
قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: اليوم نجتمع في حفل التجمع الفاطمي تحت شعار “على العهد”. هذا التجمع هو تجمع كبير له علاقة بوحدة العمل النسائي في حزب الله. وحدة العمل النسائي فيها الهيئات النسائية وكل العاملات في المؤسسات المختلفة، أكانت مهنية أو تربوية أو ثقافية أو اجتماعية. وبالتالي، هناك تنظيم خفيف يجمع بين هؤلاء الذين يعملون في كل الحقول المختلفة ضمن رابط مع وحدة العمل النسائي في حزب الله.
وأضاف في كلمة له في حفل التجمع الفاطمي: اليوم نجتمع على العهد: على عهد المقاومة، على عهد حزب الله، على عهد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، باني هذه المسيرة ومضيء كل الجوانب المختلفة على قاعدة الثوابت الإسلامية الأصيلة.
أتحدث عن الوضع السياسي بعد هذا اللقاء:
أولاً: منذ تم اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني سنة 2024، أصبحنا في مرحلة جديدة. هذه المرحلة تَجُبّ ما سبقها وما قبلها، مهما كانت الآراء ومهما كانت القناعات: ممن يؤمن بالمساندة أو لا يؤمن بالمساندة، ممن يؤمن بالمقاومة أو لا يؤمن بالمقاومة، ممن يعتبر أنّ المبادرة كانت صحيحة أو لم تكن صحيحة. عندما حصل الاتفاق، يعني أن المرحلة السابقة انتهت، وأصبحنا أمام مرحلة جديدة.
هذه المرحلة الجديدة تفترض أداءً مختلفًا. الدولة أصبحت مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش. الدولة أصبحت مسؤولة لتعمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلال لبنان. والمقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية.
إذًا، كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق، واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق، لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة. وبالتالي، ينبغي أن نحاكم هذه المرحلة وننظر: من يطبّق الاتفاق ومن لا يطبّقه؟ وما الذي يجب أن نكون عليه؟
قائد قوات اليونيفيل، الجنرال “أبانيارا”، قال للقناة الثانية الإسرائيلية: «ليس لدينا أي دليل على أن حزب الله يُعيد تأهيل نفسه جنوب نهر الليطاني، وأنّ إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار بشكل صارخ». هذه شهادة محايدة. حتى اليونيفيل، على كل حال، لا يسلمون من إسرائيل، لا هم ولا الجيش اللبناني، ولا المواطنين، ولا المدنيين، ولا البيوت، ولا أحد.
فتطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم بشكل كامل، أما من جهة إسرائيل فلا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق. نحن ننظر إلى ما بعد الاتفاق لكل ما تقوم به إسرائيل أنه استمرار للعدوان. هذا العدوان خطر على لبنان وخطر علينا. لا أقول خطر على لبنان فقط، حتى نقول ليس علينا، لا، هذا العدوان الإسرائيلي خطر على لبنان وخطر علينا، وسأشرح لاحقًا هذا السبب.
يقولون: لا نفع للسلاح مع المقاومة بعد، لأنه لم يعد يحمي. يبدو أنه عندكم أفكارًا مغلوطة. هؤلاء الذين يقولون هذا القول لا يعرفون معنى المقاومة، فضلًا على إذا كانوا يؤمنون بوجود المقاومة وضرورة المقاومة.
ما هو تعريف المقاومة؟ لا يوجد مقاومة في الدنيا يكون لديها سلاح أقوى من سلاح العدو. كل مقاومات الدنيا تكون أسلحتها بسيطة، خفيفة، غير متوازنة مع القوة المفرطة الموجودة لدى العدو. وبالتالي، عدم التوازن في وجود السلاح أمر عادي وطبيعي.
ثانيًا: إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير. أي: أين حرّرت المقاومة من الأرض؟ حرّرت بقعة؟ حرّرت قرية؟ حرّرت مدينة؟ هذا يُعتبر إنجازًا للمقاومة. أما الردع للعدو فهو استثناء. حقيقة، لماذا أخذ حزب الله هذا المقام الكبير في المنطقة والعالم؟ لأنه لا يوجد مقاومة في العالم استطاعت أن تردع إسرائيل عن أن تقوم بعمل، أو تردع العدو عن أن يقوم بعمل سبعة عشر عامًا، من سنة 2006 إلى سنة 2023. أي أن الردع بهذا المستوى من قبل أي مقاومة هو ردع استثنائي. الحمد لله، وفّقنا لهذا الردع الاستثنائي.
