للانتخابات البلدية في محافظة عكار حيثية خاصة بسبب التداخل العائلي والاصطفاف السياسي الحاصل، حيث تضطر الأحزاب السياسية الى التلطي خلف العائلات تجنبا لعدم التعرض لصفعات قاسية على أبواب الانتخابات النيابية. الا أن واقع الحال يبدو مختلفا كليا في بلدة فنيدق التي تتربع على رأس المعارك السياسية عقب تدخل النائب وليد البعريني شخصيا في المعركة الانتخابية، في مواجهة لائحة «فنيدق تستحق»، المدعومة من المنسق العام لتيار المستقبل ورئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الإله زكريا والمرشح السابق محمد عجاج إبراهيم والنائب السابق خالد زهرمان.
وفنيدق، هي مسقط رأس مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، الذي أعلن مراراً وقوفه على الحياد، إلّا أن الأجواء المحمومة في البلدة أعادت إلى الأذهان معركة الإفتاء التي خاضها البعريني ضد ابن بلدته. وتحظى لائحة «فنيدق تستحق» بإجماع عائلي واحتضان واسع، ولا سيما أنها تضم مجموعة من الأطباء والمهندسين، إضافةً إلى سيّدتين في سابقة على مستوى جرد القيطع. أمّا بلدة مشمش، فستخضع لامتحان تثبيت التوافق، الذي عملت عليه القوى والفاعليات السياسية والعائلية على مدار أشهر، ولا سيما مع استمرار رئيس البلدية السابق محمد بري في ترشحه، رغم عدم امتلاكه أي حظوظ للفوز، ما أفشل فرصة التزكية. ووسط توجيه اتهام لأحد النواب الحاليين بعرقلة التوافق، ستخوض البلدة التي تضم 12,500 ناخبا، معركة بين لائحتي «التوافق والإنقاذ» و«مشمش الحضارة والكرامة». ونزولاً إلى ساحل القيطع، تتجه بلدة ببنين، كبرى بلدات عكار (21 عضواً)، إلى معركة شرسة ستكون للعائلات، ومن خلفها الأحزاب، الكلمة الفصل فيها. إذ تتنافس لائحتان، تضم الأولى تحالف المختار زاهر الكسار ورئيس البلدية الحالي محمود جوهر وآل الرفاعي، فيما تضم الثانية تحالف الجماعة الإسلامية برئاسة غسان السبسبي والمحامي خالد المصري وآل السبسبي.
الانقسامات نفسها تنسحب على بلدة برقايل، التي يلعب فيها النائب السابق طلال المرعبي دوراً مهماً. وتتنافس في البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها عشرة آلاف لائحتان: الأولى مناصفة بين المحامي وسام خالد والدكتور زاهر عبيد، والثانية برئاسة المحامي عبد الرحمن الحسن والمحامي عماد صباح. كذلك تتحضّر بلدات قبعيت وبزال وجديدة القيطع وحرار وشان والحويش وعين الذهب لخوض معارك عائلية بامتياز. في منطقة الشفت، يعتبر التيار الوطني الحر الناخب الأول في البلدات المسيحية، وتستعد غالبية البلدات لخوض معارك عائلية، كما هو الحال في بلدات: كرم عصفور – بيت غطاس والزواريب ومشحا وحيزوق والشيخ محمد والنفيسة وعدبل. وتتكثف الاستعدادات في حلبا، مركز المحافظة، لمعركة عائلية شرسة بين القطبين الأساسيين في عائلة الحلبي، سعيد الحلبي وعبد الحميد الحلبي. علماً أن التعصب العائلي يتحكم بكل مفاصل المدينة التي يتكون مجلسها البلدي من 18 عضواً. وتنحصر المنافسة بين ثلاث لوائح، لائحة «بالتضامن حلبا أجمل» برئاسة رئيس البلدية السابق سعيد شريف الحلبي، ولائحة «وحدة حلبا» برئاسة ابن شقيقه عبد الحميد أحمد الحلبي، ولائحة «حلبا المدينة» غير المكتملة برئاسة سليمان خالد الحلبي.
