنغال إلى الدور النهائي.
ملاحظات عامة:
حاول مدرب تونس آلان غيريس تعديل أوتار فريقه وخوض اللقاء من خلال أكثر من طريقة عبر الضغط العالي أحيانا ثم العودة للخلف وتنظيم الصفوف تارة أخرى وهو كان ناجحا في ذلك خلال المباراة كلها حتى أن الهدف كان عن طريق الخطأ لكن المشكلة الأساسية كانت في غياب القدرة على رفع النسق الهجومي خاصة بعد التأخر عند الدقيقة 100 حيث لم تشهد آخر 20 دقيقة أي تهديد جدي للمرمى السنغالي وهذا كان السبب الأساس في توديع المسابقة.
على الرغم من دخولها المباراة وهي مرشحة للتأهل لكن السنغال لم تقدم الكثير من الناحية الهجومية كما أنها ظهرت بشكل عادي إذ نجح المنتخب التونسي في تعطيل المفاتيح الهجومية للفريق وتضييق المساحات كما يجب في الثلث الأخير من الملعب ولم ينجح اللاعب سادو ماني في حمل الفريق وصناعة الفرص الهجومية مع وضوح غياب التنسيق والتفاهم بينه وبين زملاءه في الخط الهجومي مع هجمات خجولة ويكفي أن نقول بأن السنغال سددت 7 مرات لم تصب في إحداها المرمى والهدف الذي أهل السنغال كان من خطأ دفاعي تونسي كان يمكن تفاديه.
حصلت تونس على فرصة ذهبية قبل ثلث ساعة من النهاية عندما انبرى فرجاني ساسي لركلة جزاء لكنه أهدرها بعدما سدد كرة ضعيفة في أحضان الحارس ولو نجح ساسي في تسجيلها لكان بكل تأكيد ذهبت المباراة إلى منحى آخر غير أن ذلك لم يحصل.