لكن المهمة الأساسية للمقاومة هي التحرير. المقاومة تُطالب بإيمانها – إذا كان عندها قناعات – تُطالب باستعدادها للتضحية، تُطالب باستمراريّتها، لكن لا تُطالب بمنع العدوان. يقولون كيف هناك مقاومة وهناك عدوان. يا أخي، هي المقاومة لمواجهة العدوان. يُقال للمقاومة هل أنت مستعدة لمواجهة العدوان أم لا؟ حين تقول المقاومة نعم، أنا مستعدة لمواجهة العدوان، هذه هي وظيفتها. ليست وظيفتها أن تمنع العدوان. العدوان سيحصل، وبالتالي لا بد من مقاومته.
إذًا، الردع، الذي يعني منع العدوان، وبالتالي وضع حدّ لحماية العدو من أن يُقدم على عمل معين، ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة الدولة والجيش. هما يجب أن يحقّقا الردع. وظيفة المقاومة هي المساندة للدولة والجيش. وظيفة المقاومة هي التحرير. وظيفة المقاومة أن تتصدى عندما لا تتصدى الدولة، وعندما لا يتصدى الجيش. أي لدى المقاومة عدة وظائف، لكن كلها في إطار الدفاع، وفي إطار التحرير، وفي إطار مساندة الجيش والدولة. وإذا لم يتوفر هذا، تكون المقاومة متصدية للأمر كما حصل.
إذًا، وظيفة المقاومة أن تساند، وتمنع استقرار العدو، وتساعد على التحرير. وحماية لبنان هي مسؤولية السلطة السياسية، وليست مسؤولية المقاومة ابتداءً.
إذا كان الجيش غير قادر على الحماية. هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا. إذا لم يكن قادرًا على الحماية، نطلب أن نُعزز وجود السلاح عنده.
إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتَغَوّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أو أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة اللبنانية لمواجهة المحتل الإسرائيلي، ونستفيد من هذه القوة لتحقيق المكتسبات؟
الطريقة في التفكير يجب أن تُعاد النظر فيها. المقاومة مستعدة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني، ساعدته على بسط السلطة بسلاستها، وهي موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته. لكنها ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأمريكي. هذا أولًا.
ثانيًا: مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح من أجل النهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو مطلب أمريكي إسرائيلي. يكفي أن نُخفي على بعضنا البعض، يقولون “نحن اللبنانيون نريد حصرية السلاح، نحن طرحنا حصرية السلاح، ليس لها علاقة، تقاطع الأمر”، على من يضحكون؟ كلنا نعرف أنّ هذا المطلب، بصيغته التي تسمى “نزع سلاح المقاومة”، ويُصرّحون الجماعة، الأمريكيون والإسرائيليون يتحدثون، العالم كله يتحدث، هذا معناه نزع قوة المقاومة. فإذًا هذا مطلب إسرائيلي أمريكي، يكفي القول أن هذا مطلب لبناني، لا. إذا كان مطلبًا لبنانيًّا فليس وقته. وقته بعد أن نُحرّر. أما إذا كان مطلبًا إسرائيليًّا أمريكيًّا، فلماذا تصرّون على المطالبة به؟ حصرية السلاح بالمنطق الأمريكي الإسرائيلي هي إعدام لقوة لبنان.
مشكلة الدولة هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها، وهي مشكلة بالفساد المستشري. وكل هذا من عمل أمريكا منذ سنة 2019؛ تعمل أمريكا على تخريب البلد، وعلى إيجاد الفوضى في داخله، حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده.
بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأمريكي بحصرية السلاح، بالمفهوم الأمريكي الإسرائيلي، هم من أصحاب الفتن وروّاد الفساد. ليس لهم حق أن يتكلموا، فليذهبوا أولًا ليصلحوا بيوتهم وأخلاقهم واتجاههم ومواقفهم السياسية ووطنيتهم.
الكيان الإسرائيلي يُهدّد، والطريق الوحيد بالنسبة للكيان الإسرائيلي هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة. مع الاستسلام، لن يبقى لبنان. وهذه سوريا أمامنا. إن شاء الله أنتم تظنون أن سوريا تنتعش وتُرتّب وضعها؟ لا، لا، لا، لا، كل هذا زيف، عندما تكون إسرائيل قادرة أن تدخل متى ما أرادت، وعندما إسرائيل تفرض شروطها، عندما إسرائيل تبقى تضعهم تحت المجهر، وتحت الضرب، وتحت الشروط القاسية والمعقدة، هذا يعني أن الوضع لا يستقر في داخل سوريا.