وتخوض بلدة الجديدة المعركة الانتخابية بين لائحتين، الأولى برئاسة الرئيس الحالي أيمن عبدالله والثانية برئاسة وليد عوض، وسط انقسام في الأحزاب الأكثر حضوراً، وتحديداً التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية». وفي عدبل، ترتفع نسبة الحماوة الانتخابية التي تشهد طفرة ترشيحات في البلدة المعروفة بوحدة توجهها السياسي. إذ إن جميع المرشحين للرئاسة هم من محازبي الحزب السوري القومي الاجتماعي. وتنحصر المواجهة بين لائحتين، الأولى للرئيس الحالي جابر ديب والثانية للمختار السابق أديب النبوت. ويُتوقع أن تشهد غالبية بلدات الدريب الأوسط، وتحديداً الكواشرة وكوشا وعمار البيكات وخربة شار والمجدل والسنديانة (ذات الغالبية السنية) معارك عائلية داخل التيار الواحد. تنعم القبيات، كبرى البلديات المسيحية في عكار (12 ألف ناخب) للمرة الأولى بالتوافق الذي جنب القوى السياسية معركة قاسية، إذ تم التوافق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب اللبنانية، والنائب السابق هادي حبيش وحيثية آل عبدو، وسيخوضون المعركة تحت شعار “تحالف القبيات”. وذلك في مقابل لائحة غير مكتملة، معترضة على التوافق الحاصل وقررت خوض المعركة الانتخابية.
الواقع يبدو أكثر سخونة في بلدة عندقت، التي تستعد لمعركة شرسة بين لائحة «كرمال عندقت» التي يرأسها طاني حنا، وبين لائحة «عندقت هوية» التي يرأسها كامل الدرزي.
وفي منطقة الجومة، تتصدر بلدة رحبة (15 عضوا) قائمة البلدات التي تحتدم فيها المنافسة بين لائحتين، لائحة “رحبة وفية”، المدعومة من رئيس البلدية السابق ورئيس الاتحادالسابق فادي بربر، والذي يطمح الى إيصال جان فياض لرئاسة البلدية كما يطرح إسم المرشح عدنان ملحم لرئاسة الاتحاد، مقابل لائحة “رحبة بالقلب” والتي تجمع عدد من العائلات بالتحالف مع الحزب الشيوعي، والقوات اللبنانية، وحيثية النائب السابق عبدلله حنا، في حين أعلن الدكتور وسام منصور وقوفه على الحياد، وتشهد رحبة (7300 ناخب) خلط أوراق ومعركة محتدمة سيكون للمال العامل الحاسم فيها.
وتستعد بلدة بزبينا لمعركة قوية على رئاسة المجلس الذي يضم 15 عضواً (9 للأرثوذكس و6 للسنة)، وتنحصر المعركة بين لائحة “قرار بزبينا”، التي يرأسها الرئيس الحالي المحامي طارق خبازي، ولائحة “بزبينا تجمعنا”، والتي يرأسها المهندس مانويل هزيم وتضم القوى المعترضة على أداء رئيس البلدية خلال التسع سنوات الماضية.
وتنسحب الأجواء المشحونة على بلدتي بيت ملات وممنع حيث عجزت “القوات اللبنانية” عن إحلال التوافق، وبالتالي فالمنافسة بين القواتيين، بتحالفهم مع العائلات.
في بلدة بيت ملات، لم تثمر الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية (القوات اللبنانية التيار الوطني الحر والكتائب) عن لائحة توافقية، بل على العكس تم فتح الأبواب للخلافات التي إحتدمت بين حلفاء الأمس. لذلك تتجه البلدة التي تضم 3200 ناخب، يتوقع أن يقترع منهم حوالي 800، لمعركة حامية بين لائحتين يترأسهما محسوبين على القوات اللبنانية، لائحة أولى يرأسها مناصفة الرئيس الحالي شاهين شاهين وألبير الحج، ولائحة ثانية يرأسها ملحم الخوري الذي كان سابقا بالتحالف الثلاثي وكانوا إقتسموا الرئاسة فيما بينهم.
في بلدة ممنع ( البلدة المارونية أعالي جرد عكار 1300 ناخب ) اضطر حزب القوات اللبنانية الى الوقوف خلف العائلات، وتنحصر المنافسة بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي جوزيف يوسف والمدعومة من حيثية المختار حنا إبراهيم، والثانية لائحة شبابية يترأسها ايلي مخايل.
وستشهد بلدة تاشع المختلطة طائفياً (سنة وموارنة) معركة انتخابية حامية لانتخاب 12 عضواً بين لائحتين، الأولىمناصفة بين عبد اللطيف علي ومروان محمد، والثانية برئاسة محمد أحمد ياغي.
وتحتدم المنافسة في بلدة ايلات المختلطة طائفياً على رئاسة المجلس الذي يضم تسعة أعضاء، بين لائحتين، الأولى يرأسها رئيس البلدية الحالي نصرالله معيط ورئيس البلدية السابق عبد الرؤوف المحمد، والثانية يرأسها ناصيف سعادة.
وحرم ترشح كل من فاطمة الأذن وسلوى عبدالله يونس للانتخابات البلدية في بلدة عين يعقوب (12 عضوا)، البلدية من الفوز بالتزكية، وعليه ستخوض البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها 1700 ناخباً معركة محسومة سلفا لصالح رئيس البلدية الحالي ماجد عزت درباس الذي عمد الى تأليف لائحة متماسكة.
