بحضور سفير الولايات المتحدة في لبنان السيد ميشال عيسى، وقّعت وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ممثّلة بالوزير الدكتور كمال شحادة مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة "Oracle" العالمية، ممثّلة بنائب الرئيس لتطبيقات القطاع العام السيد سيمون الخالد، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها بين الحكومة اللبنانية و"أوراكل"، وأول اتفاق استراتيجي مع شركة تكنولوجية أميركية كبرى منذ ما يقارب العقدين.
وتهدف الاتفاقية إلى تدريب وتأهيل 50,000 مشارك لبناني خلال السنوات الخمس المقبلة، على شكل هبة مجانية، في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، في إطار برنامج وطني شامل لبناء القدرات الرقمية وجعل لبنان بلدًا جاهزًا لعصر الذكاء الاصطناعي.
استهلّ شحادة كلمته بالترحيب بسفير الولايات المتحدة، قائلًا: "نشكر سفير الولايات المتحدة في لبنان على حضوره ومواكبته لهذه اللحظة التاريخية. من المناسب أن يكون أول حدث تشاركون فيه مناسبة تُجدد التعاون التكنولوجي الأميركي – اللبناني: اليوم نوقّع أول مذكرة تفاهم بين أوراكل والحكومة اللبنانية، وأول اتفاق استراتيجي مع شركة تكنولوجية أميركية كبرى منذ نحو عشرين عامًا".
كما أكد خلال كلمته أن هذه الشراكة تأتي ضمن تفويض الوزارة بقيادة تطوير التشريعات التقنية وتشريعات الذكاء الاصطناعي، وتحسين البنية التحتية الرقمية، وتعزيز المهارات الوطنية، مشدّدًا على أن MITAI هي الشريك الطبيعي لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية. أضاف: "اليوم لا نتحدث عن تحديات لبنان، بل عن حلول حقيقية. نحن نطلق شراكة ستؤهل 50 ألف لبناني في مجالي السحابة والذكاء الاصطناعي، لنضع لبنان على خريطة التقنية العالمية".
وسيتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع الجامعات اللبنانية الرائدة—الجامعة اللبنانية، الجامعة الأميركية في بيروت، جامعة LAU، وجامعة القديس يوسف—بالإضافة إلى الشركاء في القطاع الخاص، بهدف توفير وصول واسع لمسارات تعليمية متقدمة وشهادات احترافية من Oracle.
وستسهم هذه المبادرة في دعم التحوّل الرقمي داخل القطاع العام من خلال بناء القدرات المطلوبة لنشر أنظمة تخطيط موارد الحكومة (GRP)، وصولًا إلى تحقيق هدف الوزارة بأن تصبح 80% من الخدمات الحكومية قائمة على السحابة خلال خمس سنوات.
وأضاف شحادة: "الدولة الرقمية لا تُبنى بالخوادم وحدها، بل بقدرة شعبها. نحن نمكّن اللبنانيين، ونبني القوى العاملة التي يحتاجها الاقتصاد الحديث، من الطالب في بيروت إلى الموظف في البقاع ورائد الأعمال في الجنوب".
ويهدف هذا التعاون إلى تحويل لبنان من مستهلك للتكنولوجيا إلى مركز إقليمي للابتكار الرقمي، عبر تأسيس بنية تحتية بشرية وتقنية جاهزة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي