2025- 12 - 11   |   بحث في الموقع  
logo فاجعة في عكار.. وفاة أم ورضيعها أثناء الولادة logo بالأسماء: اللبنانيون الذين أُخلي سبيلهم من سوريا logo بالأسماء: المرشّحون المقبولون للدخول إلى المدرسة الحربية logo "فتح": حملات التحريض تستغلّ وجع اللاجئين logo دوريات ليلية لشرطة بلدية طرابلس logo فتح: لقاء عباس–الأونروا لحماية الوكالة لا لضربها logo طهران: الحوار مستمرّ مع لبنان رغم كلام رجّي logo بالوثيقة: لخفض سنّ الإقتراع إلى 18 عاماً!
قلعة طرابلس تنهض.. بعودة شبابها من متاريس الانقسام إلى قلب المدينة!..
2025-12-10 19:55:49

تُعدّ قلعة طرابلس أكبر قلاع لبنان، وإحدى أكثر القلاع المتكاملة في المنطقة، ولطالما كانت رمزًا لمدينة طرابلس وإرثها الثقافي.

بمبادرة جريئة، وتحت عنوان “المصالحة من خلال الثقافة، توّجت جمعية مارتش نشاطها لتنظيف وإنارة قلعة طرابلس التي عانت الإهمال لسنوات طويلة وغزتها الأعشاب وباتت تهدّد تماسك جدرانها، باحتفال ختامي.

وتكمن أهمية هذا العمل في الشباب الذين شاركوا في المبادرة، وهم شباب من مناطق مهمّشة في طرابلس، خصوصًا من جبل محسن، باب التبانة، الملولة، المنكوبين، ووادي نحلة، ممن شاركوا سابقًا في نزاعات مسلّحة وكانوا على خطوط التماس. واليوم يجتمعون في حرم هذا المعلم الثقافي، إيمانًا منهم بضرورة الحفاظ على هذا المكان التاريخي، وقد تعاونوا يدًا بيد لأكثر من شهر لتنظيف وإنارة أحد أكبر المعالم الأثرية في مدينتهم، متجاوزين النزاعات والاختلافات الطائفية.

وتأتي هذه المبادرة من صندوق مبادرات جمعية مارتش التي تعمل على بناء جسور الثقة بين المناطق المهمّشة والمتنازعة من خلال تعزيز المصالحة وإشراك الشباب في خدمات مجتمعية مشتركة تعزّز انتماءهم إلى مدينتهم ومحيطهم، وتفتح لهم مسارات للحوار والتفاهم والتعاون..


كما يتم تنفيذ العديد من هذه المبادرات بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة المختلفة، بهدف ترسيخ علاقة إيجابية وبنّاءة مع هذه الجهات، وإعادة بناء الثقة بين الشباب والدولة، وتعزيز شعورهم بالانتماء، وتمكينهم من الخروج من دائرة التهميش. وبناءً على ذلك، تم تنفيذ هذا العمل بالتعاون مع مديرية الآثار في وزارة الثقافة، وعناصر من فوج التدخل الأول في الجيش اللبناني، وجهاز الطوارئ والإغاثة، وبلدية طرابلس.


وكانت جمعية مارتش أقامت الحفل الختامي لهذا النشاط داخل قلعة طرابلس، برعاية وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، ممثلا بمدير عام الأثار في وزارة الثقافة المهندس سركيس خوري. كما حضر رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة ومحافظ الشمال بالوكالة ايمان الرافعي ونائب رئيس البعثة في السفارة البريطانية في لبنان والداعم الرئيسي لهذه المبادرة، فيكتوريا دان، والعميد عبدالكريم أسعد ممثلا قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، إلى جانب فعاليات رسمية وعسكرية وثقافية واجتماعية من مدينة طرابلس.


بعد النشيد الوطني اللبناني، وعرض فيلم وثائقي عن قلعة طرابلس، ألقت رئيسة جمعية مارتش، السيدة ليا بارودي، كلمة رحّبت فيها بالحضور، وشكرت شباب الجمعية والعناصر العسكرية على التزامهم وجديتهم في العمل وأوضحت أن وجودنا هنا اليوم لا يقتصر على تكريم تاريخ قلعة طرابلس، بل للاحتفال بما يُكتب الآن. فهذا المشروع، كما قالت، ليس خطوة منفردة، بل جزء من مسار طويل تعمل عليه جمعية مارتش في طرابلس منذ أكثر من عشر سنوات، لإصلاح ما خلّفته الحروب والإهمال الممنهج في المدينة ومناطقها الأكثر تهميشًا.


