لمناسبة ذكرى تأسيسه الثلاث والثلاثون، نظّم المنتدى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ميناء طرابلس بالتعاون مع جامعة القدّيس يوسف ـ فرع الشمال، لقاءً تفاعليّاً مع المهندس أنطوني نحّول بعنوان “النجاح لا يتطلّب عذراً”، بحضور رؤساء بلديات، فرق كشفية، ممثلين عن مؤسسات وجمعيات محلية ودولية، وناشطين من المجتمع المدني والحقوقيّ.
إفتُتح اللقاء بكلمة للعضوّ في الهيئة الإدارية وأمين سرّ المنتدى عمر الشريف الذي استهل كلمته بمعايدة الحضور والجمعية في ذكرى تأسيسها، مشيرا الى أنّه لن يتحدّث عن مسيرة المنتدى بين المنظمات والجمعيات الاجتماعية او اهمية دوره في مناصرة الأشخاص ذوي الإعاقة وبحملات الضغط للإستحصال على حقوقهم.
وقال: “إننا أشخاص ذَوي إعاقة، ونحن لسنا نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان… وإعاقة الجسد أفضل ألف مرة من الذي ابتُلِيَ بإعاقة الروح، فالإعاقة في الفكر وليست في الجسد”.
كما نوّهت السيدة كريستين أبوستوليد، الأخصائية التربويّة والمدرّسة في جامعة القدّيس يوسف، على “أهميّة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والحاجة للعمل الدؤوب لتحقيقها”، منتقدة أننا “كتير مرّات منحكي عن حقوقن وبضّل حبرعلى ورق”.
وأوضحت أنّ المشكلة التي نواجهها في الدمج المدرسيّ، حيث أنّ المدرسة بحاجة للتكيّف مع الحالة وفهمها من خلال تجهيز وتصميم كل الوسائل والأساليب التعليمية المناسبة”.
وقالت: “ما بيكفي نقبل شخص ذوي إعاقة ونسكّت ضميرنا، فلقد حان الوقت أن نغيّر نظرة الأهل والمجتمع ونحثهم لقبول الآخر كما هو”.
وختمت: “هناك ثلاثة عناصر أساسية ليكون الطفل منتجاً: جهود المدرسة التي تشمل كل الهرم من المدير حتى الموظفين، جهود الأهل التي تشمل الإستماع وإكتشاف قدرات الولد وقبوله كما هو، وجهود الطفل”.
بعد ذلك تحدث المهندس أنطوني نحّول مستهلاً حديثه بالصدمة التي عانى منها أهله لدى الولادة، وبعد إستعابها كانوا أمام خيارين إمّا وضع هذا الصبيّ المختلف ضمن “أربع حيطان” وإما دمجه في المجتمع إذ أن هذا حقّه، فكان قرار أهله واضح “هذا الصبي من حقّه أن يكون في المجتمع مهما كلّف الأمر”.
وقال: “الحاجة أمّ الإختراع، إذ لكي يبني الإنسان ذاته يجب أن يتسلح بسلاحين الإرادة الصلبة والعلم، وهنا تكمن التحديات، ولقد أكملت طريقي بدعم من أهلي وأستطعت أن أشق طريقي التي كانت صعبة بسبب رفض المجتمع للمختلف”.
وتناول نحّول في حديثه ثلاث محطّات كان لها الوقع الحسن على مسيرته اذ استخلص منها ثلاث رسائل: “اساس الإعاقة هي عدم تقبل الآخر”، “لا تحكم على الآخر من خلال الشكل الخارجي، بل من خلال داخله الإنسانيّ”، “قيمة الإنسان وأهميته ليست في جسده وإنما بالتعب والجهد على صقل روحه وعقله “.
ختم كلامه: “كلنا بدون استثناء معاقين، إعاقة جسدية فكرية نفسية، الخجل، الطمع، التعصيب، الإدمان كلها إعاقة، الاعاقة مشكلة اسهل حلٍ لها هو الهرب، ولكن يجب أن نواجه، أن نقاتل، أن نتحدى، أن نضع أهدافاً ونلاحقها، ويجب أن يكون لدينا ايماناً بأنفسنا وبالله”.
وإنتهى اللقاء بحوارٍ مفتوح مع الحاضرين، وبكوكتيل بمناسبة ذكرى التأسيس.