نظّم مركز “إيليت” للثقافة والتعليم لقاءً ثقافيًا مميزًا مع الشاعر هنري زغيب بعنوان: “لبنان الوطن بين الهوية والانتماء”، بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، في قاعة الدكتور عباس علم الدين، في الكلية في طرابلس، حضره مديرة الكلية الدكتورة جانين الشعار، ورئيسة مركز “إيليت” إيمان درنيقة الكمالي وعامر الكمالي، جمع من الأساتذة والطلاب والمثقفين. قدّمت الندوة الطالبة يارا موسى.
رحبت الدكتورة الشعار بالشاعر زغيب، ووصفته بأنه “يحمل الكلمة على نبض الوطن”. وأكدت أن الشعر الوطني هو “ذاكرة ناطقة” تنقل تاريخ الاستقلال وتضحياته وتُشعل شعلة الانتماء. وشددت على أن الطلاب هم “رواة المستقبل وحملة الكلمة”، وأن تشجيعهم على الشعر يحوّلهم إلى “صنّاع للمعنى وفاعلين ثقافيين أحيّاء” يسهمون في حفظ الهوية”. وشكرت لمركز “إيليت” هذا اللقاء المميز.
وكانت كلمة لرئيسة مركز “إيليت” -وهي من خريجات الجامعة اللبنانية- شكرت فيها إدارة الكلية وعبرت عن فخرها بـ “جامعة الوطن”. وتابعت بتقديم تحية خاصة لـ “شاعر الوطن هنري زغيب”، مؤكدةً أن “الثقافة والأدب هما الأساس للوجدان الوطني، وأن “إيليت” يهدف ليكون جسراً ثقافياً لتحصين عقول الشباب”.
ووجهت نداء إلى طلاب الجامعة اللبنانية، داعيةً إياهم إلى “التشبث بالهوية وألا يكونوا كالطيور المهاجرة، بل أن يكونوا راسخين كالأرز وشامخين كالجبال”، مؤكدةً أنهم وحدهم صانعو مستقبلهم. وقالت:” “لا تَسألوا ماذا قَدَّمَ لَكُم الوَطن، بَل ماذا قَدَّمتُم أَنتُم لِلْوَطن”، داعيةً إلى “محبة الوطن وأن تبقى الجامعة اللبنانية منارة للنهضة”.
زغيب
توزّع اللقاء على محاور شكلت مساحة غنية للتفاعل الثقافي. في المحور الأول، قدّم زغيب مداخلة ملهمة تمحورت حول الاعتزاز بلبنان كوطن، موضحاً الفرق بين السلطة والدولة والوطن الجميل، مشيراً إلى أن اللبنانيين “يهربون من الدولة لكن يشتاقون إلى الوطن”. وقدّم الشاعر أمثلة واقعية ونصوصاً شعرية مؤثرة تفاعل معها الطلاب بشكل لافت.
خُصص المحور الثاني لقراءات طالبية شارك فيها كل من ضحى الحاج أحمد وهدى الشعار، وسلوى ابراهيم ، و محمود مراد، ويارا موسى و آخرون، قدموا مقاطع شعرية ونثرية باللغتين العربية والإنكليزية عبّروا فيها عن فهمهم للهوية والانتماء.
أما المحور الثالث، فكان مساحة للحوار المفتوح، طرح الطلاب أسئلتهم على الشاعر زغيب، الذي أجاب بصراحة وعفوية، مما أثرى النقاش وأضاف بعداً إنسانياً وتفاعلياً على الحدث الثقافي.
اختُتم اللقاء بصور تذكارية جمعت الشاعر والمنظمين والطلاب، في أجواء من التقدير للكلمة والثقافة.