وتستعد بلدة جبرايل لخوض المعركة بين لائحتين، الأولى يرأسها رئيس البلدية الحالي جميل خوري، والثانية مكونة من فريق عمل متفق على أن تكون الرئاسة مداورة .
ويستحضر في بلدة العيون، التي يضم مجلسها البلدي تسعة أعضاء، صراع ضمن العائلة الواحدة وما يتفرع عنها من أفخاذ كون غالبية البلدة من عائلة مراد الموالية لتيار المستقبل، وبناء عليه فإن البلدة التي يبلغ عدد ناخبيها 1200 ناخبا ستشهد معركة محتدمة بين ثلاثة لوائح، الأولى برئاسة برئاسة الدكتور بسام المراد والثانية برئاسة غازي مراد، واللائحة الثالث (لائحة شبابية) برئاسة معين إبراهيم.
وتخوض البلدة مساعي توافق لجمع اللائحتين الثانية والثالثة، في حين يبقى الحسم لرئيس البلدية الحالي المحامي عمر المراد القادر على ترجيح كفة الفوز.
وتشهد بلدة البرج معركة دقيقة ومتقاربة جداً بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي عزيز ياسين، والثانية يترأسها مناصفة كل من لبيب الكردي ومازن الأذن.
وفي بلدة عكار العتيقة (كبرى بلدات الجومة 11 ألف ناخب ) التي من المتوقع أن تشهد معركة انتخابية محتدمة بين لائحتين، الأولى يرأسها رئيس البلدية السابق خالد بحري والذي فاجأ الأهالي بترشحه بالرغم من انهم كانوا ينتظرون منه أن يكون عرابا لوجوه جديدة، خصوصا أنه ترأس المجلس منذ العام 1998 وحتى العام 2019، ولائحة ثانية يرأسها محمد ياسين الشعار بالتحالف مع العائلات وتسعى لاثبات حضورها وتحقيق التغيير المنشود.
وتسعى بلدة تكريت الى التغيير، بعد أن فشلت مساعي التوافق التي سعت اليها التكتلات العائلية الكبرى في البلدة (السبع عيل) وما ينضوي تحت جناحهم من “أفخاذ”، وعليه حسم الموقف بترشيح الدكتورة هلا العبدالله التي تحظى بحضور مميز وبثقة أهالي تكريت، كما عمدت الى الاعلان عن برنامجها الانتخابي بشكل واضح، داعية الى التنافس الحر وفقا للبرامج الانتخابية. وعليه تخوض البلدة التي تضم حوالي 4 آلاف ناخبا معركة بين لائحتين، الأولى للدكتورة هلا العبدالله، والثانية لرئيسي البلدية السابقين اللذان إعتادا خوض الانتخابات قي لوائح متنافسة الا أن المصيبة جمعتهما في لائحة واحدة سيتقاسمان الرئاسة الدكتور حاتم العلي ورشدي الترك.
وتأخذ المعركة في بلدة عيات (3500 ناخب) طابعاً عائليا لانتخاب 15 عضواً للمجلس البلدي المرتقب، وتنحصر المنافسة بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي محمد نجيب والثانية برئاسة أحمد سليمان الحاج المدعوم من رئيس البلدية السابق خالد عبدو أحمد.
وتسيطر الضبابية على المشهد الانتخابي في بلدة الدورة(15 عضوا) التي وضعت الولاءات السياسية جانبا، واحتكمت للخلافات العائلية المحتدمة بشدة، بالرغم من دعوة الحزب الشيوعي اللبناني الى التوافق وليس الى المحاصصة على قاعدة برنامج إنمائي لتطوير البلدة إنسجاما مع موقفه من الانتخابات في كل لبنان، أما”المؤتمر الشعبي اللبناني” فاختار الوقوف جانبا وترك الأمور للعائلات لتقرر مصيرها. وعليه ستخوض البلدة التي تضم (2700 ناخبا) المعركة بين ثلاثة لوائح: الأولى، برئاسة رئيس البلدية الحالي أحمد السحمراني وحمد رستم، الثانية مناصفة بين قمر السحمراني وخالد السحمراني، ولائحة ثالثة غير مكتملة برئاسة المحامية هنادي السحمراني.
وتستعد بلدة بينو لمعركة قوية بين لائحتين، الأولى برئاسة رئيس البلدية السابق فايز الشاعر و”القوات اللبنانية” من جهة، ولائحة ثانية بين كارول فارس والتيار الوطني الحر من جهة أخرى.
موقع سفير الشمال الإلكتروني