احتفل أصدقاء راهبات الصليب (FLFS) بقداس شكر لزيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر في مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية – بصاليم، في القاعة التي التقى فيها قداسته المرضى والراهبات والتي سُمّيت على اسمه.
ترأس القداس الإلهي راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، بحضور اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون ونجلها خليل وعقيلته، القنصل الفخري لولاية نيويورك جوني بو حبيب، دميانوس قطا، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، رئيس منظمة مالطا مروان السحناوي، الرئيسة العامة لراهبات الصليب الأم ماري مخلوف، جمهور راهبات الصليب، أصدقاء راهبات الصليب وحشد من المؤمنين. وخدم القداس الفنان إيلي خياط.
بعد الإنجيل، ألقى المطران بو نجم عظة قال فيها: "نشكر الله في هذا القداس على محبته وحضوره معنا وعلى زيارة قداسة البابا للبنان، والتي لا نزال نعيش أجواءها لارتباطها بأجواء الميلاد. البابا وضع لنا خريطة الطريق، ومن واجبنا متابعة كل ما قاله في زيارته، والطابة أصبحت في ملعبنا".
وتحدث عن "مشروع الله الخلاصي الذي بدأ في المعهد القديم"، مشيرًا إلى أن "قداسة البابا دعانا في القداس في بيروت إلى تغيير المسار، وقال إنه بعد الحرب، حان وقت المفاوضات والسلام والابتعاد عن عبادة المال والسلطة".
وتابع: "الشعب العبراني صلب المسيح لأنه لا يريده ولا يريد المحبة، ولكننا نحن أيضًا مسؤولون، وهناك مجموعة تريد المصالح الخاصة تبعًا لحساباتها، لذلك لا تريد السلام. قداسة البابا في زيارته تحت عنوان "طوبى لفاعلي السلام" حملنا هذه المسؤولية. ومن أجواء الميلاد، البابا يدعو كل منا ليقوم بدوره، فالمسؤولية لا تقع على عاتق المسؤولين فقط، لذلك علينا أن ننزع السلاح من قلوبنا من خلال الخطابات النارية التي تجيش الناس، كما علينا عدم التصفيق لأي شخص حاقد. نحن نريد السلام ولا نريد الحرب، وفي لبنان لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر. نحن كمسيحيين علينا احترام الآخرين والعمل من أجل السلام وأن نكون فاعلي هذا السلام، لأن إنجيلنا هو السلام ومسيحنا هو السلام والمحبة والمغفرة".
وقال: "في لقاء البابا مع الشبيبة قال لهم إن القديس شربل في كل صوره يغمض عينيه على العالم ليرى الله، ولذلك علينا ألا نتشبه بالناس، نحن نتبع يسوع المسيح وعلينا أن نغمض أعيننا على العالم ونرى ما يريده الله منا. كما دعانا للالتزام بأربعة أمور: الصلاة اليومية، القداس، قراءة الكتاب المقدس، والسجود للقربان. فإذا لم يمارس المسيحي هذه الأمور الأربعة فلن يكون هناك سلام في حياته ولا مغفرة، بل حقد ومصالح. لذلك علينا أن نختار بين الله والعالم".
وختم: "إن رغبة قداسة البابا لزيارة دير الصليب تعني أن قلبه مع المتواضعين والذين يعيشون ببساطة، ويقول لكل من يهتم بهم من راهبات وأطباء وغيرهم: "أنتم علامة ملموسة لحضور الله وسط شعبه". وأنا بدوري أشكر راهبات دير الصليب لأنهن علامة لحضور الله بيننا، على أمل أن يستمر هذا الدير في رسالته".
الأم مخلوف
في ختام القداس، شكرت الأم مخلوف اللبنانية الأولى على تلبيتها الدعوة إلى جانب نجلها وعقيلته. كما شكرت "الله على النعمة التي حصلت عليها الراهبات بالزيارة التي خص بها قداسته المرضى، وعلى نعمة تأسيس أصدقاء راهبات الصليب في اليوم التالي من الزيارة، وهذه علامة على أن الرسالة مستمرة بدعم المحسنين والداعمين للراهبات، لكي يستمروا بالوقوف بجانب مرضى الأمراض النفسية والعقلية".
باسيم
بعدها كانت كلمة لأصدقاء راهبات الصليب ألقاها سيزار باسيم، شكر فيها الحضور على تلبيتهم الدعوة للمشاركة بقداس الشكر، منوّهًا بـ"دور فخامة رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته السيدة نعمت عون وفريق العمل على التنسيق الرفيع والمرهف الذي أضفى على الزيارة الشعور بالأمل الذي طالما احتاجه اللبنانيون الذين عاشوا الكثير من الويلات والمصاعب"، متمنيًا أن "يحل السلام في لبنان، البلد الذي يتميز بالمثال للعيش المشترك".
أضاف: "هذه الزيارة أثبتت معنى المحبة والتواضع وأهمية خدمة الإنسان على مثال رؤية الأب يعقوب الحداد الكبوشي، والراهبات الفرنسيسكان اللبنانيات اللواتي نذرن أنفسهن وطاقتهن لهذه الخدمة الصعبة، والتي يؤدينها كل يوم باستمرار وبمحبة وابتسامة".
وأشار إلى أن "جمعية أصدقاء راهبات الصليب أبصرت النور في الولايات المتحدة عام 2021 بمبادرة شخصية من السيدة ريتا مخلوف وزوجها خليل كنعان، ومنذ أربع سنوات تقوم بتضحيات كبيرة لتأمين مساعدات لمؤسسات راهبات الصليب التي يبلغ عددها 19 مؤسسة من كل أنواع المساعدات الصحية والحياتية".
وتابع: "منذ بضعة أسابيع تلاقت أيادي وقلوب بعض المحبين في لبنان لمساعدة هذه المؤسسات واستمرار عمل الجمعية في لبنان"، لافتًا إلى أن "أصدقاء راهبات الصليب بصدد تنظيم مبادرات عدة لتأمين جزء من احتياجات المآوي والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الصحية التي أسسها الأب يعقوب. وكل إنسان، سواء كان صاحب مؤسسة أو شركة أو تاجرًا بقدرته أن يدعم، سنكون له من الشاكرين".
كما شكر "اللبنانية الأولى لإعطائها هذه المبادرة زخما وبعدا يسمح بتحقيق طموحات وآمال العاملين في خدمة من هم الأكثر حاجة"، متمنيًا أن "يمتد هذا العمل التعاضدي التطوعي في لبنان والولايات المتحدة ومناطق أخرى لتأمين الحاجات الحياتية الملحة لهذه المؤسسات كي تستمر، وأن يكون هذا التعاضد سبيلا لديمومة المحبة والخدمة والعناية".
بعد القداس، أحيا مرضى المستشفى رسيتالًا تضمن أناشيد ميلادية ووطنية أضفت جوًا من الفرح وتأثيرًا في القلوب.
The post قدّاس شكر في دير الصليب بعد زيارة البابا appeared first on Lebtalks.