الاستسلام يؤدي إلى أن يزول لبنان. حسنًا، الواحد يقول: «إذا كانوا يهددونا، فماذا نفعل؟» لا نخضع لتهديداتهم. يعني إذا هددونا، مباشرة نخاف، ونجلس جانبًا، نقول: «لن نرد على تهديداتكم». قالوا ولكن «وإن نفذوا التهديد، ودمروا، وقتلوا». فنقول لهم: «نحن في المقابل ندافع، ونصمد، ونقف». يعني إذا يهددونا، نقول لهم: «الله يخليكم». لا، «الله لا يخليكم».
إذا يريدون أن يقاتلوننا، نقف ونصمد، ومن قال إنهم سيحققون أهدافهم؟ يقولون: «لكن إذا قمنا بذلك، فالثمن كبير»؟ نقول لهم: «أجل، لا مشكلة، الثمن كبير، لكنه أقل من ثمن الاستسلام حيث لا يبقى شيء. مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى احتمالات كبيرة».
أنا هنا حضرني مثل: إذا كان عندنا وحش مجرم موجود في الغابة، وعندنا قرية، يريد الوحش أن يهجم على القرية، فماذا نفعل؟ نقول لأهل القرية: «ارحلوا من القرية لأنه حضرة الوحش المجرم يريد أن يدخل القرية، ونحن لا نقدر عليه؟»، بل تجتمع القرية بصغيرها وكبيرها، الرجال والنساء، وكل العالم، وكل الإمكانات، وبالسلاح الأبيض وبالسلاح غير الأبيض، لمواجهة الوحش ليقتلوه، ليطردوه، لـ”يزعبوه”، وليس هم يرحلون. نحن وضعنا هكذا، هناك وحش إسرائيلي. يقولون: «أعطوه ما يريد»، يا أخي، لا يمكن، هو يعتدي، يجب أن يخرج.
أنتم تعرفون خطة العدو الإسرائيلي كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، وكل الشهداء الأبرار، وضرب القدرة التي كانت لدينا بنسبة معينة. كل هدفها كان إزالة حزب الله من الوجود، إعدام وجود المقاومة. الخطة كانت واضحة. لكن الحمد لله، خضنا معركة “أولي البأس”، واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف، وهو إزالة المقاومة وحزب الله.
العدو الإسرائيلي اليوم يقول إن نتائج حربه على لبنان تتآكل مع مرور سنة من معركة “أولي البأس”. لماذا تتآكل؟ من الطبيعي أن تتآكل، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه؟ إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة، والشعب، والرؤوس المرفوعة، والدماء التي تُعطي العزة، هذا معنى المقاومة. فطبيعي جدًّا أن تتآكل النتائج التي تحدث عنها.
مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب. خُدّام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم. وعلى كل حال، إذا حصلت الحرب، لن تحقق أهدافها، وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا.
ثالثًا: إذا كانت أمريكا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل. وإذا كانت أمريكا لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل، فلن تكون للبنان حياة استسلم أم واجه وقاتل.
يجب أن تعرفوا أمريكا ماذا تريد؟ الإسرائيليون لم يذهبوا إلى الحرب من دون قرار أمريكا. فلتعلم أمريكا – طالما هي التي تدير الموضوع – فلتعلم أمريكا أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. افهموا جيدًا: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة مُتماسكة. أي واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنكم تمسّون بالثلاثة وتريدون نزعها. وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا. نحن أبناء الحسين عليه السلام: «ألا وإن الدعيَّ ابنَ الدعيّ قد ركّز بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة».
رابعًا وأخيرًا: هذه سرديتنا قدمناها، وهذا هو موقفنا الذي لن نتزحزح عنه. هذا الموقف هو أشرف موقف وطني، لا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد.
المقاومة حقّقت أربعة إنجازات عظيمة:
1. حرّرت الأرض سنة 2000.
2. صمدت في مواجهة التحديات، وخاصة معركة 2006.
3. ردعت العدو الإسرائيلي من 2006 إلى 2023.
4. أوقفت اجتياح لبنان وابتلاعه، بالصمود الأسطوري للمقاومين المجاهدين، وأهل المقاومة الشرفاء، وكل المقاومين الذين تماسكوا في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة “أولي البأس” وما بعدها.
