وجه الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تحية للنساء في لبنان، وقال في احتفال تقيمه وحدة العمل النسائي في “حزب الله”: تحية إليكن يا نساء المقاومة، يا نساء فاطمة، ويا نساء الإسلام العظيم. على المرأة أن تكون بارعةً في كل الساحات، وخصوصًا في تربية الأسرة ودعم المقاومة.
وأضاف الشيخ نعيم: أنتِ شريكة في صناعة المستقبل لوطننا لبنان وللأجيال الصاعدة، كوني فاعلة في التعاون مع نساء لبنان. حجابكِ علمُ التقوى، يعينكِ على التصدّر بالعفّة والإخلاص والأخلاق، فحافظي عليه. مكانكِ في المواقع المتقدمة بهذا الحجاب، ودوركِ المقاوم ساهم في تحقيق الإنجازات.
ورأى أن العمل النسائي إطار عام لاستثمار الطاقات، ولا يحتاج الأمر إلى بطاقة انتساب؛ مضيفاً: فأينما كنتِ تعملين على طريق المقاومة فأنتِ منّا ومعنا.
إلى جانب ذلك، أوضح الأمين العام، أنه منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، أصبح لبنان في مرحلة جديدة، تجب ما سبقها وما قبلها. وأضاف: أصبحنا أمام مرحلة جديدة تفترض أداءً مختلفًا. وقد أصبحت الدولة مسؤولة عن العمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، بعد أن قامت المقاومة بكل ما عليها في تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة.
وتابع: العدوان “الإسرائيلي” خطر على لبنان وخطر علينا جميعًا، لا توجد مقاومة في الدنيا تمتلك سلاحًا أقوى من سلاح العدو. عدم التوازن في ظل غياب السلام أمر عادي وطبيعي. إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير، والردع للعدو هو حالة استثنائية.
وأكد أنه لا توجد مقاومة في العالم استطاعت أن تردع العدو عن القيام بأي عمل لمدة 17 سنة، وهذا ردع استثنائي. والمهمة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وهي تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية.
وأضاف: ليس من وظيفة المقاومة منع حصول العدوان، والدولة والجيش هما الجهتان المعنيتان بتحقيق الردع، ووظيفة المقاومة هي مساندتهما. وظيفة المقاومة أن تتصدّى عندما لا تتصدّى الدولة والجيش. إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، فهل نطالب بنزع سلاحه؟ وإذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتغوّل “الإسرائيلي”، فهل نطالب بنزع القوى؟ المقاومة مستعدّة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقة على استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، لكنها ليست مستعدّة لأي إطار يقود إلى الاستسلام لأميركا و“إسرائيل”.
واعتبر الشيخ قاسم أن مشكلة الدولة ليست حصر السلاح من أجل النهوض بالدولة. حصر السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلب أميركي – “إسرائيلي”، وبهذا المنطق هو إعدام لقوة لبنان.
كما رأى أن مشكلة الدولة ليست في المقاومة، بل في العقوبات المفروضة عليها وفي الفساد المستشري. وأضاف: مع الاستسلام لن يبقى لبنان، وهذه سوريا أمامنا مثالًا. الكيان “الإسرائيلي” يهدّد، وخياره الوحيد الذي يطرحه هو الاستسلام، ليصبح لبنان تحت الإدارة “الإسرائيلية”، الاستسلام يؤدي إلى زوال لبنان.
وشدد على أن خطة العدو “الإسرائيلي” بعد اغتيال السيد نصر الله والقادة الشهداء كانت تهدف إلى إزالة حزب الله من الوجود وإعدام المقاومة، نحن استطعنا في معركة أولي البأس أن نفشل هدف العدو بإزالة حزب الله وإعدام المقاومة. وجود المقاومة يعني وجود الحياة، والشعب، والرؤوس المرفوعة.
وأردف الأمين العام: مع وحدتنا وثباتنا قد لا تقع الحرب، وإذا حصلت الحرب فلن تحقق أهدافها، وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا. فلتعلم أميركا أننا سندافع، وحتى لو أطبقت السماء على الأرض، فلن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف “إسرائيل”، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. لن نسمح بذلك، ولن يكون، ونحن أبناء الحسين. هذه سرديتنا قدّمناها، وهذا هو موقفنا الذي لن نتزحزح عنه، وهو أشرف موقف وطني، ولا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود.
وقال: حقّقت المقاومة أربعة إنجازات عظيمة: حرّرت الأرض، وصمدت في مواجهة التحديات، وردعت العدو من عام 2006 حتى عام 2023، ومنعت اجتياح لبنان واقتلاعه بفضل الصمود الأسطوري للمقاومين وأهل المقاومة. إذا استسلم لبنان يُمحى تاريخه ويصبح بلا مستقبل، ومع “إسرائيل” لا مكان للمسلمين ولا للمسيحيين في لبنان.
وأضاف: برّاك يريد ضمّ لبنان إلى سورية، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع، أو تُدفع إلى الهجرة. انتبهوا، المشروع خطير جدًا، وقد لا يبقى لبنان. لا يريدون قوةً للجيش، بل يريدون لبنان بلا قوى، وعندها تسهل فرض الحلول. فلتتوقف الدولة عن التنازلات، هناك منطق واضح يقول إن المفاوضات مسار مستقل، وهذا يعني أن العدوان سيستمر. أدعو الدولة إلى التراجع وإعادة حساباتها: طبّقوا الاتفاق أولًا، وبعد ذلك ناقشوا الاستراتيجية الدفاعية. لا تطلبوا منّا ألّا ندافع عن أنفسنا فيما الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها.