طغى الهجوم الدامي في سيدني على ما عداه من أخبار عالميًا، وهو في تفاصيله الأولية قد لا يكون بعيدًا عن مشهدية الشرق الأوسط الذي يعيش على وقع حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل. وإذا كان من المبكر الجزم بأي تحليل للحادث قبل انتهاء التحقيق الأسترالي مع المسلح الموقوف، فإنّ المخاوف بدأت تحوم حول احتمال استغلال إسرائيل لهذا الهجوم خدمةً لأهدافها، ولا سيّما أنّ الإعلام العبري سارع إلى الإيحاء بضلوع إيران، فيما تفحص تل أبيب ما إذا كانت لطهران أو لـ”حزب الله” صلات بالهجوم، ردًا على اغتيال الرقم الثاني في “حزب الله” هيثم الطبطبائي.
وفيما لاقى هجوم سيدني، الذي سقط بنتيجته 15 قتيلًا و40 جريحًا وفق آخر حصيلة، تنديدًا عالميًا، كشفت التحقيقات التي أعلنها مسؤول أمني أسترالي تورّط أب وابنه، وهما باكستانيّان، يدعيان ساجد ونافيد أكرم. وفيما قُتل الابن برصاص الشرطة، أُوقف الأب بعدما انقضّ عليه رجل من أصول سورية إدلبية يُدعى أحمد الأحمد، وتمكّن من انتزاع البندقية التي كان يطلق منها النار على المحتفلين، ما أسهم في الحدّ من عدد القتلى والجرحى.
عون يدين الحادث
دان رئيس الجمهورية جوزاف عون الهجوم، وقال: “كما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم، كذلك، وبالمبدأ والواجب نفسيهما، ندين ما حصل في سيدني”. وشدّد على أنّ “مسؤولية هذه المآسي تقع على منظومات نشرت أفكار الكراهية والتطرّف ورفض الآخر، والسعي بالعنف إلى إقامة أنظمة أحادية دينية أو عرقية أو سياسية، تمامًا كما تقع على ما يغذّي تلك السياقات من مظاهر ظلم وقهر وغياب للعدالة في عالمنا الراهن”.
برّاك إلى إسرائيل
إلى ذلك، وفيما استمرّت الغارات الإسرائيلية بالمسيّرات على الجنوب الأحد، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المبعوث الأميركي توم برّاك يصل الإثنين إلى إسرائيل للتباحث مع المسؤولين في سبل منع التصعيد في سوريا ولبنان. وأشارت المعلومات إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته المقرّرة اليوم لإتاحة المجال أمام لقائه المسؤول الأميركي.
مصادر مطّلعة لفتت، في اتصال مع “الأنباء الإلكترونية”، إلى أنّ حكومة العدو لم تحدّد بعد موقفها على الساحة اللبنانية، في انتظار اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 29 الجاري، وهو اللقاء الخامس بينهما هذا العام، ولم يسبقه إليه أي رئيس حكومة إسرائيلي.
لقاء باريس
في الأثناء، ينعقد في باريس يوم الخميس في 18 الجاري اجتماع يضمّ المستشارة الرئاسية الفرنسية آن-كلير لوجندر، والموفدَين الفرنسي جان إيف لودريان، والأميركية مورغان أورتاغوس، والسعودي يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وأكّدت المصادر أنّ الاجتماع سيناقش خطة حصر السلاح، والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش.
رئيس الحكومة المصرية في بيروت
مصادر حكومية أكدت لـ”الأنباء الإلكترونية”، موعد زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى لبنان يوم الخميس في 18 الجاري، في محاولة مصرية جديدة لتأخير اندلاع الحرب وتجنيب لبنان مواجهة عسكرية.