إذًا، المقاومة حقّقت أربعة إنجازات عظيمة: حرّرت، وصمدت، وردعت، وأوقفت اجتياح لبنان وابتلاعه.
اسمعوا براك، المنظر الأمريكي للمنطقة، ماذا قال لوكالة بلومبرغ: «إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر محاولة سحق حزب الله عسكريًّا». وقال: «إن قتل مسلح واحد سينتج عشرة آخرين، ولذا لا يمكن أن يكون هذا هو الحل».
هذا الاستنتاج الذي وصل إليه، في الوقت الذي كان فيه في البداية ماذا يقول: «خلّي الجيش يقاتل، خلّي الفتنة تحصل… مباشرة ننتهي، لماذا الدولة لا تعمل؟» وصل لطريق مسدود، عرف النتيجة: إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان أصلًا ينتهي أثر لبنان ويُمحى تاريخه ويصبح بلا مستقبل.
مع إسرائيل – افتحوا لي آذانكم – مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان، ولا مكان للمسيحيين في لبنان. هؤلاء قتلة الأنبياء، يكرّرون التجربة مع أتباع محمد وعيسى.
عندما يقول براك بأنه يريد ضم لبنان إلى سوريا، ليس المرة الأولى، من الأول كان يقول: «يجب أن يكون هناك البلاد الشامية الواحدة». والآن عاد وكرّرها. لكن انتبهوا: هذا لا يتحدث كلامًا بالهواء، هذا يتحدث كلامًا يؤسّس له للمستقبل. براك يريد ضم لبنان إلى سوريا، فتضيع الأقليات في هذا البحر الواسع في سوريا، أو تهاجر. اعرفوا من سيَبقى ومن لن يبقى. هذا مشروع خطير جدًّا.
ألم تسمعوا أن نتنياهو يريد إسرائيل الكبرى؟ ألم تسمعوا أنه يريد تغيير الخارطة؟ ألم تسمعوا أن ترامب يعتبر أن إسرائيل صغيرة، ويريد أن يضم إليها شيئًا ما؟ إذا كان ترامب يريد أن يضم كندا، ويريد أن يضم قناة بنما، ويتغول اليوم على فنزويلا، وأوروبا بالنسبة له مجموعة ضعفاء لا قيمة لهم، هل صعب عليه أن هذا لبنان الذي هو نقطة في الخارطة يتخلى عنه لمصلحة سوريا؟
انتبهوا يا جماعة! المشروع خطير جدًّا، ممكن ألا يبقى لبنان، هذه كلها مقدمات. ماذا يفعلون؟ يُضعّفون المقاومة أو ينهونها كما يريدون ويرغبون. يترك الجيش اللبناني يتسلح بمقدار بسيط، ودائمًا لاحظوا يقولون: «إن الجيش اللبناني عنده حاجات»، لماذا عنده حاجات؟ أليست أميركا تسلحه؟ لأن أمريكا تعطيه بقدر يسمح له أن يكون قادرًا على نزع السلاح فقط. أي شيء زيادة ممكن يُعطي قوة للجيش، لا يريدون قوة للجيش. هذه هي وظيفة الجيش؟ وظيفته أن ينزع السلاح، وأن يدخل بمشكلة بالداخل؟ ليس عنده وظيفة أنه يقاتل أو يحمي! هكذا يعملون وبهذه الطريقة يعملون. لماذا؟ حتى يكون لبنان بلا قوة، عندها تسهل الحلول، ويستطيعون أن يقوموا بما يريدون.
فَلْتَتَوَقَّف الدولة عن التنازلات. ألم تسمعوا السفير الأمريكي ماذا قال؟ يقول: «المفاوضات شيء، واستمرار إسرائيل بعدوانها شيء آخر». على من يضحك هذا؟ أنتم ألم تفهموا، لا تقرأون ماذا يقول هذا الرجل؟ هناك منطق واضح، يقول: المفاوضات مسار مستقل، أي العدوان سيستمر. ما فائدتها أن نجري مفاوضات من دون أن نوقف العدوان؟ معناه أن المطلوب أن يكون مُجرّدًا.
أدعو الدولة أن تتراجع، وأن تعيد حساباتها. طبّقوا الاتفاق، وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية.
موقفنا واضح: طبّقوا الاتفاق، وبعدها نناقش في الاستراتيجية الدفاعية. لا تطلبوا منا ألا ندافع عن أنفسنا، والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها. فلتؤمن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية، ونصل إلى النتيجة إن شاء الله.