شهدت العاصمة العراقية بغداد سلسلة لقاءات وُصفت بالبالغة الأهمية في التوقيت والمضمون، حيث أطلق المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير مساراً من المشاورات الأمنية - السياسية مع كبار المسؤولين العراقيين، في خطوة تعكس حرص لبنان على تعزيز شبكة أمان إقليمية تمنع الانزلاق إلى مواجهة واسعة وتثبّت الاستقرار في مرحلة شديدة الحساسية.
وقد شكّل استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للواء شقير في مقر رئاسة الوزراء المحطة الأكثر دلالة في هذا السياق، إذ نقل شقير تحيات رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، قبل أن ينطلق البحث في واقع العلاقات الثنائية وما يشهده الإقليم من تطورات متسارعة. وتم خلال اللقاء التوقف عند الدور الذي يضطلع به العراق لخفض التوتر في المنطقة، وسط إدراك مشترك لأهمية منع اندلاع حرب جديدة، خصوصاً حرب إسرائيلية ضد لبنان، وما قد تحمله من تداعيات تتجاوز حدود جغرافيا المواجهة.
اللقاءات التي تواصلت على مستوى المؤسسات الأمنية حملت بدورها رسائل واضحة حول الإرادة المتبادلة في تحصين التعاون بين البلدين. ففي اجتماع للواء شقير مع رئيس جهاز المخابرات العراقية حميد الشطري، جرى بحث معمق في سبل تطوير التنسيق الأمني ومواكبة التحديات التي تفرضها المرحلة، في ظل تعاظم الحاجة إلى تبادل الخبرات والمعلومات بما يعزز قدرة البلدين على مواجهة المخاطر المستجدة. وفي لقاء آخر جمع اللواء شقير برئيس الأمن الوطني العراقي عبد الكريم البصري، برز تركيز مشترك على الملفات المرتبطة بمكافحة الإرهاب، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للتعاون بين بيروت وبغداد، وضرورة مواصلة العمل لترسيخها.
ويواصل اللواء شقير زيارته الى العراق بلقاءات إضافية مع عدد من كبار المسؤولين العراقيين، في مسار يُنتظر أن يرسّخ أطر التعاون الأمني والسياسي بين البلدين، ويمنح لبنان دعماً عربياً إضافياً في لحظة يحتاج فيها إلى تعزيز شبكة علاقاته الإقليمية لتفادي أي منزلق أمني، ولإسناد الجهود المبذولة من أجل حماية الاستقرار.