وأشارت إلى أن مشروع القلعة ليس مجرد تنظيف أو إنارة، رغم أهمية القلعة كإرث وطني، بل إن قيمته الحقيقية تكمن في الشباب الذين وقفوا خلفه؛ شباب كانوا يومًا على خطوط المواجهة، وهم اليوم من نظّفوا القلعة، ورمّموا زواياها، وحملوا الحجارة، وعلّقوا الإنارة، وذلك بإشراف مديرية الآثار وبالتعاون اليومي مع الجيش اللبناني وجهاز الطوارئ والإغاثة.


وأكدت أن قصص هؤلاء الشباب تُظهر حقيقة بسيطة وعميقة: “أن الإنسان يتغيّر عندما يُرى ويُسمع ويُرافق، لا عندما تُلصق به الوصمات.”


وختمت بارودي بالقول: إن قلعة طرابلس اليوم أجمل وأنظف، ليس فقط بما أُنجز فيها، بل لأن هؤلاء الشباب شعروا أن لهم مكانًا ودورًا، وأن هذا البلد لا يزال قادرًا على منح فرصة ثانية.


وحيّت بارودي دور الجيش اللبناني كشريك أساسي في إعادة ربط الناس بالدولة، مشددة على أن الأمن الحقيقي يبدأ من التنمية والاحتواء، لا من القوة فقط. كما أثنت على دعم السفارة البريطانية الذي شكّل ركيزة أساسية لاستمرارية العمل المجتمعي في طرابلس، وعلى تعاون وزارة الثقافة وبلدية طرابلس في إنجاح المشروع.


ثم ألقت السيدة سمر كرم

كلمة ممثلة مديرية الآثار في الشمال السيدة سمر كرم كلمة شدّدت فيها على أهمية صون المواقع التاريخية والتراثية في طرابلس، وان صونها يقع بالتزام وطني جماعي يشارك فيه كل فرد بهذا المجتمع وبكل مؤسساته لان التراث هو ركيزة مهمة واساسية عندما نتحدث عن هويتنا.


كما ألقى رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة كلمة عبّر فيها عن تقديره الكبير لجهود جمعية مارتش ودورها المستمر في خدمة المدينة وشبابها، مؤكداً أن ما حققته الجمعية يتجاوز المشاريع الظرفية ليصل إلى صناعة فرق حقيقي في حياة الناس .وشدّد على أهمية المصالحة التي شهدتها طرابلس بين شباب كانوا في الماضي خصوماً، معتبراً أن جمعية مارتش أدّت دوراً محورياً في هذا التحوّل الإيجابي الذي أعاد الأمل إلى شوارع المدينة وقلوب أهلها.


تلا ذلك كلمة بإسم شباب مارتش الذين شاركوا في هذه المبادرة فشدّدوا على أنّ مشاركتهم هي بهدف إرسال رسالة تعايش ووحدة لكل لبنان وإنّ المجتمع غالبًا ما يحكم على الأفراد من خلال ماضيهم، لكن ما يساعد حقًا هو القدرة على تجاوزه، وهذا بالضبط ما تقوم به مارتش مع الشباب.


كما عبّر أحد المشاركين من جبل محسن عن تجربته الشخصية قائلاً: إنّ دخوله قلعة طرابلس خلال هذا المشروع كان زيارته الأولى لها رغم أنها في مدينته، مؤكّدًا أنّ أكثر ما أثار شعوره بالفخر هو تنظيف القلعة جنبًا إلى جنب مع أبناء التبانة وعناصر الجيش اللبناني. وأضاف: بعد انتهاء هذه المسيرة اكتشفنا أنّنا نستحق أن نفخر بأننا كنّا هنا.


بعد ذلك ألقت نائب رئيس البعثة في السفارة البريطانية في لبنان فيكتوريا دان كلمة أكدت فيها ان المشاريع التي تنفذها جمعية مارتش تسهم في تعزيز السلام والمرونة، وبناء جسور بين المجتمعات المُهمَّشة، ومنح المشاركين شعورًا مشتركًا بالفخر وانه معًا، يمكننا مواصلة دعم المبادرات التي تُعزّز المصالحة، وتمكّن الشباب المهمشة، وتحافظ على الإرث الثقافي الغني في لبنان.


وكان الختام مع كلمة سركيس خوري ممثلاً وزير الثقافة الذي  شدد على أهمية التعاون في الحفاظ على قلعة طرابلس، وعلى أهمية هذه الأثار بالنسبة إلى الثقافة والحضارة اللبنانية.


شهادات تقدير، وعلمٌ يرتفع… وقلعة تروي حكاية التعايش

بعد عرض الفيلم الذي يوثّق الأعمال المنفَّذة والصعوبات التي رافقت هذا النشاط، قامت الآنسة بارودي، مع راعي الاحتفال وممثل قائد الجيش، بتوزيع شهادات شكر وتقدير على الشباب والعناصر العسكرية المشاركين في هذا العمل (عددهم ٦٠).

وفي الختام، رُفع العلم اللبناني فوق سور القلعة على وقع الموسيقى العسكرية.



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top